في اليوم العالمي للعصا البيضاء.. المكفوفون بلحج يحتفلون وسط غياب الدعم

> رصد/ هشام عطيري

>
 احتفلت جمعية المكفوفين بمدينة الحوطة بلحج بـ «اليوم العالمي للعصاء البيضاء»، باعتبارها العلامة المميزة للكفيف، والذي صادف في 15 من أكتوبر الجاري، حيث تسلم اثنان من أعضاء الجمعية على مستوى محافظة لحج أول عصا إلكترونية قدمها فاعل خير.

ونظمت الجمعية للسنة الثانية على التوالي ندوة تعريفية لأعضاء الجمعية حول العصا البيضاء وفائدتها للكفيف، وأثريت الندوة بالعديد من المداخلات من قبل المشاركين.
والتقت «الأيام» على هامش الفعالية عددا من أعضاء الجمعية لترصد انطباعهم وآراءهم حول هذه المناسبة العالمية.

وقال الكفيف زكي قزيع، أحد أعضاء الجمعية، إنه تخرج من كلية التربية قسم اللغة العربية وعاد إلى الجمعية ليمارس التدريس فيها، ويشعر أن هذا اليوم هو فخر لهم من خلال حمل العصا والتوعية بأهميتها، كونها خير رفيق للكفيف، مضيفا بأن المكفوفين مثل الأسويا لا ينقصهم شيء ويجب إخراجهم من دائرة الإحباط.

من جانبه عبر الكفيف جميل عبده مقبل عن ارتياحه باليوم العالمي للعصا البيضاء، والذي أعلن عنه في 1931 بإذاعة الـ (بي بي سي)، «ونحن نفتخر في حمل العصا، كونها مصباحا ونبراسا في الطريق، فالمبصر يستخدم مصباحا لإنارة الطريق ونحن نستخدم العصا». 

جانب من الحضور بالحفل
جانب من الحضور بالحفل

وأشار جميل إلى أن «المجتمع منذ سنوات كان لديه نظرة قاصرة عن الكفيف ويعتبره حبيس الجدران وعالة على المجتمع، لكننا فرضنا أنفسنا بالمجتمع وتحدينا الإعاقة بالإرادة والعزم، وحاليا أصبحنا مرغوبين والمجتمع يتقبل الكفيف ويتعامل معه كمواطن سوي»، موضحا أن «7 من أعضاء الجمعية تخرجوا من الجامعة، فيما هناك سبعة آخرين مرشحون للدراسة الجامعية».

واختتم جمال حديثه: «إن الكفيف أصبح يتعامل مع التلفون والمواقع الإلكترونية والساعة والعصا، وبدأت نظرة الناس تتغير ويدركون قيمة الكفيف».

بدوره أكد الكفيف صالح عبدالله القزيعي أن «الاحتفال باليوم العالمي للعصا البيضاء جاء بعد توصيات من الاتحاد العالمي للمكفوفين ومصادقة أعلى هيئة في العالم، وهي الجمعية العامة لأمم المتحدة في العام 1931م من القرن الماضي»، لافتا إلى أن «العصا هي العين والمرافق للكفيف»، دعيا كل المكفوفين، بهذه المناسبة، إلى «عدم الشعور بالخجل والإحباط عند استخدام العصا».

أما الكفيف صالح فهو أحد خريجي كلية التربية، قسم لغة عربية، ويقوم بالتدريس في الجمعية مقابل مبلغ رمزي يساعده في التنقل من وإلى الجمعية، ويأمل بوظيفة حكومية من نسبة الـ 5 % لذوي الاحتياجات الخاصة تساعده على العيش الكريم.
ويفتخر الكفيف واثق أحمد صالح بهذا اليوم الذي يحتفل فيه، وقال: «لا كفيف بدون عصا واعتبرها نقطة انطلاقي إلى المعرفة، وحملها فخرا لكل المكفوفين».  


بدوره، فضل محمد سبيت، رئيس جمعية المكفوفين، أكد أن «الجمعية تحتفل باليوم العالمي للعصا البيضاء ولازالت تعاني شحة الإمكانيات والاهتمام، وهذا قد يؤدي إلى توقفها عن ممارسة نشاطها».

وأشار رئيس الجمعية إلى أنهم «لم يستلموا منذ أكثر من 8 أشهر أي مبالغ مالية تساعدهم في دفع إيجار المبنى وتوفير وسيلة المواصلات لطلابها»، لافتا إلى أنه «قدم ملفا متكاملا لجمعية الهلال الأحمر الإماراتي وإلى كافة المنظمات والسلطة المحلية يطالب فيها بتوفير حافلة نقل للمكفوفين»، منوها أن «عدم الاهتمام وتجاهل الجهات المختصة لأوضاع الجمعية الوحيدة التي تعمل في المحافظة قد يتسبب بحرمان الطلاب المكفوفين من دراستهم في الجمعية». 

من جانبها، المدير التنفيذي للجمعية إقبال قشاش أشارت إلى أن «احتفال الجمعية باليوم العالمي للعصا البيضاء يأتي في إطار احتفال الجمعيات في مختلف الأقطار العربية والعالمية بهذا اليوم»، منوهة أن «الجمعية وفي ظل انعدام الإمكانيات قامت بهذة الفعالية وتقديم أول عصا إلكترونية تدخل محافظة لحج مقدمة من قبل فاعل خير كدعم قدمت لاثنين من أعضاء الجمعية، ونتمنى تقديم دعم أكثر لأعضاء الجمعية وتوفير العصا الإلكترونية للمكفوفين». 

كفيفان يتحسسان العصا
كفيفان يتحسسان العصا

وكشفت قشاش أن «الجمعية لديها مطالب واحتياجات لم يتم تلبيتها منذ عام 2002م ولم تجد الدعم الكافي من قبل صندوق المعاقين أو السلطة المحلية خاصة»، مؤكدة أن «الجمعية تعرضت لأعمال نهب وسلب أثناء الحرب، مما أدى إلى عودتها من الصفر، وهناك تقصير من قبل صندوق المعاقين، وتعاني الجمعية من عدم صرف النفقات التشغيلية إضافة إلى ما تشهده الأوضاع الاقتصادية من تدهور، وهو ما عكس نفسه على ارتفاع أسعار المواصلات وأدى إلى عدم قدرة الجمعية على نقل كل الأطفال المكفوفين، وتم الاقتصار على عدد محدود فقط، أما البقية ففي المنازل والجمعية غير قادرة على عمل أي شيء لهم في ظل عدم توفر الإمكانيات ووسيلة المواصلات». 

وأوضحت قشاش أن «الجمعية تملك قطعة أرض وتبحث عن داعمين لبناء مقر دائم لها».  ​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى