الجنوب وماذا بعد؟!

> عبدان دُهيس

>
> لم يمنََ الجنوبيون بمآس قاتلة، مثلما منيوا بها بسبب دخولهم (الوحدة المشؤومة)، وبالذات بعد حرب 1994م الظالمة على الجنوب، كان الجنوبيون صادقون لا محالة في ذهابهم إلى الوحدة مع الشمال، انطلاقاً من إيمانهم الراسخ - الذي لا يقبل الشك ولا التأويل - بأن (الوحدة اليمنية) هي قضية وطنية مهمة من الطراز الأول ينبغي أن يضحي من اجلها كل اليمنيين في الجنوب والشمال معاً، ولكنهم - أي الجنوبيين - لم يدركوا أن (الفخ اللعين) قد وضع لهم بعناية شديدة، باسم هذه القضية، وأن دخولهم في (وحدة اندماجية) غير مشروطة مع الشمال كان بداية مبيتة للخلاص من (النظام الاشتراكي) في الجنوب برمته، وبالذات مؤسساته العسكرية والأمنية النظامية العقائدية المحترفة- والمدنية أيضاً، وتدميره تدميراً شاملاً كاملاً لجبروته وهيبته وقوته، الذي كانت تخشاه وتهابه دول المنطقة، ولا ترغب في بقائه خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي (حليف الجنوب)، وهذا ما حدث بالفعل عند حرب 1994م وغزو الشمال للجنوب بقوة الحديد والنار والطيران والصواريخ، وما أن حطت تلك الحرب أوزارها إلا وفاق الجنوبيون والغزاة القادمون من خلف نقيل يسلح فوق رؤوسهم وبين ظهرانيهم وسلبوا ونهبوا واستباحوا كل ما وصلت إليه أيادهم، وظلوا يحكمون الجنوب وأهله بالعنف والسجن والاعتقالات وتكميم الأفواه، وينهبون ثرواته وأراضيه وترابه وجباله وبحره لسنين طويلة -  وما يزال الجنوب وأهله يعانون حتى اليوم أيّما معاناة من سلبيات وآثار تلك الفترة البائسة، المظلمة والمؤلمة في تاريخه، وماذا بعد..؟!

الجنوبيون اليوم أمام المحك، فالمهمة أمامهم عظيمة وكبيرة ولم يعد من المناسب في مثل هذه الظروف أن يظلوا على تباعد وفراق وخصومة سياسية مستمرة.. حان الوقت الآن لالتئام ووحدة الجنوبيين وتقارب مكوناتهم، وأن ينطلقوا كفريق واحد نحو الهدف الكبير، الذي يتطلع إلى تحقيقه كل أبناء الجنوب، في الحرية والاستقلال واستعادة دولة الجنوب بما يرضاها الشعب ويتفق عليها كل الجنوبيين.

نأمل أن يفكر كل الجنوبيين في مستقبلهم وفي مستقبل وطنهم وأبنائهم، وكل الأجيال القادمة، بمزيد من الحكمة والعقل والمسؤولية والتعاضد، وتوحيد الصفوف والكلمة، فلن ينهض الجنوب بيسر وسهولة وطمأنينة، ويتجه نحو اللحاق بركب من سبقوه ويعوض عن ما فاته من مسيرة قطار النهوض والتنمية والحياة السعيدة الآمنة والاستقررار الواسع، إلا متى ما تقبل الجنوبيون بعضهم البعض.. لم يعد هناك وقت للانتظار كثيراً..!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى