> تقرير/ هشام عطيري
من يمر في مدينة الحوطة، عاصمة محافظة لحج، يجد أمامه الكثيرات من أرباب الأسر اللاتي دفعهن الفقر والعوز للخروج إلى أسوق العمل لتوفير ولو جزء من حاجياتهن المنزلية.
ووفقاً لتقارير شبه رسمية فقد وصل مستوى الفقر في المحافظة إلى نحو 80 %، الأمر الذي دفع بقيادة السلطة المحلية فيها إلى نداءات للمنظمات والهيئات الدولية لتقديم الدعم لأبناء المحافظة.
نساء مكافحات
ففي سوق الحوطة، عاصمة المحافظة، تجد نساء مكافحات خرجن للعمل، بهدف كسب الرزق الحلال من خلال بيع ما يقمن بصنعه بأيديهن من مأكولات شعبية شهية.
ويعد الكدر اللحجي من أبرز المأكولات الشعبية التي تشتهر بها مناطق المحافظة القريبة من مركزها.
توفير جزء من المتطلبات
شيخة لديها بنتان وهي تصرف عليهما من بيع الكدر على المارين في الشارع العام بالمدينة بعد أن توفي عائلهما.
تقول شيخة، في حديثها لـ«الأيام»: "أعمل في بيع الكدر في هذا السوق منذ عدة سنوات لأتمكن من كسب العيش وتوفير مصاريف أسرتي حتى لا نموت جوعاً، خصوصاً في هذه الزمن الذي أصبح فيه الجميع يشكون من المجاعة".

العمل منذ 30 عاما
عليا كرد هي الأخرى مثال للنساء المكافحات في سبيل تمكين أبنائهن من العيش ولو بما تيسر في ظل الظروف المادية المتردية، بدأت كرد، وهي امرأة مطلقة، كفاحها منذ 30 عاما ببيع "الكدر" في السوق، لإعالة أبنائها الخمسة، أربع بنات وولد.
وتشير في حديثها لـ«الأيام» إلى أنها في كفاح مستمر في هذه الحياة من أجل لقمة العيش التي باتت لا تجدها بيسر وسهولة، ولن تأتيها إذا مكثت في البيت دون عمل.
وتضيف: "إلى الآن لم أتحصل على أي حالة إغاثية من قبل المنظمات المعنية، في الوقت الذي أشاهد فيه من حولي يستلمون السلل الغذائية دون سواهم".
ولم تعق الأمراض المتعددة التي تُعاني منها عليا كرد من الاستمرار بالعمل لتوفير ولو شيء يسير من المتطلبات المعيشية لأبنائها بعزيمة وإصرار كبيرين لمجابهة الغلاء الجنوني الذي تسبب به انهيار العملة الوطنية أمام الأجنبية في الفترة الأخيرة.