البيوت المهجورة والخيام مساكن نازحي تهامة بأبين

> تقرير/ حيدرة أحمد واقس

>
ماتزال المعاناة التي يتجرعها أبناء تهامة في أبين مستمرة جراء النزوح الجماعي الذي فُرض عليهم بسبب المعارك المحتدمة في الساحل الغربي ومحافظة الحديدة لنحو أربع سنين.

معاناة تعددت أشكالها وصورها، ومآسٍ يندى لها جبين الإنسانية، نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشونها، في ظل تزايد أعداد الأسر النازحة إلى المحافظات الجنوبية، وكان للمنطقة الوسطى بمحافظة أبين نصيب من استقبال مئات هذه الأسر التهامية التي قدمت إلى عدد من المديريات منها: مودية، ولودر، والوضيع.

وعلى الرغم من الأوضاع الاقتصادية المنهارة حاول الأهالي مد يد العون بقدر المستطاع غير أن الأعداد كانت في تزايد.
واضطرت الكثير من الأسر بأن تجعل من البيوت المهجورة سكنا لها، فيما أقامت أسر أخرى عششا وخياما بدائية لا تقيهم من حرارة الشمس صباحاً ولا البرد ليلا.

فقد الأحبة
يقول النازح مرشد علي بأن النزوح كان صعبا واجهوا خلاله الكثير من المعاناة التي تجرعوها خلال الحرب المفروضة عليهم.

وأضاف في حديثه لـ«الأيام» بأنه فقد الأحبة وذلك باستشهاد شقيقته وابنة شقيقته جراء قذيفة سقطت بالقرب من منزلهم في منطقة حيس، الأمر الذي جعله يغادر منطقته مجبوراً.

وقال: «عقب نزوحنا اتجهنا صوب المنطقة الوسطى بأبين وتحديدًا في مدينة مودية، حيث كان  تعامل الناس فيها جيد، وبسبب الأوضاع التي تعيشها البلاد أجبرت على السكن في مكتب قديم للتحصيل، ولدي أسرتان ونعيش وضعا معيشيا صعبا، حيث لا يوجد لدينا أي مصدر رزق سوى تعاون الناس الطيبين معنا من هنا وهناك».
 
حين تصبح بلا مأوى
 النازح بشير عبدالله يعيل ثلاث أسر، أجبر على النزوح من ريف منطقة حيس بسبب احتدام المعارك بين قوات العمالقة ومليشيا الحوثي.

ويصف عبدالله في حديثه لـ«الأيام» بأن «النزوح لم يكن المأساة الوحيدة التي عاشوها، بل إن منزلهم الذي يأويهم قد تهدم كلياً بسبب المعارك، ليغادر على إثره بمعية ثلاث أسر إلى عدن ومنها إلى أبين، حيث استقروا في بيت صغير جداً بمدينة مودية».

ويعيش حالياً كغيره من النازحين وضعا مأساويا صعبا نتيجة لما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية وارتفاع المواد الغذائية والاستهلاكية وعدم انتظام المرتبات والتي أصبحت لا تفي لتوفير أبسط متطلبات المعيشة جراء تهاوي العملة وما نتج عنها من غلاء جنوني طال كل شيء.

وعلى الرغم من الموضع الذي يعشيه بشير عبدالله إلا أنه ما زال متفائلا ويحذوه الأمل بالعودة إلى منطقته لإعادة إعمار منزله المهدم.

السكن في عشة
أمر الواقع الذي يفرض على الإنسان بغير ما يتمنى يكون قاسيًا بعض الشيء، كما هو الحال مع النازح عباس عماد أحد أبناء مدينة زبيد التاريخية.

أُجبر عماد على النزوح كما هو الحال مع سابقيه بسبب المعارك الدائرة هناك، واستقر به الرحال في المنطقة الوسطى بأبين، غير أنه لم يعثر على منزل يأويه، ليضطر العيش في عشة صغيرة، صنعها مع أخيه، ليسكن فيها مع أسرتين من أفراد عائلته.
ويؤكد عماد في حديثه لـ «الأيام» بأن «الأوضاع التي يعيشونها صعبة للغاية في ظل تجاهل الجهات المعنية بأوضاعهم، وعدم متابعة شؤونهم كنازحين».

المنظمات والاستهلاك الإعلامي
يقول الحاج أحمد، وهو أحد النازحين، بأن دور المنظمات تجاههم سيئ للغاية وغير فاعل مطلقا، وأنهم يستهلكون معانتهم إعلاميا دون مد يد المساعدة.. مؤكدًا أنه «منذ نزوحهم قبل أشهر إلى المنطقة الوسطى في أبين لم يتحصلوا على أي دعم من المنظمة المعنية التي زارت المنطقة في فترات سابقة وعملت على تسجيل أسمائهم وتصويرهم».

وناشد الحاج أحمد عبر «الأيام» الجهات ذات العلاقة بمحاسبة المنظمات التي تستغل معانتهم، كما طالب الجميع مساعدتهم في محنتهم التي فرضت عليهم.

ويعيش نازحو الحديدة في مديريات محافظة أبين وعدن ولحج في ظل ظروف معيشية وإيوائية صعبة جداً يفتقرون فيها لأبسط مقومات الحياة.
كما يشكون من غياب دور الجهات الرسمية والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى