مواطنون بردفان: نعاني أوضاعا معيشية صعبة والمنظمات اكتفت بالدعم الإعلامي

> تقرير/ رائد محمد الغزالي

>
 زاد تردي الأوضاع وانهيار العملة من اتساع رقعة الفقر بين أوساط سكان مديريات ردفان بمحافظة لحج، وبات السواد الأعظم منهم غير قادرين على توفير مستلزمات الحياة المعيشية بالشكل المطلوب، فيما عجز البعض في كثير من الأحيان عن توفير ولو جزء منها، نتيجة للحرب التي تشهدها البلاد منذ العام 2015م وفشل الحكومة في إيجاد أي حلول ناجعة للتدهور الاقتصادي المريع.

وطالب المواطنون، في أحاديث لـ«الأيام»، دول التحالف العربي والمنظمات الدولية المعنية بضرورة تحمل مسؤولياتها في تقديم المساعدات للأهالي، للتخفيف من معاناتهم المستمرة في ظل الغلاء الجنوبي الناتج عن تهاوي العملة الوطنية أمام الأجنبية.

غياب الدعم والمساعدات
وقال ماجد محسن سرور: «حتى الآن لم تقدم لنا المنظمات أي مساعدات لمواجهة الغلاء الفاحش في المواد الغذائية الاستهلاكية والتموينية الأخرى والذي يُنذر بمجاعة في عموم مناطق ردفان»، مطالباً منها «بتقديم الدعم الذي وجدت من أجله والعمل بالشعار الذي تحمله».

وأضاف في حديثه لـ«الأيام»: «لم نلمس في ردفان أي مساعدات من دول التحالف العربي ومركز الملك سلمان والهلال الأحمر الإماراتي، سوى من قِبل برنامج الغذاء العالمي عبر المؤسسة الطبية الميدانية ضمن مشروع الأمن الغذائي.. إننا نعيش في ظروف صعبة لم نواجهها من قبل، وهذا التدهور عائد بكل تأكيد إلى الحكومة الشرعية التي فشلت بإدارة شؤون البلاد وأوصلت بسياساتها الخاطئة المحافظات الجنوبية إلى هذا الوضع الاقتصادي المخيف».

مجاعة وشيكة 
أما جميل سيف مقبل وهو ناشط شبابي فقال: «الوضع الحالي أصابنا بالإحباط، فأصبحنا فيه محاطين بأزمة غذائية بسبب الغلاء الفاحش، وتردي الخدامات، وأزمة كبيرة في المحروقات، وارتفاع أجرة المواصلات، والمؤسف أن الجهات المسؤولة في الحكومة الشرعية والتحالف تخلوا عن دورهم تجاه الشعب ولم يقدموا الخدمات المطلوبة، كما أن الشعب لم يُعد أيضاً يثق بمعظم المنظمات والتي لم يتحصل منها على شيء من المساعدات الغذائية والإنسانية على الرغم من الوضع المعيشي الصعب جدا».


وتابع: «برنامج الغذاء العالمي (WFP) الوحيد الذي قدم ومازال يقدم المساعدات للريف ولمدينة الحبيلين عبر المؤسسة الطبية الميدانية، وعبر «الأيام» نوجه لهم شكرنا، لدورهم الإنساني النبيل تجاه المحتاجين من الفقراء والمهمشين، مع أنه لا يكفي ولا يغطي الاحتياجات، ولكن كما يُقال (شيء خير من لا شيء)، ونتمنى من المنظمات ذات العلاقة المحلية والدولية الاستجابة العاجلة لمناشداتنا المتكررة للتخفيف من الحاجة الماسة للأهالي بعد أن أصبحوا مهددين بمجاعة وشيكة».

محمد عوض يمتلك بسطة صغيرة لبيع الخضروات، هو الآخر يشعر بالقلق من الوضع الحالي وغير المستقر نتيجة لتدهور العملة وما نتج عنها من ارتفاع كبير في جميع المواد التموينية وحاجيات المعيشية الأخرى.
وأكد عوض لـ«الأيام» أن «دخله اليومي من بيع الخضار لا يفي بتوفير قوت يومه واحتياجات أسرته».

تزايد حالات سوء التغذية
وأوضح مجاهد صالح العيسائي، وهو موظف في قسم علاج سوء التغذية بمستشفى ردفان العام، أن «المستشفى استقبل خلال الشهر الجاري عشرات الحالات المصابة بسوء التغذية، بعضها مهددة بالإصابة بسوء التغذية الحاد في حال لم تتحصل على الغذاء المناسب».

وأشار في تصريحه لـ«الأيام» إلى أن «قسمه يفتقر في الوقت الحاضر للصنف الغذائي المناسب (MAM)، لانتهاء عمل منظمة (صوت) مع القسم منذ أسابيع، مع بقاء صنف آخر تقدمه منظمة «أدرا» نوع (SAM)».

وقال: «نحن بحاجة إلى ذلك الصنف الغذائي الأول، وعبر «الأيام» نطالب بتوفير مساعدات غذائية لعشرات الأطفال الذين يأتون إلى القسم بهذا الخصوص، ونتمنى من الجهات ذات العلاقة الإسراع بتوفير هذه المطالب للتخفيف عن الأهالي قليلاً مما يعانونه جراء الظروف المادية الصعبة»، مؤكداً بأن «استمرار الوضع على هذا الحال سيعرض أطفال المديرية للإصابة بمرض سوء التغذية الحاد».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى