تحركات بريطانية في الرياض لإيجاد «تسوية جزئية» خاصة بالحديدة

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
 تسعى بريطانيا لإيجاد تسوية جزئية حول إدارة ميناء الحديدة الذي تقترح بعض الدول في مجلس الأمن أن يتم تسليم إدارته للأمم المتحدة، في وقت أكد السفير السعودي بواشنطن خالد بن سلمان أن الحوثيين وافقوا على محادثات بشأن تسليم الميناء.

وقال الدبلوماسي السعودي في تغريدة نشرها أمس الثلاثاء على حسابه الرسمي في موقع تويتر «بعد مماطلتهم لأشهر وافق الحوثيون على محادثات بشأن تسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة في ظل التقدم العسكري الذي يحرزه التحالف»، مؤكدا أن الضغط على الحوثيين يدفعهم للحل السياسي.

ووفقا لما نقلته جريدة العرب اللندية عن مصادر سياسية أمس الثلاثاء فإن تحركات بريطانية مكثفة في العاصمة السعودية الرياض تتزامن مع زيارة المبعوث الأممي مارتن جريفيثس، مشيرة إلى أن لندن تلقي بكل ثقلها لمنع انهيار الهدنة في الحديدة.
وأضافت المصادر أن فريقا عسكريا بريطانيا التقى قيادات عسكرية بارزة في الجيش اليمني، وأنه تم بحث آلية دائمة لتثبيت الهدنة في الحديدة والنقاش حول ملامح عامة لفك الاشتباك في المدينة التي باتت القوات المشتركة والحوثيون يتقاسمان أحياءها.

ويواصل المبعوث الأممي مشاوراته في العاصمة السعودية الرياض مع مسؤولين من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، لاستكشاف مواقفهم من مبادرته بشأن الإشراف على ميناء الحديدة، فضلا عن مسعاه لعقد جولة جديدة من المشاورات بالسويد في ديسمبر القادم.
وبحسب مصدر حكومي سعودي، من المقرر أن يلتقي جريفيثس في السعودية أيضا الرئيس عبدربه منصور هادي ووزير الخارجية اليمنية خالد اليماني.

ووفقا لمصادر دبلوماسية، يسعى المبعوث الأممي ومن خلفه بريطانيا التي باتت فاعلا أساسيا في الملف اليمني للخروج بحل جزئي لمحافظة الحديدة يمكن تعميمه في مراحل تالية على مختلف مناطق الصراع المشتعلة في اليمن، وهي الرؤية التي تهدف إلى الالتفاف على تعقيدات الملف اليمني عبر تفكيك أدوات الحرب والصراع.

ولفتت المصادر إلى أن أقصى ما يطمح المبعوث الأممي في التوصل إليه في مشاورات السويد القادمة هو إقرار خطوات لبناء الثقة وتثبيت وقف إطلاق النار في الحديدة كمرحلة أولى للتوافق على خطة شاملة حول إدارة الميناء والمدينة، والذي ألمح جريفيثس في تصريح صحافي له أثناء زيارة الحديدة إلى إمكانية أن تتولى إدارتها الأمم المتحدة.

وتتمحور جهود جريفيثس حول دفع الفرقاء اليمنيين إلى الجلوس على مائدة المشاورات القادمة والتوافق على مبادئ عامة لبناء الثقة، من بينها تطبيع الوضع الاقتصادي والمالي وتوحيد البنك المركزي وإعادة صرف الرواتب، إضافة إلى البدء بتنفيذ عملية واسعة لإطلاق الأسرى والمعتقلين من الجانبين.

وفي هذا السياق يرتب المبعوث الأممي للقاء مع ممثلي عدد من الأحزاب اليمنية سيعقد غدا الخميس في العاصمة الإردنية عمّان بهدف إطلاع الأحزاب على تفاصيل خطته لاستئناف المشاورات بين الحكومة والميليشيات في السويد.

وأفاد مصدر حزبي أن ممثلين عن عدد من الأحزاب اليمنية تلقوا دعوة أممية لحضور اللقاء مع جريفيثس، في مقدمتهم ممثلون عن حزب المؤتمر الشعبي العام، والتنظيم الوحدوي الناصري، والتجمع اليمني للإصلاح، وحزب العدالة والبناء، والحزب الاشتراكي اليمني. وتوقع المصدر أن يعرض المبعوث الأممي على ممثلي الأحزاب الصورة الكلية لإطار الحلول المقترحة التي سيتم النقاش حولها في السويد، وتشمل عدداً من الملفات المتعلقة ببناء الثقة بين المتفاوضين، مثل الأسرى والمختطفين، ومطار صنعاء، ورواتب الموظفين والبنك المركزي.

وشكك مراقبون سياسيون في جدية الموافقة الحوثية على تسليم الميناء للأمم المتحدة، بحسب ما تسرب من نتائج اللقاء الذي جمع بين عبدالملك الحوثي، زعيم الجماعة الحوثية، وجريفيثس الجمعة في صنعاء، مؤكدين أن الحوثيين سبق وقدموا عروضا مشابهة بهدف استغلال عامل الوقت، لكنهم سرعان ما تراجعوا عن موافقتهم في وقت لاحق.

وتبدي قيادات الحكومة اليمنية مخاوفها من أن تمنح الهدنة التي تشهدها الحديدة جماعة الحوثي الفرصة لإعادة التموضع في المدينة والاستمرار في تفخيخ المنشآت ووضع العراقيل التي قد تطيل من أمد المعركة في حال فشلت مشاورات السويد، وهو الأمر الذي سيضاعف من التكلفة البشرية والمادية لتحرير المدينة.

وقال مسؤول حكومي يمني إن التحركات الأخيرة لجريفيثس في صنعاء والحديدة والرياض تسعى في المقام الأول «لإنقاذ الميليشيات الحوثية والحيلولة دون سيطرة القوات الحكومية على ميناء الحديدة».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى