مستشفى رضوم بشبوة مهدد بالإغلاق.. فمن ينقذه؟

> تقرير/ صابر السليس

> لا تقتصر تبعات الخلافات والحرب الدائرة في اليمن على الدمار والضحايا فقط، فقطاع الصحة، على سبيل المثال، يعاني اليوم من هذه التبعات، لاسيما وأن الجهات المختصة غير قادرة على توفير أبسط احتياجات المرضى بدواعي الظروف التي تمر بها البلاد.
ومستشفى «رضوم» الواقع في مديرية رضوم بمحافظة شبوة هو أحد المرافق الصحية التي طالته المعاناة والتدهور، ويفتقر إلى كثير من الخدمات الأساسية.

معاناة ووعود
مدير مكتب الصحة والسكان بمديرية رضوم في محافظة شبوة، مبارك عبد الله بن عفيف، قال: إن «مستشفى رضوم يقدم خدمات لا بأس بها للمواطنين، إلا أن الإمكانيات الحالية للمستشفى ضئيلة جداً».
وأضاف لـ«الأيام»: «يعاني المستشفى من نقص في معظم الأدوات، وكذلك في الكادر الطبي، وحتى الأجهزة مثل الـ cbc، وتجهيزات غرفة العمليات الكبرى».

وتابع «لنا لقاءات عديدة بخصوص هذا مع الهيئة العامة للهلال الأحمر الإماراتي في الريان بالمكلا، وكان الهدف من هذه القاءات توفير الاحتياجات في مستشفيات المديرية بشكل عام، وخاصة مستشفى رضوم».


واستطرد «هناك وعود مسبقة بالنزول إلى هذا المستشفى وتجهيزه، وهذا ما عهدناه منهم في المركز الصحي في بئر علي، ونشكرهم على ما قاموا به من أعمال في الوحدة الصحية بعرقة».

وقال عفيف «وعدنا كذلك ممثل الهيئة العامة للهلال الأحمر، عبد الله المسافري، «بتوفير البنية التحتية لكل القطاعات الصحية في المديرية»، وكان هناك لقاء آخر على أساس التعاقد مع عدد من الاختصاصيين (طبيب عام، وطبيبة نساء وولادة) وذلك على حساب الهيئة العامة للهلال الأحمر الإماراتي، ولكن إلى الآن لم يتم تنفيذ أي من تلك الوعود التي وعدونا بها، ونحن نأمل ونرجو أن يتم تنفيذ ذلك كما عهدناهم دائماً، حيث قدموا خدمات ومساعدات كثيرة؛ مثل الترميم وتقديم سيارة إسعاف وفريق طبي، كما حصل في المركز الطبي في بئر علي، ورفد المراكز والوحدات بأدوية مجانية، وما زال توفير الأدوية مستمرا في مراكز عدة في المديرية».

حالة يُرثى لها
من جانبه، قال مدير مستشفى (رضوم) العام، ياسر الميقاز: «إن مستشفى رضوم الريفي قديم، حيث افتُتح عام 2002م، وتم تأثيثه وتجهيزه بأثاث وأدوات بسيطة جداً».
وأضاف لـ«الأيام»: «يعاني المستشفى من نقص حاد في الكادر الطبي، حيث لا توجد لدينا طبيبة نساء وولادة، أو اختصاصيون في معظم الأقسام».

واستطرد: «نطالب السلطة المحلية في محافظة شبوة بضرورة توفير كادر طبي متخصص من مساعدين ومختبريين وأشعة وكذلك ممرضات، لكون المستشفى لا يوجد فيه ممرضات غير قابلات فقط».
وتابع: «أما عن مكونات المستشفى وتجهيزاته فحدث ولا حرج، حيث إن الأثاث والأجهزة المتوافرة حاليا قد انتهى عمرها الافتراضي، ولها أكثر من 16 سنة، وحتى سرير التوليد لا نملكه داخل المستشفى».


وقال الميقاز: «لنا اجتماع في الأسابيع الماضية في مكتب الصحة بالمحافظة، وقدمنا ملفا فيه كل ما يحتاجه المستشفى من أثاث وأجهزة، وكذلك طالبنا بتوفير دكتورة نساء وولادة، لتخفيف المعاناة التي يعانيها أبناء المديرية، فحتى العيادات الخاصة لا توجد فيها طبيبة نساء وولادة، مما يضطر المواطنون لتحويل مرضاهم إلى عزان أو السفر إلى المكلا أو عدن، وتوفير دكتورة نساء سيوفر على المواطنين هذا العناء».

وأضاف «وكذلك المختبر الذي لدينا قديم جداً، وقد عفى على موديله الزمان، فالناس تستخدم حاليا أجهزة متقدمة، ونحن ما زلنا نستخدم المكروسكوب، كل ذلك قدمناه في ملفنا لمكتب الصحة في المحافظة، ونحن على أمل أن يلبوا احتياجاتنا، ويلتفتوا لمستشفى رضوم».
وتابع «نحن بدورنا نناشد السلطة المحلية ومكتب الصحة في المديرية والمحافظة بضرورة انتشال المستشفى من الوضع المزري الذي يمر به، ونناشد أيضا الهلال الأحمر الإماراتي السباق في دعم مثل هذه المشاريع».

مواطنون يناشدون
ويضطر مئات المرضى للسفر إلى عاصمة محافظة شبوة (عتق)، أو إلى محافظات أخرى بسبب تدهور أوضاع المستشفى، وعدم تلبيتها لاحتياجات المرضى.
حيث إن المواطنين يعتمدون على العلاج في المستشفى بدرجة أولى، ويعانون من السفر وتحويل مرضاهم إلى الأماكن الأخرى في ظل غياب تام في الخدمات بالمستشفى».


يقول المواطن سمير فرج: «إن مستشفى (رضوم) لا توجد فيه خدمات تلبي احتياجات المرضى، ونناشد الجهات المعنية بالنظر إلى المواطنين».
وأضاف لـ«الأيام» «نطالب الجهات ذات العلاقة بضرورة توفير الأدوية اللازمة، وتوفير لنا طبيبة نساء وولادة».

وتابع «المستشفى بحاجة إلى ترميم لأن معظم أجزائه محطمة تماما، حيث إن المستشفى منذ تأسيسه لم يتم ترميمه أبدا».

البحث عن مستشفى
من جانبه، قال المواطن محسن المعزف، من أهالي منطقة (رضوم): «نحن أبناء مديرية رضوم نعاني من نقص في الكادر الطبي والمستلزمات الطبية الهامة في مستشفى المديرية، مما يضطر الكثير من المواطنين إلى تحويل مرضاهم إلى مدينة عزان، وأحياناً يتم السفر بالمرضى إلى العاصمة عتق، أو إلى مدينة المكلا أو عدن؛ بحثا عن مستشفى يتوافر فيها كافة الخدمات».

وأضاف لـ «الأيام»: «نحن نطالب الجهات المختصة في محافظة شبوة وكل المنظمات الدولية وفي مقدمتها الهلال الأحمر الإماراتي ومركز الملك سلمان، بضرورة توفير كل ما يحتاجه المستشفى من مستلزمات طبية».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى