فرع الجوازات بتعز.. ازدحام للمواطنين يقابله سهولة المعاملة وسرعة الإنجاز

> تقرير/ صلاح الجندي

> خلف الحوثيون أضرارا كبيرة في العديد من الأحياء السكنية بعد تحريرها ودمروا الكثير من مؤسسات ومكاتب الدولة، والتي ظلت شاهدة على جرائمهم ضد أبناء محافظة تعز.
مبنى فرع مصلحة الهجرة والجوازات في تعز كان له نصيب كبير من الاستهداف والخراب والنهب جراء المعارك التي دارت في شارع المرور بين المقاومة والحوثيين قبل تحريره، وأصبح المبنى بجسد عارٍ من معداته ونوافذه وأثاثه التي غادرته إلى اليوم.


جهود من أجل الحياة
وبعد تحرير معظم الأحياء في المدينة، سعى مدير فرع المصلحة بجهد مكثف ومتابعة مستمرة إلى رسم ملامح العافية تدريجيا لمبنى الفرع الذي احتاج منه جهدا جبارا لاستعادة رونقه من ترميم وتجهيزات ومعدات وأثاث وأجهزة، حتى عادت الروح إلى إحدى أهم مؤسسات الدولة التي مثلت عودة الحياة إلى تعز.


وبعد استئناف فرع المصلحة لعمله منذ ما يقارب عام يمارسُ عملَه بهمةٍ ووتيرةٍ عالية، بما يعزز من حضور الدولةِ بالتعاون مع السلطة المحلية في المحافظة، وبجهود يثمنها المواطنون القادمون من محافظاتٍ مختلفة وبأعدادٍ تضاعفها سهولةُ المعاملةِ وسرعةُ الإنجاز.
وتمخضت جهود مدير فرع مصلحة الجوازات العقيد د. منصور طه العبدلي من خلال قيامه بعدة إنجازات داخل الفرع منذ قبل البدء في العمل من شهر فبراير 2017م، وكان آخر تلك الإنجازات افتتاح صالة الاستقبال في حوش الإدارة منتصف أكتوبر 2018م.

صالة الاستقبال
ازدحم المكان بالمواطنين بما لا يتيح مترا للفراغ في صالة الاستقبال القديمة كونها تحتوي على أكثر من قسم في مربع واحد، وهو ما فرض على المدير العام للمصلحة فتح صالة أخرى لاستقبال المواطنين وترتيب المكاتب حسب أولوياتها بما يضمن سهولة المعاملة.

ومع افتتاح الصالة الجديدة بدأت الأمور تتحسن بشكل كبير، ولمس المواطنون خدمات منتظمة وبشكل سلس، وأصبحت خطوات المعاملة سهلة، بعد أن وضعت الإدارة حد للازدحام الذي كان يسببه المواطنون، وكذا الأشخاص الذين ينصبون أنفسهم كمعاملين بدلا عن صاحب الجواز.


تقول إحدى الموظفات في الفرع إن «المواطنين الطالبين للجواز يدخلون من صالة الوثائق الجديدة، وتذهب النساء إلى القسم الخاص بهن بعد إبراز الوثائق والتأكد من مدى صحتها، ومن ثم إلى قسم التصوير وإدخال البيانات الخاص بهن، وكذلك الرجال يدخلون بعد التأكد من وثائقهم إلى الصالة الخاصة بهم، للتصوير وإدخال البيانات، ومن ثم الفحص والتحري، وصولا إلى الصندوق».

وأضافت لـ«الأيام»: «المواطن يحصل على جوازه خلال يومين أو ثلاثة، وتمر معاملته بطريقة سلسة وسهلة دون أي إعاقة أو ابتزاز من أحد».
وأكدت أن «المدير العام للفرع منع دخول السماسرة إلى صالة الوثائق وإلى الفرع بشكل عام، حتى لا يتم ابتزاز المواطن بأي مبالغ مالية بمبرر المعاملة له».

أعلى سقف إنجاز
ويكتظ مكتب فرع مصلحة الجوازات في تعز كواحدٍ من أنشطِ المكاتبِ التنفيذيةِ عملا في المحافظة، غير أن ازدحامَ المواطنين يقابله ازدحامٌ في العاملين لتكون النتيجةُ سرعةً  في الأداء وإتمام المهمةِ بمواعيدٍ ثابتة دون توقفٍ أو تسويف.

وخلال عام واحد، ابتداء من أكتوبر 2017م وحتى أكتوبر 2018م، أنجزت مصلحة الجوازات والهجرة قرابة 67 ألف جواز، والذي يعتبر أعلى سقف في تاريخ المصلحة، مقارنة بفترة ما قبل الحرب والتي كانت أعلى سقف للإنجاز ما يقارب الـ 20 ألف جواز.
د. منصور طه العبدلي
د. منصور طه العبدلي

ويعود ذلك الإنجاز، بحسب مدير الإدارة الفنية بفرع جوازات تعز زكريا الصنوي، إلى سرعة الإنجاز، وسهولة المعاملة من قبل الطاقم العامل في المصلحة، وتعاون المدير العام بشكل كبير، وتعاون المركز الرئيسي، وكذا سلاسة الإجراءات للمعاملة، والتي كانت تعتبر معقدة في فترة قبل الحرب مقارنة بالوضع الحالي، حد تعبيره.

وقال الصنوي لـ«الأيام» إن «توافد المواطنين من عدة محافظات كصنعاء وإب وذمار والحديدة إلى تعز لقطع الجوازات بسبب الحصار والحرب، زاد سرعة الإنجاز».
وأضاف «المواطن يحصل على جواز سفره بكل سهولة بعد حضوره مع بطاقته الشخصية أو جوازه السابق ومؤهله إذا كان الأمر يتعلق بالمهنة، وخلال يومين يحصل على جوازه إذا لم يكن هناك أي إشكالية في معاملته».

وتابع: «هناك بعض الإشكاليات التي تواجه الموظفين في المصلحة، وهي قيام البعض بانتحال رقم وطني لشخص آخر، وهنا نقوم بالتأكد من صحة البيانات، وإذا اتضح أن هناك تلاعبا نقوم بإيقاف المعاملة، أو نطالب الشخص بإحضار وثيقة أخرى تؤكد صحة وسلامة بياناته وهويته، وهناك مواطنون يكون لديهم جوازات سابقة ولا يحضرونها، وتتوقف معاملاتهم من المركز الرئيسي حتى إحضارها، أو قطع بدل فاقد».

مواطنون يتحدثون
يأتي الكثير من المواطنين، رجالا ونساء، من مختلف المحافظات إلى مدينة تعز، من مسافات بعيدة عابرين طرق وعرة صنعتها الحرب وحصار الحوثيين على المدينة، أجبرتهم الحاجة إلى السفر وتكبد كل تلك المعاناة، غير أن إرهاق السفرِ في طرقِ معبدةٍ بوجعِ الحصارِ والخطرِ تلاشت ما أن وجدوا غايتهم محققة بسلاسة وانفراجة رحبة.

هذا ما يؤكده المواطن فارس عبد الله الذي قدم من محافظة صنعاء، قائلا: «سهولة التعامل والتعاون الذي نحصل عليه من قبل القائمين على المصلحة بتعز تجعلنا ننسى مشقة تعب السفر، ووفرت علينا الوقت في الحصول على جواز، لأني اضطررت إلى السفر إلى خارج الوطن بأقرب وقت».


من جانبه، قال المواطن علي ناجي، الذي قدم من محافظة إب لقطع جواز لزوجته التي لم تتمكن من السفر إلى تعز: «إن ما يقدمه مدير فرع المصلحة بتعز من تسهيلات وإعفاء الحضور للحالات الخاصة، يحسب في رصيده الإنساني والوطني».

وأضاف لـ«الأيام»: «بعض الحالات التي يصعب عليها السفر إلى تعز كالنساء والأطفال، يقوم مدير المصلحة بالتسهيل لهم بإعفائهم من الحضور، بعد إحضار أقربائهم الوثائق السليمة».

خدمات مجانية لجرحى الحرب
بعد أن تتجاوز بوابة المبنى قاصدا الوصول إلى مكتب المدير قد لا تجده في مكتبه إذا كان الأمر يتعلق بوجود جريح أو مصاب قاصدا السفر، فستجد المدير هو من يقوم بالمهمة ويكمل لهم سير المعاملة بما يضمن إنجازها في نفس اليوم.

يقول أحد الجرحى، الذين حصلوا على جوازات من المصلحة: «شعرت بقيمتي كجريح أثناء تواجدي في مصلحة الجوازات، عندما وجدت الاهتمام البالغ من قبل مدير المصلحة وقيامه بمعاملة جوازاتنا بنفسه، وإنجازها وطبعها بنفس اليوم على حساب المصلحة».


فرع المصلحة يقدم لغالبية جرحى الحرب التسهيلات والاهتمام الخاص بما يضمن سرعة إنجاز معاملاتهم، ويتم قطع جوازاتهم برسوم مجانية وعلى حساب مصلحة الجوازات نفسها، كشعور إنساني وواجب وطني.

أول مكتب يورد للبنك المركزي
يمثل د.منصور العبدلي مثالا رفيعا للمسؤول الناجح، ويعد فرع مصلحة الجوازات أنشط مكتب تنفيذي عملا في تعز وأكثرها انتظاما ونظامية ورسمية، وهي أول مكتب تنفيذي قام بتحويل إيراداته للبنك المركزي في المحافظة وبأرقام دقيقة منذ بدء إصدار أول جواز بتعز في 17 أكتوبر 2017م وحتى اليوم.

وذكر تقرير الإنجاز الخاص بفرع المصلحة خلال ستة أشهر ابتداء من الفترة 1/1/2018م، وحتى 30/6/2018م، أنه ورد للبنك المركزي اليمني مبلغ 132,956,465 ريالا من صافي إيرادات المصلحة التي بلغت إجمالا 139,954,204 ريالات.


وفيما يتعلق بوثائق السفر ذكر تقرير الإنجاز- اطلعت عليه «الأيام»- أن المصلحة تمكنت من إصدار جوازات خلال ستة أشهر وصل عددها إلى 30026 جوازا، كما قامت بتمديد فترة جوازات لـ 893 جوازا، وإضافات في بيانات الجوازات لـ 32، وتعديل مهن لـ 723 جوازا بإجمالي 31,674 جوازا.

نجاحات عدة حققها المكتب خلال سنة من افتتاحه وهو ما جعل أغلب المواطنين يقصدونه من مختلف المحافظات نظرا لسهولة المعاملة والالتزام بالقوانين.

طرق إصدار الجواز
تبدأ المعاملة في مرحلة التحري وتسجيل المرفقات بعد التأكد منها من قبل الموظف المختص، ويقوم بتمريرها عن طريق الجهاز، وتذهب إلى مرحلة التسديد، والغرامات، إن وجدت، ثم إلى قسم الإصدار لمراجعة البيانات وترحيلها إلى المركز الرئيسي، وبعد الموافقة عليها من قبل المركز واكتمال وثائقها تذهب إلى مرحلة الطباعة.

يقول مدير الإدارة الفنية بفرع جوازات تعز زكريا الصنوي، في ختام تصريحه لـ «الأيام»: «إذا كانت المعاملة ناقصة في الوثائق يقوم المركز الرئيسي بإيقافها وإرجاعها مع ذكر سبب الإيقاف، وإذا كانت تحتاج معالجة بسبب خلل فني من قبل الموظف فإنها تعالج بسرعة، وإذا كانت تتطلب وثائق من قبل المواطن كجواز سابق قام بإخفائه، فيحضر المواطن لاستكمال الوثائق... وأبرز مشكلة نعاني منها هي إخفاء الجواز السابق وعدم إحضاره أو إحضار بلاغ فقدان، ما يؤدي إلى تأخر المعاملة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى