قـصـة شهـيـد "أحمد علي عوض باقطمي" (لبيك يا عدن .. روحي فداك)

> تكتبها: خديجة بن بريك

>
يقول العميد صالح علي بلال أمين عام جمعية شهداء وجرحى الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية ومدوّن قصص الشهداء بمحافظة شبوة: «الشهيد أحمد علي عوض باقطمي (سائق التكسي الذي تحول إلى فدائي مدافع عن عدن)، من أبناء قرية جول بايحيى، مديرية ميفعة، محافظة شبوة، ولد الشهيد في جول بايحيى في العام 1987م، عاش وتربى في أسرة طيبة متواضعة، تعلم منها الأخلاق الطيبة والعادات والتقاليد الحميدة في منطقته، وفيها قضى شبابه ودرس فيها حتى الصف الخامس الابتدائي.. ونتيجة لقسوة الحياة وظروف المعيشة الصعبة ترك الدراسة وتزوج وخلف ابنا وثلاث بنات.

 ظل الشهيد يبحث عن عمل يوفر منه لقمة العيش لأسرته لكنه لم يستطع الحصول على وظيفة مدنية أو عسكرية وكذلك لم يستطع الاغتراب ولجأ إلى العمل الخاص وتمكن من اقتناء سيارة صغير (تاكسي) ظل يعمل عليها في عدن التي أصبحت الحضن الدافئ كعادتها يلجأ إليها أبناء الجنوب كلما اشتدت عليهم الظروف وقست عليهم حياة الريف، حيث واصل الشهيد البطل أحمد باقطمي مشواره الكفاحي في مقارعة الفقر والحاجة معتمدا على جهده وعرق جبينه في توفير لقمة العيش لأسرته الكريمة.. وحينما كان الشهيد يبحث عن قوت يومه له ولأسرته كان يرى مظاهر البذخ والنهب والسطو وتدمير كل جميل في عدن من قبل متنفذين وجهات رسمية سخرت السلطة للنهب وتدمير معالم عدن ومتنفساتها الجميلة، ورغم أن الشهيد أحمد علي عوض باقطمي لا يملك قرار التغيير إلا أن حلما كان يراوده بأن يرى اليوم الذي يرد فيه الوفاء لعدن التي أحبها ووجدها أما حنونا لكل أبناء الوطن».

ويردف قائلا: «عندما حان يوم الوفاء للدفاع عن محبوبته الأم الحنون مدينة عدن التي ترفض الاحتلال والغزو كما يرفض بحرها الجيف، علم الشهيد المقدام أن القوات الغازية من المليشيات الحوثية وقوات الحرس الجمهوري قد تقدمت واحتلت أجزاء من محافظتي لحج وعدن، فنهض الشهيد حينها واستعد لدفع الدين الذي ألزم نفسه بسداده لعدن، وحمل سلاحه الشخصي والتحق بالمقاومة الجنوبية التي تشكلت بإرادة شعبية ذاتية من مختلف فئات الشعب في ظل غياب مؤسسات الدولة وأجهزتها المختلفة، وانضم شهيدنا البطل أحمد علي عوض باقطمي إلى أقرب مقاومة إليه وكانت جبهة الممدارة في مديرية الشيخ عثمان، واشترك في تنفيذ عدة عمليات في الطريق الدائري وجولة الكراع، تلك العمليات المباغتة التي كبدت القوات الغازية خسائر في الأرواح والمعدات وهزمتهم شر هزيمة وألحقت بهم العار على وقع ضربات وبطولات القوات الشعبية للمقاومة الجنوبية التي شهد لها العالم واستعرضها المحللون العسكريون باعتبارها مقاومة نادرة في العالم المعاصر».

وتابع العميد صالح بلال: «وفي تاريخ يوم مشؤوم 5/6/2015م تمكنت المليشيات من رصد موقع متقدم للمقاومة بالقرب من جولة (الكراع) الذي تمركز فيه الشهيد مع عدد من أفراد المقاومة من مختلف محافظات الجنوب وأطلقت المليشيات عليهم قذيفة أصابت بدقة موقع الأبطال، وعلى إثرها استشهد البطل أحمد علي عوض باقطمي».

واختتم العميد صالح بالقول: «يقول أخوه فهد علي عوض باقطمي: علمنا بخبر استشهاد أخي أحمد علي عوض باقطمي بتاريخ 5/6/2015م وتحركنا من شبوة إلى عدن وحصلت وساطة بيننا وبين الحوثيين للسماح لنا بنقل الجثة من الموقع، وفي اليوم التالي من استشهاده وصلنا إلى الموقع ومعنا مجموعة من أبناء شبوة ووجدنا الشهداء عددهم عشرة من أبناء الجنوب من مختلف المحافظات الجنوبية، وتم نقلهم جميعاً دون استثناء، ووجدنا أخي الشهيد أحمد باقطمي وقد بُترت يده وسالت دماؤه على الأرض وقمنا بدفنه في الممدارة القديمة في عدن.

لله در أبناء الجنوب، كانوا صفا واحدا وفي مترس واحد وعلى هدف واحد، تجمعهم الهوية وحب عدن.. فرحم الله الشهيد سائق التكسي الخاص الذي تحول إلى فدائي بطل وعسكري شجاع، أرخص حياته من أجل الدفاع عن دينه وأرضه ووفاء لعدن.. فإلى جنة الأبرار يا شهيدنا البطل أحمد علي عوض باقطمي وجميع الشهداء الأبرار».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى