أهالي الحديدة.. الطريق إلى المجاعة.. مائة ألف طفل يُعانون من سوء تغذية حاد

> تقرير/ خاص

>  «انثروا القمح على رؤوس الجبال لكي لا يُقال جاع طيرٌ في بلاد المسلمين»، عبارة شهيرة قالها الخليفة الأموي العادل عمر بن عبدالعزيز.
لقد جاع اليمنيون يا عمر وماتت هند جوعًا في زمننا هذا بعد أن ماتت الضمائر وتسيد تجار الحروب ممّن يستميتون في نهب خيرات الوطن والمواطن.

مات محمد الحقوقي هو الآخر جوعاً، وعُثر على جثته مرمية على قارعة الطريق بأحد شوارع الحديدة، بعد أن تم قطع راتبه من السلك التربوي الذي كان متفانياً فيه.

دخلت الحرب سنتها الرابعة في البلاد ومن لم تطله الرصاص قتله الجوع، وما أكثر الأطفال والنساء والرجال الذين باتوا يتضورون جوعاً نتيجة لتدهور العملة الوطنية، وتجاوز سعر الدولار الواحد الـ800 ريال، وصل على إثرها قيمة كيس الأرز البسمتي إلى 40 ألفا، وكيس السكر إلى 20 ألفا، و15 ألفا لكيس الدقيق، وهو مالم يقدر المواطن عليه.

حالات نفسية
وتسببت الأوضاع المادية الصعبة بتزايد أعداد المواطنين المصابين بالحالات النفسية، والذين باتوا يجوبون شارع جمال في وسط مدينة الحديدة ليلا ونهارا.
وأكد سكان لـ «الأيام» بأنهم ليسوا مخبرين كما يعتقد البعض بل ضحايا الوضع المأساوي الذي لم يستطيعوا خلاله توفير أبسط احتياجات أطفالهم».

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت في منتصف الأسبوع الماضي، من حدوث مجاعة واسعة في اليمن، تُوشك أن تصبح واقعًا يصعب السيطرة عليها، محملة جميع الأطراف المسؤولية حيال ما آلت إليه الأوضاع.
وأكد مواطنون في أحاديث لـ «الأيام» أن ارتفاع المواد الغذائية سيظل في ارتفاع مستمر ولن يقف عند حد معين، لغياب الرقابة من قبل المعنيين على التجار.


وتسببت الحرب التي أشعلتها قوات الحوثي ونهبها للبنوك والمؤسسات الحكومية بانهيار العملة الوطنية بشكل غير مسبوق.
وأسهمت الـ200 مليون دولار المقدمة من المملكة العربية السعودية مؤخراً من إيقاف تدهور العملة لأيام، غير أنها عاودت للتهاوي من جديد.

ودفع الغلاء الفاحش في المواد الغذائية ولاستهلاكية والناتج عن فقدان العملة أكثر من ثلثي قيمتها أمام العملات الأجنبية الناس بالخروج للشارع للتعبير عن سخطهم تجاه ما آلت إليه الأوضاع المعيشية، قطعوا خلالها الطرقات الرئيسة بالإطارات المشتعلة.

وبحسب منظمة الأمم المتحدة فإن 5 ملايين طفل يعانون من خطر المجاعة، و75 % من اليمنيين يعانون من فقر مدقع وغيرها من إحصائيات مذهلة تمس الجانب الإنساني.
فيما أوضحت منظمة الغذاء العالمي في تقرير لها قبل سنوات قليلة أن «ما يقارب من مليون طفل تحت خط الفقر».

سوء تغذية حاد
ويُعاني حالياً في هذه المحافظة الأكثر فقراً في البلاد مائة ألف طفل من سوء تغذية حاد نتيجة العوز والنزوح.
ويقول عياش وهو حد سكان المدينة «ننتظر الوضع يصلح والحرب تنتهي ولكن لا فائدة»، ويضيف بلهجته التهامية «وربي الوضع كارثي، كيف نعمل بعيالنا والله بنموت جوع نحن وهم».
ويعمل عياش على دراجته النارية (موتور) وهي مصدر رزق دخله الوحيد.


ودفع الغلاء في الأسعار بالمواد التموينية بالبعض إلى أكل أوراق الأشجار، والخروج في تظاهرات احتجاجية في كثير من محافظات البلاد، وفي مقدمتها مدينة تعز، أُغلقت خلالها الشوارع وقطعت بالإطارات المحترقة، كما أغلقت المحال التجارية أبوبها إثر العصيان المدني الذي لم تشهده المدينة من قبل.

ويؤكد الكثيرون أن انهيار العملة والتدهور المعيشي سيدفعان الشعب لتظاهرات عارمة.
وكانت اللجنة المنظمة لثورة الجياع قد أعلنت في تاريخ 6 من الشهر الجاري عن تظاهرات كبرى في عدة مدن منها: صنعاء وعدن والمكلا وسيئون وتعز تحت عنوان «من أجل لقمة العيش».
 فقر وجوع ومرض وتشرد وضياع هذا هو ملخص المشهد الإنساني في البلاد، فهل من انفراجة قريبة له؟ أم أن القادم سيكون أسوأ؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى