تركيا تحذر من "أي عمل استفزازي" بعد دخول الجيش السوري إلى منبج

> «الأيام»

>

اعتبرت تركيا أنه "لا يحق" لوحدات حماية الشعب الكردية الطلب من الجيش السوري دخول منطقة منبج لحمايتها من التهديدات التركية. جاء ذلك عقب إعلان دمشق دخول قواتها المدينة بطلب من المقاتلين الأكراد، وهو ما رحبت به موسكو.

أعلن الجيش السوري اليوم الجمعة (28 ديسمبر 2018) دخول وحداته إلى منطقة "منبج" الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية في شمال البلاد، بعد وقت قصير من توجيه الوحدات الكردية دعوة إلى دمشق للانتشار في المنطقة لحمايتها من التهديدات التركية.


وكانت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب الكردية قد أخرجت بيانا اليوم تدعو فيه "الدولة السورية لإرسال قواتها المسلحة لاستلام نقاطها وحماية منطقة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي في ظل التهديدات المستمرة من الدولة التركية لاجتياح مناطق شمال سوريا".

وأورد الجيش في بيان تلاه متحدث عسكري ونقله الإعلام الرسمي السوري "استجابة لنداء الأهالي في منطقة منبج، تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة عن دخول وحدات من الجيش العربي السوري إلى منبج ورفع علم الجمهورية العربية السورية فيها". وقال الجيش في البيان "تضمن القوات المسلحة السورية الأمن الكامل لجميع المواطنين السوريين وغيرهم الموجودين في المنطقة".


ولم يؤكد المقاتلون الأكراد دخول القوات الحكومية السورية إلى المدينة، كما لم يتضح ما إذا كانت هذه القوات قد انتشرت في المدينة التي تمركزت فيها قوات أمريكية وأقامت قاعدة في وقت سابق هذا العام.

وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس عن "انتشار أكثر من 300 عنصر من قوات النظام والقوات الموالية لها على خطوط التماس بين مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية والقوات التركية مع الفصائل السورية الموالية لها". وقال إن قوات النظام "فرضت ما يشبه طوقاً عازلاً بين الطرفين على تخوم منطقة منبج من جهتي الغرب والشمال".


أنقرة تحذر وموسكو ترحب

وسارعت أنقرة الى الإعلان أنه "لا يحق" لوحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها منظمة إرهابية، أن تطلب من الجيش السوري دخول منبج.
وقالت وزارة الدفاع التركية إنّ وحدات حماية الشعب الكردية "التي تسيطر على المنطقة بقوّة السلاح ليس لها الحق أو السلطة بأن تتكلّم باسم السكّان المحليّين أو أن توجّه دعوة لأيّ طرف كان"، محذّرة كلّ الأطراف من مغبّة القيام "بأي عمل استفزازي".


في المقابل، سارع الكرملين الى التعليق على دخول الجيش السوري الى منبج عشية زيارة وفد تركي إلى موسكو، بالقول "بالطبع، هذا يسير في اتجاه استقرار الوضع"، مشيرا الى أن "توسيع منطقة سيطرة القوات الحكومية هو بالتأكيد توجه إيجابي"، بحسب المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف.
وأوضحت نائبة الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في منبج نورا الحامد لوكالة فرانس برس أن المفاوضات مع دمشق بشأن منبج "تمت برعاية روسية"، مشيرة الى أن "قوات النظام لن تدخل مدينة منبج نفسها، بل ستنتشر عند خطوط التماس" مع تركيا والفصائل السورية الموالية لها.


وصعّدت تركيا خلال الفترة الماضية تهديداتها بشن عملية عسكرية جديدة ضد المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية، بدءاً من مدينة منبج وصولاً إلى مناطق أخرى في شمال شرق البلاد. وأرسلت خلال الأيام الماضية تعزيزات عسكرية إلى المنطقة الحدودية مع سوريا، فيما دخلت قوات تركية إلى الأراضي السورية بالقرب من خطوط التماس مع قوات سوريا الديموقراطية في محيط منبج. كما عززت الفصائل السورية الموالية لأنقرة تواجدها عند خطوط التماس.


تأتي هذه التطورات بعد أكثر من أسبوع على إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قراره سحب قواته الداعمة للمقاتلين الأكراد من سوريا بعد تحقيقه، وفق قوله، هدف إلحاق "الهزيمة" بتنظيم الدولة الإسلامية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى