أهالي الحديدة.. الحوثيون يستخدمون أساليب متعددة للسيطرة على الإغاثات المقدمة للبلاد

> تقرير/ خاص

>
 تمارس قوات الحوثي الانقلابية عمليات نهب مستمرة لِما تقدمه المنظمات الدولية العاملة في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها في البلاد، لاسيما الحديدة والتي تستقبل السفن الواصلة إليها عبر الميناء.

ويصادر الحوثيون ما عليها من مواد غذائية وإيوائية واستهلاكية وأدوية وغيرها مما يقدم كمساعدات من الدول لأبناء الشعب الذين باتو يعانون المجاعة، جراء الحرب التي أشعلتها تلك المليشيات لنحو أربع سنوات.

وتنوعت الأساليب المتبعة من الحوثيين بالسيطرة على الإغاثات من على متن السفن، وتولي توزيعها على أنصارها فقط، أو بمصادرتها من مقرات المنظمات العاملة في الميدان، واعتقال القائمين عليها، محرمة في ذلك المستحقين الحقيقين منها.

نصب وسرقة
وللاستحواذ على ما يقدم من إغاثات دولية لجأ الانقلابيون خلال احتلالهم للمحافظة إلى إنشاء منظمات ومؤسسات خاصة، ليتمكنوا عبرها من عملية النصب والسرقة لكل إغاثة قادمة إلى الحديدة، وتسخرها لمصلحتها.

وخلال الفترة الماضية ظهرت مبادرات ومؤسسات وجمعيات تتولى مهمة الاستيلاء على المواد الغذائية المقدمة بمعية العقال، وأخرى تقوم بنزولات ميدانية للجبهات لتقدم الدعم لأفرادها، وهذا المنظمات والمؤسسات مدعومة من ما يسمى «الوحدة التنفيذية» برئاسة قيادي حوثي.

وهذه الوحدة التنفيذية هي المتحكمة بجميع المنظمات الدولية المتواجدة في الحديدة، وهي من توجه لهم الأوامر بما يقومون به من عمل إغاثي، وكذا إحالة تنفيذ أغلب المشاريع الإغاثية لبعض المؤسسات التابعة للجماعة.

الاعتداء على المنظمات
وتعرضت خلال الفترة الماضية مخازن المنظمات المعنية في الحديدة إلى اعتداءات بين حرق وقصف ونهب، أبرزها ما تعرضت له مخازن «منظمة الغذاء العالمي» في وسط المدينة قبل 4 أشهر من حريق هائل، ظلت أدخنته تتصاعد في سماء المدينة لمدة يومين.

وأوضحت مصادر خاصة في الحديدة لـ«الأيام» أن «الحوثيين هم من قاموا بحرقها بعد رفض المنظمة تلبية طلبات فرضوها عليها»، مؤكدة أن «ما تم حرقه كان كفيلا بإطعام الآلاف من أبناء المحافظة المتضورين جوعا».

فيما تقول فتاة، طلبت عدم ذكر اسمها «كنتُ أعمل في إحدى المؤسسات التي أنشأتها جماعة الحوثي بهدف الاستحواذ على المساعدات المقدمة لبيعها أو لسرقتها لتوزيعها على أسر من تطلق عليهم المجاهدين».

وتضيف في حديثها لـ«الأيام»: «المؤسسة التي كنت أعمل فيها وتدعمها الوحدة التنفيذية التابعة للجماعة، تأخذ كمية كبيرة من المساعدات وتزعم أنها تقوم بتوزيعها بعد نزولات ميدانية، في الوقت الذي توزعه على الفقراء والمساكين في القرى والمديريات ضئيل جداً إن لم يكن الفتات، فيما تذهب معظمها وأهمها إلى أسر الجماعة في محافظات أخرى».

فرض رسومات باهظة
وكانت قوات التحالف العربي في تصريح لها على لسان الناطق الرسمي أوضحت أن «جماعة الحوثي تفرض رسومًا باهظة على السفن التي تصل ميناء الحديدة خصوصًا السفن التي تحمل مساعدات إنسانية، في محاولة منها لعرقلة مسار عمل المنظمات الإنسانية في البلاد».

ومنذ بدء الحرب في البلاد، أوكل لمنظمة يونيسف التابعة للأمم المتحدة مهمة توزيع مساعدات مالية خصصها برنامج ممول من البنك الدولي بقيمة 150 مليون دولار للعائلات الأكثر فقراً في اليمن.


توزيع هذه المساعدات تطلب إنشاء مراكز تصل إليها تلك المساعدات نقدية وعينية، ويتم  توزيعها للمستحقين، غير أن قوت الحوثي عرقلت إنشاء تلك المراكز لمنع وصول تلك المساعدات التي كانت قد تستهدف 9 ملايين يمني، لتستمر جرائمها بشتى الطرق بحق أبناء البلاد الذين أنهكتهم الحرب التي توشك على انتهاء سنتها الرابعة.

وتمارس الجماعة عراقيل وانتهاكات كثيرة على عمل منظمات المجتمع المدني، لثنيها عن عملها في خدمة الإنسان في ظل الحرب، كما تضيق الخناق على المؤسسات والجمعيات التابعة للأحزاب والأشخاص التي تعمل بالجانب الإغاثي.
بعد احتلال الحوثيين للحديدة تحكمت الجماعة بكل منشآتها حتى الخاصة مع نهت ميزانيتها، فضلاً عن الضغوطات التي تمارسها بحقها.

انتهاكات كثيرة
وكشفت رسالة مسربة منذ شهر، تداولتها وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، لمنظمة الغذاء العالمي التابعة للأمم المتحدة، كشفت انتهاكات تمارسها جماعة الحوثي بحق المنظمات الإنسانية في الحديدة.

وأظهرت الرسالة الموجهة من المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي «ديفيد بيسلي» إلى ما يطلق عليه رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، أظهرت حجم الانتهاكات التي تمارسها جماعة الحوثي بحق المنظمات، كاستغلال مخازن برنامج الأغذية العالمية في الحديدة لأغراض عسكرية، وهو ما يعد خرقا للقانون الدولي الإنساني والزج بالعمل الإنساني إلى دائرة الخطر.

مع تكرار انتهاكاتها للاتفاقيات المبرمة مع البرنامج وذلك من خلال تخزين معداتهم وأسلحتهم في المنشآت التي من المفترض أن تكون بعيدة عن الصراع الدائر في اليمن.
وعرضت هذه التصرفات منشآت ومخازن المنظمات لقصف الطيران وحرمان المستفيدين منها وتعرض المدنيين للخطر، كون هذه المخازن حولها أحياء سكنية ومارة.

وبينت هذه الرسالة المسربة بأن الانقلابيين قاموا باقتحام منشأتين بالقوة تعاقد معهما البرنامج في الحديدة وتحديدًا منشأة صوامع غلال البحر الأحمر ومستودع مستأجر في الحمادي.

ويحذر المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي «ديفسد بيسلي» الحوثيين من أن هذه الأفعال تنتهك الالتزامات التي حددتها القواعد العرفية للقانون الدولي الإنساني والتي تقر بضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة لفصل المدنيين عن الأهداف العسكرية، وأن استغلال المواطنين لأهداف عسكرية يُعد خرقا للمادة الثالثة من اتفاقيات جنيف وقد يعد جريمة حرب، ويؤكد صحة استغلال الحوثيين المستمر للمنشآت المدنية في المحافظة.
وتستمر جرائم الحوثي في نهب المساعدات وسرقتها والتضييق على المنظمات العاملة في البلاد وإغلاق مخازنها وانتهاكات بحقها بشتى الطرق.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى