قصة شهيد "ياسين محسن محمد الحريف العولقي" (شهيد جسر الحسيني بلحج)

> تكتبها: خديجة بن بريك

>
يقول العميد صالح علي بلال أمين عام جمعية شهداء وجرحى الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية، ومدوّن قصص الشهداء بمحافظة شبوة: «الشهيد ياسين محسن محمد الحريف العولقي من أبناء قرية الرحيبة منطقة جباة مديرية نصاب محافظة شبوة، من مواليد العام 1987م، وينتمي لأسرة ملتزمة دينياً ومحافظة.. بدأ ياسين تعليمه في مدرسة الميثاق الموحدة بجباة في عام 1995م ودرس المتوسطة فيها وأيضا الثانوية وأكملها عام 2009م. نشأ الشهيد ياسين وترعرع في مجتمع محافظ تسوده الأخلاق النبيلة، وكان يؤجل فكرة الحياة الزوجية، واستشهد عازبا».

وأضاف: «يقول قريبه صالح عوض الحامد: كان الشهيد ياسين من أنبل وأشجع وأكرم الشباب، ويحمل روح المحبة والتسامح والتعاون لما يخدم كل شرائح مجتمعه، ونتيجة لهذه الصفات الإنسانية القيّمة التي تتمثل في شخص الشهيد ياسين فقد كان يحظى باحترام وشعبية كبيرة جداً على مستوى منطقته وبعض من المناطق المجاورة لها.. بعد تخرجه من الثانوية العامة غادر منطقته بحثاً عن العمل في ربوع البلاد وآخر محطة كانت مدينة عدن، حيث عمل فيها مع مجموعة من شباب منطقته كحراسات أمنية لأحد الأسواق التجارية فيها، إلا أن سحر تلك المدينة الباسلة استوطن قلبه وروحه ولبث فيها ما يقارب خمسة سنوات وحتى قيام الحرب الغاشمة على الجنوب في مارس 2015م.

الشهيد ياسين كغيره من الشباب الغيورين على وطنهم كان يحلم بالوطن الذي يضمن كل الحقوق لأبنائه من أمن و استقرار والعيش الكريم.. ومن غيرته على وطنه كان يطمح إلى أن يشارك في تحسين الأوضاع نحو الأفضل، وعندما تقدمت مليشيات الحوثي وقوات صالح إلى عدن التحق الشهيد البطل بالمقاومة بقيادة المقدم أحمد علي مساعد حسين الجبواني..
 انطلق الشهيد ياسين مع رفاقه من أبطال المقاومة الأشاوس إلى مطار عدن الدولي لتحرير المطار في خور مكسر، حيث حققت المقاومة حينها انتصارات كبيرة، وكبدت المليشيات الحوثية وقوات صالح خسائر كبيرة آنذاك.استمر الشهيد البطل مع رفاقه من أبطال المقاومة البواسل في التصدي لمليشيات الحوثي في معركة الصولبان حيث سطروا أروع الملاحم البطولية والتي كبدت العدو خسائر فادحة».

ويختتم قائلا: «وكان الشهيد قد شارك مع رفاقه في القتال بجبهة كرش للتصدي لهذه المليشيات الغازية والتي كان يقودها القيادي البارز عبد العزيز الجفري والمقدم أحمد علي مساعد حسين الجبواني، حيث لقنوا قوات الحوثي وصالح دروساً في الشجاعة والفداء. وبعد جبهة كرش عاد الشهيد ورفاقه إلى عدن والتحق بلواء النصر الذي شُكل حينها، وكان البطل ياسين محسن محمد من ضمن أفراد كتيبة الاستطلاع بقيادة المقدم أحمد علي مساعد، حيث كانت للشهيد ياسين الحريف العولقي مواقف بطولية في عدد من الجبهات مثل جبهة جعولة والبساتين والممدارة وغازي علوان وفي معركة تحرير العلم.. وقد لفت البطل ياسين انتباه قيادة المقاومة بشجاعته وبطولاته واستبساله في كثير من المواجهات وتنفيذه لتوجهات قيادته دون تردد أو خوف من حجم القوات المهاجمة، وكان مصرّا على النصر أو الاستشهاد. 

وبعد معركة تحرير العلم التحق ياسين الحريف وأفراد كتيبته بلواء العميد الركن فرج حسين العتيقي العولقي والذي أوكلت إليه مهمة تحرير العند، وكان الشهيد ورفاقه في مقدمة الصفوف في طريقهم لتحرير العند مع قائد كتيبتهم، حيث خاضوا أشرس المعارك هو ورفاقه من أبطال المقاومة الباسلة ضد تمدد مليشيات الحوثي، حتى استشهد مع مجموعة من أبطال المقاومة البواسل في جسر الحسيني محافظة لحج فجر يوم الأربعاء الموافق 5/8/2015م في مواجهات مباشرة مع المليشيات على جسر الحسيني بالقرب من قاعدة العند العسكرية. لقد عاش البطل ياسين الحريف العولقي كريماً ومات شهيداً مقبلا غير مدبر.. فرحمة الله عليه وعلى رفاقه وكل شهداء الجنوب».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى