إب.. الإعدام تعزيرا لمغتصب وقاتل الطفلة آلاء

> تقرير خاص

> بحضور جماهيري كبير، نُفذ أمس، حكم الإعدام تعزيرًا بحق قاتل الطفلة «آلاء الحميري» بمحافظة إب والطواف بجثته في شوارع المدينة وسط هتافات المواطنين المشيدة بتحقيق العدالة.
وشهد أستاد مدينة إب الرياضي، ضحى أمس الثلاثاء، إجراءات تنفيذ حكم الإعدام رميًا بالرصاص بحق يوسف الثوابي، جراء جريمته التي أقدم عليها الشهر الماضي باختطاف الطفلة «آلاء 9 أعوام» في مدينة جبلة قبل أن يقوم باغتصابها ومن ثم قتلها.

وكانت المحكمة الجزائية بمدينة إب قد عقدت في يوم الإثنين الموافق 10 من ديسمبر الماضي أولى جلساتها للنظر في الجريمة المرتكبة من قِبل الجاني الثوابي، بعد خروج مسيرات جماهيرية غاضبة مطالبة بالمحاكمة العاجلة للقاتل مع تنفيذ الحكم في ميدان عام ليكون عبرة لغيره.


تأييد الحكم
وأيّدت المحكمة العليا الحكم الصادر بحق الجانب من المحكمة الابتدائية، خصوصاً بعد أن أعلن القاتل قبوله بالحكم وعدم رغبته بالاستئناف.
وكان الثوابي قد أقدم مطلع الشهر المنصرم على ارتكاب الجريمة التي ولدت حالة من الغضب بين أوساط المواطنين في مدينة جبلة والمحافظة بشكل عام.


البداية  
وبدأت الجريمة باختفاء الطفلة، يوم الثلاثاء 4 ديسمبر الماضي، من حارتها المعروفة بـ «المكعدد» في مدينة جبلة، وسط ظروف غامضة، عقب خروجها من منزلها متوجهة إلى المدرسة.
وولّد الاختفاء في حينه حالة من الخوف والهلع لدى أسرتها وجيرانها، وسارع والدها في إبلاغ أمن مديرية جبلة عن اختفاء وفقدان طفلته، وتم تقييد بلاغ والتعميم بأوصاف الطفلة بهدف البحث عنها والوصول لمكانها، وفي المقابل انتشرت صور الطفلة «آلاء» بشكل كبير على منصات ومواقع التواصل الاجتماعي مرفقة بمعلومات تفيد بفقدانها، وبعد مرور يومين من اختفائها وفشل إدارة أمن جبلة للتوصل إلى أي نتيجة، تم تشكيل لجنة من إدارة المباحث في المحافظة، لتباشر على الفور مهامها بالنزول الميداني لتمشيط المنطقة وما جاورها،

وتوصلت إلى نتائج أولية تؤكد عدم مغادرة الطفلة للمنطقة مع تتبع آثارها وآخر تحركاتها فيها والجهة التي اختفى أثرها فيها، وعليه بدأت إجراءات استدعاء بعض الأشخاص كمشتبه بهم  إلى إدارة أمن جبلة للتحقيق معهم، وصولاً إلى الخيوط الأولى التي قادتهم إلى معرفة المجرم من خلال المعلومات التي تم جمعها، والتي كان أهمها أن الطفلة آلاء شُوهِدت بالقرب من منزل يوسف عبده الثوابي (30 عاما)، والذي يبعد عن منزل والدها بحوالي 100 متر تقريباً، فضلاً عن الشكوك التي راودت اللجنة من بعض من تصرفاته التي تم رصدها عقب واقعة اختفاء الطفلة منها ملازمته القوية لفريق البحث عن الطفلة المكون من الأهالي وأسرتها والتحرك معهم بكل خطوة يخطونها، وكذا ارتباكه فور علمه عن اعتزام الجميع بدء تفتيش المنازل إذ اعتذر عن مواصلة البحث بذريعة أنه سيذهب لإخبار زوجته عن تفتيش المنازل حتى لا تخاف وتتفاجأ بعملية التفتيش، وهو ما لفت انتباه أعضاء اللجنة فيه، ليتم نقله من إدارة أمن جبلة إلى إدارة البحث الجنائي في المحافظة حيث كثفت الإجراءات القانونية معه أقر على إثرها بارتكابه الجريمة.
 

اعتراف
وواصلت اللجنة جهود والتحري وجمع الاستدلال، ومنها استدعاء زوجة المشتبه به وأخذ أقوالها للتأكد من معلومات وأقوال كان قد أسردها زوجها في محاضر التحقيق، تم على إثرها للوصول لأول خيوط القضية وتحولها من واقعة اختفاء إلى اختطاف بالاستدراج للطفلة من قبل المشتبه به الذي تحول هو الآخر من مشتبه لمتهم رئيسي، وأمام هذه المعلومات اعترف المتهم بقتل الطفلة بداخل منزله قبل أن يضع جثتها في شوالة (جونية) ورميها في المخلفات الواقعة بشجرة تعرف بـ «البلسة»  على بعد أمتار من المنطقة نفسها.

وعقب تحديد المتهم لمكان الجثة قام مدير البحث وخبراء من الأدلة الجنائية بالنزول إلى مكان الجريمة بمعيتهم المتهم ليتم بالفعل العثور على «شوالة» مرمية فيه جثة الطفلة وقد بدأت الرائحة تفوح منها، وعلى الفور تم إيداع الجثة في ثلاجة مستشفى الأمومة والطفولة عقب معاينتها وتصويرها من قبل خبراء الأدلة الجنائية.


تفاصيل الجريمة
ومع مواصلة اللجنة لجمع الاستدلالات مع المتهم « الثوابي» لاستكمال اعترافاته أقر بتفاصيل الجريمة،  والتي بدأ التخطيط لها قبل يومين من تنفيذها، باستدراجها إلى داخل منزله بعد أن وجدها بالقرب من منزله في الوقت التي كانت فيه ماتزال مرتدية لزيها المدرسي، من خلال إغرائها بأنه سيعطيها (جعالة) ومائة ريال إن هي لحقت به للمنزل.
وبحسب اعتراف المتهم فقد لحقت الطفلة به ودخلت للمنزل الذي كان خالياً من زوجته وطفلتيه لغيابهن في منزل عمه (والد زوجته) وحينما حاول التحرش بها بدأت بالصراخ والبكاء وتقول: «أمي ستذبحني» ولكنه عمد إلى كتم أنفاسها خشية من وصول صراخها وصوتها للخارج، ليقوم باغتصابها، ونتيجة لكتم أنفاسها المستمر فارقت الحياة بين يديه، مع حلول مغرب نفس ذات اليوم الذي اختفت فيه».

ووفقاً لاعتراف المتهم» فقد أحضر جونية قمح (شوالة) ووضع الجثة بداخلها ونقلها من مكان ارتكاب الجريمة في إحدى غرف منزله الواقعة بالدور الثاني إلى الدور السفلي، وحينها عادت زوجته للمنزل لاحظت تغيرًا وارتباكاً عليه، حد قوله، ليغادر المنزل بعد ذلك، ومع بدء عملية التفتيش للبيوت ترك اللجنة، التي كان بمعيتها دائماً، بشكل مريب وأخرج الجثة إلى مقلب المخلفات حيث توجد شجرة «البلسة» والتي لا تبعد عن منزله سوى بضعة أمتار.
وباكتشاف الحقيقة نفذ حكم الإعدام به أمس الثلاثاء أمام جمع غفير من المواطنين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى