نساء لحج.. كفاح مستمر لتوفير لقمة العيش

> تقرير/ هشام عطيري

>
 من يمر في مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، يجد أمامه الكثيرات من أرباب الأسر اللاتي دفعهن الفقر والعوز للخروج إلى أسوق العمل لتوفير ولو جزء من حاجياتهن المنزلية.

ووفقاً لتقارير شبه رسمية فقد وصل مستوى الفقر في المحافظة إلى نحو 80 %، الأمر الذي دفع بقيادة السلطة المحلية فيها إلى نداءات للمنظمات والهيئات الدولية لتقديم الدعم لأبناء المحافظة.

حالة الفقر المدقع والعوز دفعا بمئات من النساء للخروج من أجل العمل وكسب الرزق الحلال لإعالة أفراد أسرهن، فيما التحقت أخريات بمراكز تدريب خاصة لتنمية مهاراتهن وقدراتهن في عدد من المجالات، بهدف توسعة فرص الحصول على أعمال خاصة بهن.

نساء مكافحات
ففي سوق الحوطة، عاصمة المحافظة، تجد نساء مكافحات خرجن للعمل، بهدف كسب الرزق الحلال من خلال بيع ما يقمن بصنعه بأيديهن من مأكولات شعبية شهية.
ويعد الكدر اللحجي من أبرز المأكولات الشعبية التي تشتهر بها مناطق المحافظة القريبة من مركزها.

المواطنتان شيخة عبدالله بامؤمن، وعليا أحمد كرد، وكليهما في العقد الخامس من العمر، اعتادتا في كل صباح افتراش موقعين في السوق لعرض بعض المأكولات، بهدف بيعها لتوفير مصاريف أسرتيهما، خاصة أنه لا يوجد لديهما مصدر دخل آخر في ظل الارتفاع المتواصل لأسعار المواد الغذائية والاستهلاكية وغيرها، والتي بات يُقاسي منها كافة المواطنين في هذه المدينة العتيقة.

توفير جزء من المتطلبات
شيخة لديها بنتان وهي تصرف عليهما من بيع الكدر على المارين في الشارع العام بالمدينة بعد أن توفي عائلهما.

تقول شيخة، في حديثها لـ«الأيام»: "أعمل في بيع الكدر في هذا السوق منذ عدة سنوات لأتمكن من كسب العيش وتوفير مصاريف أسرتي حتى لا نموت جوعاً، خصوصاً في هذه الزمن الذي أصبح فيه الجميع يشكون من المجاعة".


تتحصل شيخة في كل يوم على مردود بسيط من عملها ببيع الكدر، ويتفاوت بحسب حركة السوق ومرتاديه، وجرت العادة أن تقسم ما تتحصل عليه بين شراء جزء من حاجيات الأسرة من مأكل وغيره وشراء المتطلبات الخاصة بتحضير وتجهيز "الكدر"، لتتمكن من مواصلة البيع في اليوم التالي، في عملية مستمرة وروتينية.

العمل منذ 30 عاما
عليا كرد هي الأخرى مثال للنساء المكافحات في سبيل تمكين أبنائهن من العيش ولو بما تيسر في ظل الظروف المادية المتردية، بدأت كرد، وهي امرأة مطلقة، كفاحها منذ 30 عاما ببيع "الكدر" في السوق، لإعالة أبنائها الخمسة، أربع بنات وولد.

وتشير في حديثها لـ«الأيام» إلى أنها في كفاح مستمر في هذه الحياة من أجل لقمة العيش التي باتت لا تجدها بيسر وسهولة، ولن تأتيها إذا مكثت في البيت دون عمل.

وتضيف: "إلى الآن لم أتحصل على أي حالة إغاثية من قبل المنظمات المعنية، في الوقت الذي أشاهد فيه من حولي يستلمون السلل الغذائية دون سواهم".

ولم تعق الأمراض المتعددة التي تُعاني منها عليا كرد من الاستمرار بالعمل لتوفير ولو شيء يسير من المتطلبات المعيشية لأبنائها بعزيمة وإصرار كبيرين لمجابهة الغلاء الجنوني الذي تسبب به انهيار العملة الوطنية أمام الأجنبية في الفترة الأخيرة.

وتضيف عليا كرد: "أذهب إلى السوق في الساعة الثامنة صباحاً للبيع حتى فترة ما بعد الظهيرة، حينها أعود إلى المنزل مصطحبة جزء من حاجياتنا اليومية المعيشية، وكذا ما يمكنني من صنع خبز (الكدر) لبيعه في اليوم المقبل".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى