ديفيد بيزلي.. بعد زيارته لليمن: رسم بسمة على وجه طفل يمني مثل «دغدغة شبح»

> «الأيام» عن «العرب»

>
لاحظ ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قدما صغيرة تظهر من أسفل غطاء في مستشفى باليمن يمتلئ بأطفال يعانون سوء التغذية، فحاول رسم البسمة على وجه المريض الصغير.

وقال بيزلي للصحفيين في نيويورك في وقت متأخر مساء الجمعة بعد عودته من زيارة استمرت ثلاثة أيام للبلد الفقير الذي تمزقه الحرب «كان الأمر تماما مثل دغدغة شبح».

وروى بيزلي محادثة أجراها مع طبيب بالمستشفى الواقع في العاصمة صنعاء: «قال لي ’يُنقل إلينا نحو 50 طفلا كل يوم. نضطر لإرسال 30 إلى المنزل ليموتوا. يمكننا استيعاب 20 فقط».

وتدخل تحالف تقوده السعودية في اليمن عام 2015 ليدعم قوات الحكومة التي تقاتل جماعة الحوثيين الموالية لإيران. ويسيطر الحوثيون حاليا على معظم اليمن بينما تسيطر الحكومة على قطاع من الجنوب.

ويمر اقتصاد اليمن بأزمة ويحتاج ثلاثة أرباع الشعب اليمني، أو 22 مليون شخص، للمساعدات. وهناك نحو 8.4 مليون شخص على شفا مجاعة، لكن مارك لوكوك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية حذر من أن العدد سيرتفع على الأرجح إلى 14 مليونا.
وقال بيزلي «الوضع ليس على شفا كارثة. إنه كارثة بالفعل».

وأضاف ”لا يمكننا أن نحل الأزمة الإنسانية في اليمن اليوم بالاستجابة الإنسانية وحدها. سيتطلب الأمر الآن ضخا اقتصاديا لسيولة كبيرة. الأمران سيكونان مطلوبان لتجنب المجاعة“.
وقال»نحن بحاجة إلى 200 مليون دولار شهريًا لضخها في شرايين الاقتصاد حتى نضمن نوعا من الاستقرار للعملة المحلية (الريال اليمني)».

وخسر الريال اليمني أكثر من نصف قيمته أمام الدولار منذ بدء الحرب. وأدى ارتفاع الأسعار لجعل بعض السلع الأساسية بعيدا عن متناول الكثير من اليمنيين ويجاهد البنك المركزي لدفع أجور العاملين بالقطاع العام.

وزار بيزلي أيضا مدينة الحديدة الساحلية اليمنية التي تعد نقطة دخول 80 في المئة من واردات الغذاء والمساعدات. وقالت مصادر إن التحالف الذي تقوده السعودية أمر بوقف حملته العسكرية على الحوثيين في الحديدة.

وقال بيزلي «يجب حماية هذا الميناء مهما تكلف الأمر».
وأضاف «مستعدون، إذا اقتضت الضرورة ورغبت كل الأطراف، لأن تتولى الأمم المتحدة القدرة التشغيلية للميناء. نحن مستعدون للقيام بذلك، لا نرغب فيه لكننا سنفعله إذا كان هذا ما يتطلبه الأمر».

ويرى المسؤول الغذاء العالمي ضرورة «إبقاء ميناء الحديدة مفتوحًا أمام حركة الملاحة التجارية».
وقال «كنت هناك في الحديدة من يوم واحد، الحديدة أصبحت مثل مدينة أشباح في أجزاء منها، وكنا نوزّع الطعام وكان الناس يأتون إلينا بالمعنى الحرفي، يخرجون من منازلهم بأسرع ما يمكن إلى نقاط توزيعنا، حيث سنمنحهم ما يكفي من الطعام لمدة شهر واحد».

وأضاف: «كانوا (المواطنون) يطلبون مني البقاء، معتقدين أنه طالما بقيت هناك لفترة طويلة لن يكون هناك قتال عسكري، وفي الواقع بدأت المعارك العسكرية بعد ساعة واحدة من مغادرتي، لذا فإن وقف إطلاق النار سيمنحنا فرصة هائلة لمعالجة الكارثة الإنسانية التي نواجهها الآن».

وتحدث بيزلي أيضا عن رؤية طفل عمره ثمانية أشهر في المستشفى في صنعاء يبلغ وزنه ثلث الوزن الطبيعي للأطفال في عمره. وقادت أمه السيارة مئات الأميال مرورا بنقاط تفتيش عسكرية ليحصل ابنها على الرعاية الطبية.
وأضاف «توفي الصغير أمس».

وبشكل منفصل قال بيزلي أنه «في حال استمرار تدني الأوضاع في اليمن بمعدلاتها الحالية فسوف يواجه نحو 18 مليون شخص خطر المجاعة خلال 6 شهور على الأقل».

واشار الى الجهود المتواصلة بشأن عدة قضايا مع السعودية بشأن الوصول الإنساني إلى داخل اليمن، وكذلك اتصالات يومية مع جماعة الحوثيين الذين يقولون لنا كلاما مختلفا كل يوم تقريبا حسب قوله.

وقال»نحن بحاجة إلى قيام فرقنا بإجراء تقييمات على الأرض للاحتياجات الغذائية، كما أننا نواجه مشاكل دائمة متعلقة بمنح التأشيرات لعاملينا ولا يمكن مجرد تشغيل أي أشخاص للقيام بما نريد القيام به».
وناشد مدير برنامج الغذاء العالمي مجلس الأمن الدولي التحرك الفوري من أجل «إنهاء الحرب باعتبار ذلك الطريق الأفضل لوقف المعانة للشعب اليمني».

وتدفع الحرب المستمرة منذ 4 أعوام بسكان البلاد البالغ عددهم 27.5 مليون نسمة الى شفا مجاعة حقيقية يرى مراقبون امميون إنها الاسوأ منذ عقدين بعد المجاعة التي ضربت الصومال وجنوب السودان.
وبالفعل انتجت الحرب أوضاعا إنسانية وصحية صعبة جعلت معظم السكان بحاجة إلى مساعدات في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم كما تقول الأمم المتحدة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى