قـصـة شهـيـد "محمد علي سالم الفعفع المرزقي" (الوفاء والإخلاص)

> تكتبها: خديجة بن بريك

>
يقول العميد صالح علي بلال أمين عام جمعية شهداء وجرحى الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية ومدوّن قصص الشهداء بمحافظة شبوة: «الشهيد البطل محمد علي سالم الفعفع المرزقي من مواليد العام  1978م في قرية الفارعة السفلى مديرية نصاب محافظة شبوة، متزوج وأب لطفلين ولد وبنت.. وتربى الشهيد وعاش في مجتمع بدوي يمتهن الرعي والزراعة وتربية النحل، ويتمتع الشهيد بالأخلاق والأعراف والتقاليد الحميدة التي تشربها من مجتمعه البدوي العريق الذي يرفض العادات الدخيلة عليه، ويلتزم بأعرافه وتقاليده المتوارثة من الأجداد إلى الأحفاد.

 تعلم الشهيد في مدارس منطقته ومديريته وطور معارفه.. وكعادة أبناء هذه المنطقة التي قارع شبابها الاستعمار البريطاني وقاومه ببسالة وقدم عددا من الشهداء في ثورة أكتوبر وبرز منهم عدة قيادات عسكرية وسياسية ظلت ترفض الخنوع والذل وتناضل من أجل حياة كريمة وسيادة النظام والقانون، وظل المدد الثوري مستمرا فيها.. وكان الشاب محمد علي سالم الفعفع أحد أبطال الثورة السلمية المتمثلة بالحراك الجنوبي السلمي الذي رفض إعادة إنتاج الاستعمار والاحتلال بأسلوبه المتخلف المقيت، حيث التحق الشهيد بالحراك السلمي وشارك في مسيراته وفعالياته المختلفة المطالبة بالانعتاق والحرية ورفض الاستعمار الداخلي والعمل الجاد في ميادين النضال من أجل استعادة الهوية والدولة الحرة المستقلة».

صديق الشهيد محمد
صديق الشهيد محمد

ويردف قائلا: «وقد شارك الشهيد البطل في مقاومة قوات الحوثي وصالح التي تقدمت نحو محافظة شبوة، وكان من أوائل من انضموا للمقاومة الداخلية بعد احتلال عاصمة المحافظة من قبل المليشيات والوحدات العسكرية الموالية لها.  وعند احتلال مدينة عتق في 9 أبريل 2015م استُدعي الشهيد ضمن مجموعة من قيادات وشباب الحراك ليكون أحد أفراد أول عملية فدائية ضد المليشيات التي تسيطر على كل شوارع مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، وتنصب النقاط في كل تقاطع وموقع عام.. ولم يتردد الشهيد في تلبية الدعوة، وتم توزيع المجموعة على عدة فرق وكان عددهم يتجاوز الثلاثين من قيادات الحراك وشبابه، وكانت تلك المجموعة هي من صفوة الرجال المخلصين والذين ظلوا ثابتين في الثورة السلمية والمقاومة المسلحة.. وفي يوم 27/4/2015م اكتملت التجهيزات لتنفيذ العملية الفدائية».

ويختتم بالقول: «وشارك الشهيد ببسالة وعنفوان إلى جانب رفاقه الأبطال الذين سطروا بطولات نادرة سيكتبها التاريخ.. وفي تلك الليلة باغت الرجال البواسل تلك الجحافل الغازية وأردوهم قتلى وجرحى ودمروا وأعطبوا عددا من المعدات بسلاحهم المتواضع، واستمرت المعركة دون إمداد أو دعم حتى فجر يوم 28/4/2015م، وظهرت نتائج تلك المعركة، حيث أعلنت المقاومة عن استشهاد البطل محمد علي سالم الفعفع المرزقي ورفيقيه أحمد علي بامخشب وسرحان حنش، وجرح وأسر كل من القائد أحمد طالب والمقاوم محمد مبارك لحول والمقاوم عبدالكريم لشدف العبدلي، وكانت جميع الفرق قد حوصرت ولكنها نجت بفضل تعاون المواطنين من أهل الحي الذين فتحوا منازلهم للأبطال وحموهم بعدم تقديم المعلومات عن وجودهم. ومن أبطال تلك المعركة الشهيد القائد المغوار حسن عبدالله حنشل القيادي في الحراك والمقاومة الذي جرح مرتين وتم أسره من قبل المليشيات في معركة مفرق الصعيد وبعد تحرير عتق عاد ليعمل في محله الخاص بالهندسة الإلكترونية، لكن أيادي الغدر امتدت إليه لترديه شهيدا بعد أن خاض المعارك في الدفاع عن دينه ووطنه. لقد كانت تلك الكوكبة من الأبطال هم نواة المقاومة الداخلية، وأغلبهم عاد يمارس حياته الخاصة لطلب الرزق لأطفاله ولم يتسلق على حساب دماء رفاقه وبطولاته..
رحم الله الشهيد محمد علي سالم الفعفع المرزقي، وجميع شهداء الجنوب الأبرار».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى