المجاري بحبيلين ردفان تنذر بكارثة بيئية وصحية
> تقرير/ رائد محمد الغزالي
>
نقض الإمكانيات
مدير المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي في ردفان عبد الله صالح القريطي قال «كان هناك مشروع مجاري للمدينة على وشك التنفيذ لكن تعثر بسبب الحرب».
مصدر الوباء
وتابع ناظم «إنه أمر كارثي أن هناك مجاري مكشوفة وهذا غير سليم، ورسالتي للمسؤولين بأن يسعوا إلى فعل شيء، فالمشكلة ليست صعبة إلى هذا الحد، حيث يجب وضع الحلول العاجلة والممكنة قبل تفاقم المشكلة التي ستسبب كارثة صحية لا يحمد عقباها».
مشكلة تتفاقم
وقفة جادة
وأضاف «لقد طرقنا باب المدير العام عميران وتفاعل معنا ومع ما نعانيه ولكن دون أن يحدث أي شيء».
واستطرد «أتمنى أن يحدث تقدم وتجاوب مع دعوتنا التي نقدمها للمنظمات والسلطة في محافظة لحج والحكومة لحل كامل لمشكلة تفشي المجاري أو الوقوف معنا لاستكمال مشروعنا الأهلي وحل مشكلة المجاري التي تقلق حياتنا في كثير من الأوقات».
تعاني مدينة الحبيلين الواقعة في مديرية ردفان بمحافظة لحج من طفح الصرف الصحي والمجاري والمياه المكشوفة، والتي تشكل قلقا على حياة الساكنين وبشكل خاص الأطفال.
وتسبب المياه الراكدة وطفح مياه المجاري، التي تسيل في الأحياء والشوارع أمام مرأى الجهات المختصة والمواطنين، بانتشار الأوبئة والأمراض وتصيب الأطفال بأمراض خطيرة.
مدير المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي في ردفان عبد الله صالح القريطي قال «كان هناك مشروع مجاري للمدينة على وشك التنفيذ لكن تعثر بسبب الحرب».
وأضاف لـ«الأيام»: «نؤكد أن مشكلة المجاري بمدينة الحبيلين تظل هاجسا مقلقا على حياة المواطنين».
وتابع القريطي: «هناك مجمعات عشوائية غير منتظمة، وقسم الصرف الصحي التابع للمؤسسة غير مفعل بسبب عدم وجود الإمكانيات والموظفين المؤهلين، كما أن البوزة (صهريج ماء) التي تقوم بعمل الشفط نقوم أحيانا باستئجارها».
واستطرد «كانت ستحل مشكلة المجاري في العام 2013م، بعد أن تم اعتماد لنا مشروع من قبل المدن الحضرية بصنعاء، وبمبلغ 14 مليون دولار، وتم شراء المكان الذي سيتم فيه العمل بمبلغ 45 مليون ريال يمني وتمت الدراسة وإجراء التجارب، بالتنسيق مع المدن الحضرية في لحج، ولكن الحرب الأخيرة التي اندلعت في عام 2015م تسببت في تعثر تنفيذ هذا المشروع».
وعن إمكانيات المؤسسة قال القريطي: «بالنسبة لنا كجهة مسؤولة لدينا ملف متكامل حول مشكلة المجاري، وهناك متابعات من قبلنا وقيادة السلطة المحلية، لكن لا تتوفر لدينا الإمكانيات كي نسد ولو جزءا من المشكلة التي حلها يكمن في تضافر جهود جميع الجهات المسؤولة بالإضافة إلى المواطنين».
وأضاف «تشهد المدينة بنايات وتزايد إعداد السكان، وهو ما أدى إلى وجود بيارات عشوائية غير منتظمة، ونضم صوتنا إلى أصوات المواطنين بدعوة المنظمات الدولية والدول المانحة وقيادة السلطة المحلية في محافظة لحج والوزارة المختصة بذلك وجمعيات دول التحالف التي لم تقدم لنا الدعم الخدماتي إلى ضرورة تقديم الدعم، ونحن لدينا المكان الذي سيتم إنشاء فيه مجمع مجاري المدينة ونأمل ذلك».
من جانبه، قال د.ناظم علي حسن إن «مشكلة المجاري تتفاقم ولا توجد تحركات لا من قبل السلطة أو المواطنين، وهذا سيضاعف المشاكل الصحية، حيث إن المجاري هي مصدر الفيروسات الوبائية وسبب في انتشارها وانتشار العدوى».
وأضاف ناظم لـ«الأيام»: «هناك خطر على حياة المواطن، وبشكل خاص الأطفال الذين لا تتوافر لديهم التوعية بكيفية وقاية أنفسهم من الحشرات الناقلة للمرض، وقد تعرضت، في العام الماضي 2017م، 55 بالمائة من شريحة الأطفال لأمراض فيروسية».
واستطرد «على المنظمات المحلية والدولية أن تتفاعل إما بمساعدة الناس من خلال المساهمة في إيجاد حل للمشكلة بشكل أساسي، أو في المساهمة بتوفير وسائل وقاية للأطفال».
بدوره، قال الناشط المجتمعي شكري سالم حسين: «نعاني في مدينة الحبيلين من طفح المجاري، وهذه المشكلة التي تحدث من خلال تسرب مياه الصرف الصحي إلى الشوارع وبجانب الأحياء لا تحدث مرة بالعام أو في الشهر، حيث إنها أصبحت تحدث أسبوعيا، فيما بعض الأحياء من أجزاء المدينة يومياً».
وأضاف لـ«الأيام»: «الذي يضاعف المشكلة أيضاً أن هناك تزايد سكاني وبنايات في ظل وجود بنية مجاري عشوائية».
وطالب شكري كافة الجهات المسؤولة، ممثلة بالسلطة المحلية في مديرية ردفان وفي محافظة لحج وإدارة الصرف الصحي، بـأن يبذلوا جهودا مكثفة لحل المشكلة، بالإضافة إلى أن على كافة شرائح المجتمع أن يتعاونوا في ذلك من أجل وضع حد لهذه المشكلة التي تهدد حياة الجميع، فمشاهدة المجاري وهي تنتشر في الشوارع أمر مؤسف للغاية، حد تعبيره.
فيما أكد أحد معلمي المنطقة محمد حيدرة الوزير أن «مدينة الحبيلين أجمل مدينة في محافظة لحج وأكبرها من حيث السكان والمساحة والحركة التجارية وكذلك الحالة الأمنية، لكنها تعاني من شيء يعكر جمالها وهي مشكلة تفشي المجاري ومياه الصرف الصحي التي تعد من أبرز المشاكل، وباتت تغرق المدينة بشكل شبه كامل».
وقال حيدرة لـ «الأيام»: «أنا من سكان المدينة ولدي منزل في الحي الواقع خلف مبنى الإدارة المحلية لمديرية ردفان، وهناك حوالي ثلاثة منازل أغرقتها مياه المجاري، وقد ناشدنا أكثر من مرة وعبر الصحف والمواقع، لكن لا حياة لمن تنادي، لا السلطة المحلية تدخلت ولا المنظمات المجتمعية».
واستطرد «أتمنى أن يحدث تقدم وتجاوب مع دعوتنا التي نقدمها للمنظمات والسلطة في محافظة لحج والحكومة لحل كامل لمشكلة تفشي المجاري أو الوقوف معنا لاستكمال مشروعنا الأهلي وحل مشكلة المجاري التي تقلق حياتنا في كثير من الأوقات».