المحتجون على الأوضاع المعيشية: فـشل الحكـومـة يقـودنا للمـجاعـة

> تغطية/ حيدرة واقس/ سالم حيدة صالح/ رائد الغزالي/ خالد الكثيري/ غرفة الأخبار

>
عصيان مدني وإغلاق للمحال التجارية وإحراق للإطارات في محافظات جنوبية 

تواصلت، أمس الإثنين، الاحتجاجات الغاضبة ضد تردي الوضع الاقتصادي في عدد من المناطق والمدن الجنوبية، نتيجة لتهاوي العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية.

ووصلت، أمس، قيمة الدولار الواحد إلى 750 ريالا، و200 للريال السعودي، وهو الانهيار الذي بات يُنذر بمجاعة وشيكة، وإن كان قد تسبب خلال الفترة القليلة الماضية بحالات انتحار وإجبار الكثيرين على التخلي عن شراء جزء كبير من حاجياتهم الغذائية الأساسية.

صورة من احتجاجات مدينة لودر
صورة من احتجاجات مدينة لودر

وتشهد مدن وبلدات الجنوب منذ الشهر الماضي عصيانا مدنيا وتظاهرات حاشدة، احتجاجاً على تهاوي العملة، ومطالبين برحيل ما أسموها “الحكومة الفاسدة”.

وباتت البلاد تعيش أسوأ أزمة بسبب الحرب التي أشعلها الحوثيون وقوات صالح قبل أربع سنوات بانقلابهم على الدولة، والاستيلاء على جميع مرافقها وفي مقدمتها البنك المركزي والسيطرة على الاحتياطي فيه وتسخيره لمصلحة ما أسموه “المجهود الحربي”.

فشل حكومي
وأدت السياسات الاقتصادية الخاطئة والفشل من قبل الحكومة الشرعية إلى تأزيم الوضع بشكل كبير، وهو ما أنعكس سلباً على أسعار المواد الغذائية الأساسية وكذا الاستهلاكية وغيرها.

وشهدت العاصمة عدن، صباح أمس الإثنين، عصيانا مدنيا في عدد من مديرياتها قطع خلالها المحتجون طرقاً رئيسية وفرعية، بالإطارات المشتعلة حتى قُبيل الظهر.

ويأتي هذا ضمن العصيان الذي ينفذ في يومي الإثنين والأربعاء من كل أسبوع في عموم المحافظات الجنوبية.
وفي محافظة أبين خرجت تظاهرات حاشدة في عدد من المديريات شاركت فيها مختلف الشرائح، مع إغلاق المحال التجارية أبوابها.

جانب من تظاهرة  لودر
جانب من تظاهرة لودر

وعبّر المحتجون في تظاهرة مديرية لودر كبرى مدن محافظة أبين، صباح أمس، عن غضبهم تجاه التدهور المعيشي الناتج عن انهيار العملة الوطنية أمام الأجنبية، ووقوف الجهات المعنية موقف المتفرج إيزاء الأزمة.

وقال مشاركون في المظاهرة لـ«الأيام» إنهم خرجوا احتجاجًا على تدهور الريال والذي تخطى حاجز الـ(740) للدولار الواحد، 200 ريال مقابل الريال السعودي.

وقطع المحتجون عددًا من الشوارع الرئيسة في المديرية بالإطارات المشتعلة، تزامناً مع عصيان مدني شل حركة السير والتجارة فيها.

إغلاق للمحال التجارية
وفي مدينة زنجبار عاصمة المحافظة أغلق التجار محلاتهم التجارية نتيجة ارتفاع أسعار السلع بشكل جنوني، والذي أدى إلى تدهور تأزيم الوضع المعيشي للمواطنين.

وأوضح عدد من التجار لـ«الأيام» إن إقدامهم على إغلاق محلاتهم التجارية نتيجة للتدهور المريع للريال أمام العملات الخارجية، والذي بات ينذر بكارثة إنسانية.

جانب من تظاهرة زنجبار بأبين
جانب من تظاهرة زنجبار بأبين

وحمّل التجار ما آلت إليه الأوضاع الحكومة التي قالوا إنها أصبحت تنتهج سياسية التجويع على الشعب، مطالبين في ذات الوقت الرئيس عبدربه منصور هادي والتحالف العربي بسرعة التدخل لإنقاذ العملة والتي ستؤدي إلى المجاعة.

 كما شهدت مدينة مودية بالمحافظة عصيانًا جزئيا أغلقت خلاله المحال التجارية بما فيها محال بيع الجملة.

إغلاق المحال التجارية بردفان
إغلاق المحال التجارية بردفان

وفي مديرية ردفان بمحافظة لحج أغلق تجار المواد الغذائية بمدينة الحبيلين، صباح أمس، محالهم التجارية وأوقفوا عملية البيع، نتيجة للغلاء الفاحش الذي طرأ على المواد الغذائية بسبب تهاوي العملة.

سخط شعبي
وعبّر مواطنون لـ«الأيام» عن سخطهم تجاه الحكومة وسياساتها الفاشلة في احتواء انهيار العملة الوطنية والتي انعكست سلباً على حياة المواطن بشكل مباشر في كافة المجالات.

وأفاد الشيخ محمد هبوب أحمد، وهو أحد وجاهات الصبيحة، أن منطقة العند بلحج تشهد تلاعبًا كبيرًا في أسعار المواد الغذائية من قبل بعض التجار.

جانب اخر من تظاهرة  لودر
جانب اخر من تظاهرة لودر

وأوضح في اتصال هاتفي مع «الأيام» أن التجار أصبحوا يتعاملون بالريال السعودي، وهو ما يعني مزيداً من المعاناة للمواطن، مطالباً السلطة المحلية والجهات ذات العلاقة بوضع حد لتلاعب التجار من خلال فرض الرقابة.
وأوضح أحمد أن التجار باتوا يشترطون على المواطنين بدفع المبلغ نهاية الشهر بالريال السعودي، وليس بالريال الوطنين.

خطوة لمنع التلاعب
وفي محافظة الضالع ناقش اللواء الركن علي مقبل صالح جملة من القضايا ذات الصلة مع قائد الحزام الأمني بالمحافظة ومكتب المالية والتجارة والصناعة.

وتطرق اللقاء لمناقشة الوضع السائد في الضالع كانعدام المشتقات النفطية وعملية تهريبه إلى الحوثيين، وكذا الارتفاع الجنوني الذي تشهده، حيث وصل سعر الدبة الواحدة سعة 20 لتراً إلى 14000 ريال.

محافظ الضالع  خلال لقائه بتجار ومالكي محطات المحروقات
محافظ الضالع خلال لقائه بتجار ومالكي محطات المحروقات

 ووجه المحافظ قائد قوات الحزام الأمني العقيد أحمد قايد بسرعة ضبط المخالفين ومنع عمليات التهريب وابتزاز المواطنين في هذه السلعة.

 كما وجه مكتب التجارة والصناعة والغرفة التجارية وقوات الحزام بالنزول والتفتيش لكافة المحطات التي تقوم بتخزين المحروقات دون بيعها، وطالب من جميع ملاك محطات الوقود المغلقة بفتحها ومن لم يستطع فتحها يؤجرها لمورد أو تاجر آخر لتشغيلها، مؤكداً أنه لن يسمح لأي محطة محروقات أن تظل مغلقة فيما يقوم صاحبها ببيع الكمية في السوق السوداء أو للمهربين.

تراجع كبير بعملية البيع
وفي محافظة حضرموت باتت الأسواق العامة بسيئون في حالة من الركود غير المسبوق مع الانهيار المتواصل للعملة المحلية، وضربت أسواق الغذاء والمعيشة الأساسية وسط اشتداد الفقر على السكان في عموم البلاد.

وقال سعيد جيدالله رزق خرمق، وهو من باعة الفواكه بسوق سيئون للخضار والفواكه: “إن الفقر يقسو على البلاد إلى حد أن عجز الناس عن التزود بأقل أساسيات الغذاء والمعيشة المستورة”، مضيفاً “وأما بالنسبة لنا في سوق الخضار والفواكه نكاد نقبع في سوق خاوية على عروشها”.

واستطرد في حديثه لـ«الأيام» كنّا نبيع عشرة صناديق من الموز في الفترة الماضية، أما اليوم فبيعنا لا يتجاوز الصندوق الواحد، والحال نفسه بالنسبة للبرتقال والعنب، هذا على الرغم أنها جميعها من إنتاج المزارع المحلية.

أحد الاسواق في سيئون خالي من المتسوقين
أحد الاسواق في سيئون خالي من المتسوقين

أما رياض يسلم بن زيلع وهو بائع فواكه بنفس السوق، فقد انفجر غاضباً ممّا وصفها بالامبالاة من قبل الحكومة الشرعية، حد تعبيره، وقال: “إنها غائبة حكومة وحكما” .

وأضاف في حديثه لـ«الأيام» الناس تعبت من تدبر أمور المعيشة جراء انعدام حكومة رشيدة تنظر بعين الحرص في مهامها ومسئولياتها وتقدر التدابير اللازمة لإنقاذ البلاد من الانهيار الشامل الذي يدك أركان الأسر الكريمة.

يشار إلى أن البلاد منذ عدة أشهر دخلت في حالة من الانهيار المتواصل لـ“الريال اليمني” مقابل العملات الأجنبية وسط انشغال ولا مبالاة للحكومة الشرعية البعيدة أصلاً عن معايشة الفقر والمعاناة التي تجتاح البلاد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى