العام 1979 شكل مفصلاً بارزاً في العالمين العربي والإسلامي

> باريس «الأيام» انطوانيت شلبي معلا

>
كان العام 1979 مفصلاً بارزاً شهد أحداثاً هزت العالمين العربي والإسلامي ولا تزال تأثيراته ماثلة بعد أربعين عامًا، بدءاً بقيام الجمهورية الإسلامية في إيران مروراً بمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل واحتجاز الرهائن في مكة، وانتهاء بالغزو السوفياتي لأفغانستان.

-الثورة الإسلامية في ايران-
في 16  يناير، اضطر الشاه محمد رضا بهلوي الى مغادرة البلاد بعد تظاهرات حاشدة ضد نظامه.
في الأول من فبراير ، عاد آية الله الخميني رمز معارضة نظام الشاه الموالي للغرب، منتصراً إلى طهران بعد نحو 15 عاماً من المنفى في العراق وإقامة قصيرة في منطقة باريس.

اكتمل انتصار الثورة الإسلامية في العاشر من فبراير مع انقلاب الجيش. وفي اليوم التالي، أكدت الإذاعة الإيرانية "نهاية 2500 عام من الاستبداد".
تم إعلان الجمهورية الإسلامية في الاول من أبريل مع دستور وتشريعات قائمة على الشريعة الإسلامية. 
وفي الخامس من مايو، أنشأ الخميني فيلق الحرس الثوري الذي سيتحول الى جيش النخبة في النظام.

-مصر توقع أول معاهدة سلام عربية مع إسرائيل-
في 26 مارس، وقع الرئيس المصري أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيغن معاهدة سلام في واشنطن، بحضور الرئيس جيمي كارتر، هي الأولى بين إسرائيل وأحد جيرانها العرب.
وتسمح الاتفاقية لإسرائيل بانهاء حالة الحرب مع مصر التي استعادت في عام 1982 سيناء من اسرائيل بعد ان احتلتها عام 1967.
لكن المعاهدة أثارت عاصفة من ردود الفعل الغاضبة من العرب لانها أدت إلى تغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط. وتعرضت مصر للعزلة في العالم العربي، ودفع السادات حياته في اعتداء اسلامي ثمنا للمعاهدة بعد أكثر من عامين على توقيعها.

-صدمة نفطية ثانية-
في مارس، بدأت مفاعيل الثورة الإيرانية بالظهور. فقد ارتفع سعر برميل النفط من 13,3 إلى 14,4 دولارا، ما مهد لصدمة نفطية ثانية.
واستمر الارتفاع بشكل متقطع حتى عام 1980 مع وصول سعر البرميل الى 40 دولارا.
كانت هذه الصدمة النفطية بالنسبة للاقتصاديات الغربية اكثر خطورة من الاولى في عام 1973 عندما رفعت دول في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) الاسعار بشكل حاد في خضم الحرب العربية الإسرائيلية وفرضت حظرا على الدول التي تعتبر مؤيدة لإسرائيل.

-مجزرة الطلاب العلويين في الاكاديمية العسكرية-
في 16 يونيو، قتل ثمانين من طلاب أكاديمية حلب العسكرية من الطائفة العلوية في سوريا والتي يتحدر منها الرئيس آنذاك حافظ الأسد، والد الرئيس الحالي.
بالنسبة لمدبر الاعتداء، وهو ضابط مدرس سني، فان ما ارتكبه كان احتجاجا على سياسة النظام التي اعتبر انها طائفية تشجع العلويين.
وكان رد النظام قاسيا ضد جماعة الإخوان المسلمين المتهمة بارتكاب الاعتداء. وستقود جماعة الإخوان انتفاضة مسلحة قبل أن يتم سحقها بوحشية في حماة عام 1982 (بين عشرة الاف الى اربعين الف قتيل، طبقا لمختلف المصادر).

-صدام حسين رئيسا للعراق-
في 16 يوليو، تسلم صدام حسين احد أبرز الوجوه منذ استيلاء حزب البعث على السلطة عام 1968، رئاسة البلاد رسميا.
وقد جر العراق إلى نزاعات متكررة وخصوصا الحرب التي دامت ثماني سنوات وبدأت عام 1980 مع إيران. لكن تمت الإطاحة به خلال الاجتياح بقيادة الولايات المتحدة عام 2003.

-أزمة الرهائن الأميركيين في ايران-
في الرابع من نوفمبر، اقتحم طلاب إسلاميون السفارة الأميركية في طهران مطالبين بتسليم الشاه الذي كان يتلقى العلاج  في الولايات المتحدة. واحتجز الطلاب 52 دبلوماسيا رهائن مدة 444 يوما.
وأدت الازمة الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

-مكة المكرمة في حالة اضطراب-
في 20 نوفمبر، في اليوم الأول من القرن الخامس عشر للهجرة، احتل أكثر من 400 من المتطرفين الإسلاميين بقيادة السعودي جهيمان العتيبي، مدعين ظهور "المهدي"، الحرم المكي.
ونددت المجموعة بتزايد النزعة الغربية في المجتمع. وبعد 14 يوما، شنت القوات السعودية هجوما أوقع 333 قتيلا.

وبعد ذلك، شهدت المملكة صعود التيارات الدينية المتطرفة.

-الغزو السوفياتي لافغانستان-
في 27 ديسمبر، غزت القوات السوفياتية أفغانستان دعما لحكومة شيوعية تواجه مشاكل.
في عام 1980 ، تولى أسامة بن لادن سليل العائلة السعودية الثرية تنظيم الدعم اللوجستي للمجاهدين الأفغان بتمويل من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية ونظيرتها السعودية.

وكان يوجه المتطوعين، ومعظمهم من العرب، قبل أن يصبح مصدر إلهام لجهاد عالمي مناهض للغرب.
الجيش الأحمر ينسحب من أفغانستان في فبراير 1989.
ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى