الدراجات النارية مهنة موظفي وأهالي أبين

> تقرير/ عبدالله الظبي

>
 أجبرت الظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد الكثير من العاطلين عن العمل وغيرهم من الموظفين للجوء إلى استخدام الدرجات النارية (الموتورات) كمهنة ومصدر دخل لهم ولأفراد أسرهم في ظل ارتفاع المواد الغذائية والاستهلاكية، والذي زاد مؤخراً من الأعباء على كاهل الجميع لاسيما أرباب الأسر الفقيرة والمعدمة الذين باتوا يكدحون فوق طاقتهم لتوفير ولو جزء بسيط من أقواتهم اليومية.


وتزايد إقبال المواطنين بمديرية زنجبار، عاصمة محافظة أبين، على استخدام الدرجات النارية كوسائل مواصلات لنقل الزبائن على مدى ساعات النهار والليل، بهدف تحسين وضعهم المادي والمعيشي المتردي والناتج عن تهاوي العملة الوطنية أمام الأجنبية.

مصدر دخل رئيس
يقول المواطن أحمد محمد عيسى عاطف: «أعمل في هذه المهنة ليلاً ونهاراً منذ عدة سنوات، لكونها مصدر دخلي الأساسي، بل إن معظم أبناء المحافظة باتوا يعملون على الدراجات النارية وفي أوقات متواصلة لتوفير مستلزمات العيش الكريم لهم ولأفراد أسرهم، بعد أن حُرِموا من التوظيف الحكومي لسنوات طويلة، ولهذا تجد غالبية سائقي هذه الدراجات هم من خريجي كليات جامعة عدن وغيرها من المعاهد الفنية والتقنية وسواها، الذين يرون فيها فرصة عمل كبيرة لهم، ولا ننكر أن هناك بعض السلبيات كقيادتها من قبل صغار السن وغير الراشدين والتي تنتهي في كثير من الأحيان بحوادث لا يحمد عقباها، كالوفاة أو الإعاقة الدائمة، فضلاً عما يحدثونه من إزعاج لدى المواطنين، نتيجة لرفع أصواتها بطريقة طائشة وغير واعية».

وسيلة للرزق
فيما وأضح المواطن حسن سالم أحمد حيدرة بأن لجوءه لاستخدام (الموتور) كوسيلة لكسب الرزق في ظل الارتفاع الجنوني في المواد الغذائية والاستهلاكية ومستلزمات الحياة بشكل كلي.
وأضاف لـ «الأيام»: «لست وحدي من يتخذ الدراجات النارية وسيلة لكسب العيش، بل إن هناك إقبالا كبيرا عليها من أبناء أبين، وفي مقدمتهم العاطلون عن العمل والموظفون ممّن أصبحت مرتباتهم التي يتحصلون عليها لا تلبي توفير أبسط مستلزمات المعيشة في ظل تهاوي العملة المحلية أمام العملات الأجنبية».


وأكد رشيد محمد حسن بأن «العمل على الدرجات النارية يُعد مهنة سهلة وتعلمها ليس بالأمر الصعب، فضلًا عن كونها في المستوى الأول مصدرا يُدِر على صاحبه الرزق».

وأضاف: «أشعر بالارتياح بالعمل عليها فمن خلالها أستطيع توفير حاجيات ومتطلبات المنزل والأطفال وإن كان القلق والتوتر يساوراني في بعض الأحيان بسبب الظروف المعيشية غير المستقرة».

العمل ليل نهار
صالح عبدالله محمد هو الآخر مالك دارجة نارية، تحدث لـ «الأيام» بالقول: «توجد العديد من الدرجات النارية في عاصمة المحافظة زنجبار تُستخدم كوسيلة نقل سريعة للمواطنين بداخل المدينة وإلى المناطق المجاورة، وكذا لنقل المواد الغذائية من المحلات التجارية إلى المنازل».


وقال: «تُعد مصدر دخل الكثير من العاطلين عن العمل، إلا أن كثرتها والعشوائية السائدة خلقت ازدحاما وهو ما يتطلب تنظيمها».
وفي ذات السياق أشار المواطن حسن السيد، مالك دراجة نارية (عربة)، إلى أن هذه الدراجة هي مصدر دخله الوحيد.

ويبدأ السيد بالعمل منذ الصباح الباكر حتى المساء متنقلاً بين المناطق وقرى المديرية، نتيجة لتزايد إقبال الناس عليها لسرعتها ولارتفاع المشتقات النفطية التي توقفت على إثرها الكثير من وسائل المواصلات الأخرى.
وتسبب تهاوي العملة الوطنية التي فقدت أكثر من ثلثي قيمتها أمام الدولار والسعودي، بتضاعف أسعار المواد الغذائية والتموينية وغيرها، وأصبح الكثيرون جراءها لا يستطيعون توفير أبسط حاجياتهم المعيشية».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى