عصيان مدني وإغلاق للطرقات في عدن وتعز

> عدن- تعز- الحوطة «الأيام» وئام نجيب - صلاح الجندي - هشام عطيري

>  تواصلت، أمس الأربعاء، الاحتجاجات الغاضبة ضد تردي الوضع الاقتصادي في العاصمة عدن ومحافظة تعز، والمطالبة بتغيير الحكومة، وإيقاف انهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية.
وتشهد محافظات ومدن جنوبية عدة، منذ الشهر الماضي، عصيانا مدنيا شاملا وتظاهرات حاشدة، احتجاجا على تردي الوضع الاقتصادي، وضد الحكومة الشرعية.

ففي العاصمة عدن، قطع محتجون صباح أمس الأربعاء طرقا رئيسية وفرعية، وأحرقوا الإطارات في عدة مديريات، فيما أغلق بعض التجار محلاتهم التجارية بسبب ارتفاع أسعار السلع بشكل مبالغ فيه.
وتعيش العاصمة عدن حالة غليان متصاعد تنديدا بانهيار العملة المحلية وغلاء أسعار المواد الغذائية والأساسية.


"الأيام" التقت بعدد من المحتجين، بدأتها مع المواطن أبو علي، الذي أشار إلى أنه "ينبغي على المواطنين الخروج في مظاهرات كبيرة، وتوحيد الهدف المتمثل بإيقاف تدهور العملة المحلية، وتوفير سبل العيش الكريم، كون الحكومة لم تلتفت إلى مطالب الشعب".
وأضاف: "الحكومة متواجدة بالرياض ولا تعلم بحال شعبها، والناس اليوم بعدن تموت بسبب الجوع، وهناك أناس تأكل مما تبقى من أكل الآخرين".

وتابع: "المواطنون في صنعاء وضعهم أفضل منا، واليوم جئنا على اليوم الذي يأتي فيه الجار لجاره يستنجده كي يعطيه بعض الأكل، كونه جائعا منذ يومين في بيته ولا يملك قيمة الروتي، وقد رأيت بعيني امرأة تستغيث ببعض الناس من خلال عرضها دفتر المعاش لرهنه وإعطائها قيمة أنبوبة غاز منزلي خوفا على أطفالها من الموت جوعا، كما حدث للطفلة (هند) التي ماتت قبل أيام من الجوع".

وأشار أبو علي إلى أن تغيير الحكومة بالكامل واستبدالها بحكومة كفاءات أصبح مطلبا شعبيا، وقال "نطالب بتغيير الحكومة بحكومة أفضل منها، كون بقاء الوضع على هذا ينذر بأن تتحول عدن إلى صومال جديدة، ناهيك على أن ذلك سيقود الناس إلى الاقتتال فيما بينهم من أجل رغيف العيش".

عصيان مدني كريتر
عصيان مدني كريتر

وأضاف: "كانت عدن أم الدنيا، وحاضنة للغريب والقريب، وكانت الناس بشوشة تستيقظ صباحا وفي ملامحها علامات الرضا تلقي التحية للعامة، أما الآن فقد تغير الحال إلى الأسوأ، وتبدلت ملامح الناس إلى بؤس وهم ومعاناة".
وتابع: "بعض ملاك البقالات يعمد إلى استغلال وابتزاز المواطنين، ويقوم برفع الأسعار بشكل جنوني، وما شجع على ذلك هو غياب الحكومة والرقابة، وعدم وجود لجنة لمراقبة وضبط الأسعار والمخالفين، فعلى سبيل المثال الأرز الذي كنا نشتريه بـ 1500 ريال أصبح اليوم بـ 4000 ألف ريال، فيما وصل سعر القرص الروتي إلى 25 ريالا، مع نقص حجمه، أنا أعمل بحياكة الأحذية، وهذا الغلاء لا أستطيع مجابهته".

أين المساعدات المالية؟
"شربت ماء البحر ونجعته ملحا"، هذا ما ابتدأ فيه الحاج عبد الله حسن، أحد المحتجين بكريتر عدن، حديثه مع "الأيام"، وتساءل بقوله: "أعلنت المملكة العربية السعودية عن دعمها للبنك المركزي بـ 200 مليون دولار، ويبقى السؤال.. هل تلك المبالغ ستذهب إلى المواطنين أم ستتقاسمها جهات معينة فيما بينها البين؟".

وقال الحاج عبد الله: "ما نعانيه حاليا هو تعدد الفصائل، ناهيك عن انتشار الرشوة والمحسوبية، ولا يوجد أحد يعمل لوجه الله".
وأضاف: "في صنعاء توجد عملية ضبط الأسعار ومراقبتها".

بدوره، أشار أحد مالكي المحلات التجارية إلى أنهم أعلنوا تضامنهم الكامل مع ثورة الجياع، وأنهم بدأوا في إغلاق محلاتهم يومي الإثنين والأربعاء من كل أسبوع.

تواصل انتفاضة تعز
وفي محافظة تعز، وسط البلاد، تواصلت أمس الأربعاء المظاهرات الشعبية لليوم الثاني على التوالي، مصحوبة بعصيان مدني شامل أُغلقت فيه كافة المحلات التجارية والخدمية، احتجاجا على ارتفاع الأسعار وانهيار العملة المحلية.
وجاب المتظاهرون شوارع المدينة، بعد أن طلبوا من كل التجار إغلاق محلاتها التجارية، تمهيدا للعصيان المدني السلمي.

وطالب المتظاهرون التحالف العربي بضرورة تحديد موقفه، وعدم السكوت على ما يحدث للمواطنين في المحافظات المحررة من سياسة تجويع ممنهجة.

تعز
تعز

وقال متظاهرون لـ "الأيام" إن التظاهرة هي تعبير عن حالة الجوع والفقر التي وصل إليها الناس جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية بشكل جنوني بعد ارتفاع سعر الدولار وانهيار الريال اليمني.

وأضافوا أن قوات الأمن تعرضت لمسيراتهم السلمية، وأطلقت عليهم الأعيرة النارية لمنع المظاهرة من مواصلة مسيرها، بعد أن هتف المتظاهرون شعارات معبرة عن الجوع، ومنددة بفساد الحكومة الشرعية، وصمت التحالف جراء الانهيار المتسارع للعملة.

استمرار إضراب المعلمين
وفي محافظة لحج، جنوب البلاد، أكد رئيس المجلس المركزي للنقابة العامة للمعلمين والتربويين الجنوبيين لطف البان أن "إضراب المعلمين مستمر حتى انتزاع الحقوق المشروعة كلها".

وقال البان لـ "الأيام": "لا يوجد أي اتفاق مع الحكومة بشأن رفع الإضراب أو تعليقه، ونتمسك بمطالبنا الحقوقية كاملة".

وأشار البان إلى أن "تدهور قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية سيؤدي إلى انهيار اقتصاد البلاد، الأمر الذي سينعكس على زيادة معاناة المعلمين وكل العاملين في البلاد".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى