قـصـة شهـيـد "عبدالقادر عمر عوض بعلول" (صولات وجولات وبطولات)
> تكتبها: خديجة بن بريك
>
ويختتم العميد صالح بلال قائلا: «مع بداية غزو المليشيات الحوثية وقوات عفاش للجنوب في العام 2015م تشكلت في عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى طلائع للمقاومة الجنوبية وانضم الشهيد ومجاميع شبابية لمجموعة القائد في المقاومة الجنوبية عبدالعزيز الجفري، والتي شكلت وتجهزت بجهود ذاتية، وكانت أول مواجهة لها مع الجحافل الغازية على خط تماس جبهة كرش الحدودية، وقد تعرض أفراد المقاومة- وكان الشهيد عبدالقادر عمر بعلول واحدا منهم- لكمين غادر في كرش، استشهد فيه البطل عبدربه حسين اللقيطي العولقي، وتعرض بعضهم لإصابات طفيفة.. وبعد ذلك انتقل القائد عبدالعزيز الجفري ومن معه من أبطال المقاومة إلى محافظة شبوة لمواجهة جحافل الغزو الحوثي عفاشي في بيحان، وكان البطل عبدالقادر بعلول في مقدمة صفوف المقاومة التي خاضت معارك شرسة في كل الجبهات في بيحان وبأسلحتهم الخفيفة والمتوسطة في مواجهة غير متكافئة أمام جيوش الأعداء التي تفوقهم عدة وعتادا، ومع ذلك صمدوا ودافعوا عن الدين والأرض والعرض بكل شجاعة وبسالة. وفي السادس من أبريل 2015م خاضت المقاومة معركة شرسة في منطقة الصفراء بيحان، وكانت آخر المعارك التي خاضها الشهيد عبدالقادر بعلول في جبهات الدفاع عن الجنوب الذي أحبه وقدم روحه فداء لوطنه وشعبه من لحج إلى عدن ثم شبوة وسقط فيها شهيدا مقبلا غير مدبر، مدافعا عن دينه ووطنه، وعن الحرية والكرامة.. فرحم الله شهيدنا البطل وكافة شهداء الجنوب الأبطال».
يقول العميد صالح علي بلال أمين عام جمعية شهداء وجرحى الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية، ومدوّن قصص الشهداء بمحافظة شبوة: «الشهيد البطل عبدالقادر عمر عوض بعلول ولد في قرية يشبم بمديرية الصعيد، محافظة شبوة، وهو من مواليد العام 1964م.. تلقى الشهيد تعليمه الابتدائي في مدرسة يشبم للتعليم الأساسي، وقبل أن يكمل المرحلة الثانوية العامة هاجر في الثمانينات إلى المملكة العربية السعودية للبحث عن فرصة عمل لتحسين المستوى المعيشي لأسرته، حيث استقر وتزوج في مدينة جدة بالمملكة، وهو أب لخمسة أولاد، ابنين وثلاث بنات.. وخلال فترة تواجده في المهجر انضم إلى حزب رابطة الجنوب العربي، وكان من أبرز الشباب النشطاء، وبعد حرب صيف 94 الظالمة على الجنوب انضم لحركة (موج) في الخارج.
والشهيد ينتمي إلى أسرة عريقة مناضلة قدمت كثيرا من شهداء فداء للوطن، وسار الشهيد عبدالقادر عمر عوض بعلول على ذلك المنوال في خدمة وطنه وشعبه ومدافعا ومضحيا من أجل بناء وسيادة الوطن المنشود».
ويردف قائلا: «كان الشهيد البطل عبدالقادر عمر بعلول من بين القيادات الجنوبية الذين خرجوا إلى محافظة شبوة وشكلوا خلايا سرية تابعة لحركة (موج)، وقامت بالعديد من الأعمال والمهام المناهضة للاحتلال اليمني للجنوب، وعند انطلاق الحراك السلمي الجنوبي قدم المغتربون من أبناء شبوة والجنوب عامة مساهمات داعمة لأنشطة وفعاليات الحراك عن طريق جمع تبرعات مالية متواضعة، وكان الشهيد البطل يسهم بما يستطيع في هذا الاتجاه. وبعد عام 2011م عاد الشهيد عبدالقادر بعلول إلى العاصمة عدن برفقة القائد الجنوبي البارز الأستاذ عبدالرحمن الجفري رئيس حزب رابطة الجنوب العربي (الرابطة)، ويقول رفقيه عبدالله المركدة بأن الشهيد عبدالقادر كان قائد الحرس الخاص للأستاذ عبدالرحمن الجفري، وشارك في عدد من فعاليات واحتجاجات الحراك الجنوبي في العاصمة عدن».
