أول امرأة لحجية توثق تاريخ لحج

> تقرير: هشام عطيري

>
تزخر محافظة لحج بمئات الكوادر في مختلف المجالات، ويعتبر مجال التوثيق حكراً على فئة الرجال، غير أن هناك امرأة لحجية بادرت في دخول هذا الجانب لتخوض تجربة التوثيق كبداية ومرحلة أولى لمشروع كبير يهدف إلى توثيق تاريخ محافظة لحج، لتكون بذلك أول امرأة تربوية من مدينة الحوطة تهتم بمجال التوثيق التربوي بلحج.

«إنتصار مقبل»، مسؤولة التوثيق بلحج، أصبحت أول امرأة تهتم في مجال التوثيق التربوي اللحجي، حيث تقول إنتصار إنها بدأت الاهتمام بمجال التوثيق التربوي عند صدور قرار تعيينها كمديرة لإدارة التوثيق التربوي بمكتب التربية والتعليم في محافظة لحج في عام 2012م، وهي إدارة كانت حينها مستحدثة في مكتب التربية بلحج، وهي أول مديرة لها.


وأضافت إنتصار لـ«الأيام» أن «إدارة التوثيق التربوي تهتم بالتاريخ التربوي منذ زمن السلطنة العبدلية؛ لتوثيق هذه المرحلة من خلال المناهج القديمة التي كانت تـُدرس في مدارسنا وصور الأنشطة التي كانت تقام في المدارس قديماً، إضافة إلى تأريخ المدارس القديمة والقيادات التربوية التي كان لها دور في ازدهار الجانب التربوي إضافة إلى جمع بيانات كافة التربويين وتدوين السيرة الذاتية لهم وخاصة ممن تقاعدوا عن العمل وممن انتقلوا إلى رحمة الله تعالى».
وأشارت إلى أنها تعمل على البحث عن تاريخ التعليم في محافظة لحج والكثير من الجوانب التي تهم الجانب التوثيقي للتعليم في المحافظة.

وأكدت إنتصار مقبل أن «التوثيق التربوي يعد مهمة شاقة للذي يسعى في البحث عن تاريخ التعليم، فلحج معروفة بتاريخها التعليمي على مستوى الجزيرة العربية، وفيها بـُنيت أول مدرسة، وهي المدرسة المحسنية في السلطنة العبدلية».

وقالت: «إنها ركزت اهتمامها على كل هذه المجالات بدون استثناء، ولكن مدارسنا القديمة في لحج، وبالذات في الحوطة، لم تهتم بوثائقها القديمة الكثير من المدارس، وبفعل الترميمات أُتلفت وأُحرقت الكثير من الوثائق والصور والمناهج القديمة المهمة لنا في عملنا، وهناك مدارس تهدمت في يوم وليلة وبدون مقدمات، وبـُنيت مكانها مدارس جديدة، وبالتالي تلف كل ما تحتويه حتى أرشيفنا العام تعرض للسرقة والنهب في حرب عام 1994م، وحرب 2015م، وتُلفت كل الملفات التي كانت فيه وكل المناهج القديمة الهامة والتاريخية».


وأضافت أنها تجد صعوبة كبيرة في تجميع المناهج القديمة؛ فتجدها أحياناً عند أشخاص لا زالوا محتفظين بالبعض منها، وليس كلها، مثل منهاج التدبير المنزلي ومنهاج التربية الموسيقية ومنهاج التربية الفنية.
وتابعت «هذه المناهج اندثرت وانعدمت بالإضافة إلى صور الأنشطة اللاصفية التي كانت مدارسنا قديماً غنية بها ما عدا مدرسة (القومية سابقاً) مدرسة أسماء للبنات حالياً، الذين مدوني، مشكورين، بألبوم صور يحوي صوراً لبعض الأنشطة التي كانت تقام في المدرسة».

وأشارت إلى أنها تعمل حالياً على كتابة سير التربويين القدماء؛ منذ بدايات تعليمهم ثم تعيينهم كمعلمين ومعلمات وحتى تقاعدهم، وهذا الجانب تحديداً وجدت فيه ردود أفعال كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي؛ لتذكيرهم بالمعلمين والمعلمات الذين نساهم وتناساهم مجتمعنا، بالإضافة إلى ترحيب هؤلاء التربويين أنفسهم بهذه الفكرة فساعدوها في تسجيل مشوارهم التربوي كاملاً، واستطاعت توثيق ما يقارب الـ 225 مشواراً تربوياً لمعلمين ومعلمات من كل مديريات لحج.


واستطردت إنتصار مقبل «أن التوثيق مهمة شاقة وتريد الشخص الذي يحب التوثيق للتوثيق وليس لمجرد أنها وظيفة يقوم بها فقط، والحمد لله أنني من الذين يحبوا كل ما هو قديم من التراث اللحجي الفني والأدبي والتعليمي، ومشكلتنا في لحج هي عدم وجود متحف خاص بالتراث اللحجي؛ يجمع كل ما يخص هذه المحافظة من تراثها القديم والغني جداً في كل المجالات الفنية والثقافية، فكل ما هو موجود بعض من الإرث التاريخي بحوزة أشخاص معدودين يحتفظون به في منازلهم، وبالتالي لا يستطيع الكل الاطلاع عليه».


واختتمت مسؤولة التوثيق في لحج «إنتصار مقبل»، حديثها لـ«الأيام» بمطالبة السلطة المحلية بضرورة العمل على تأسيس متحف خاص بلحج والتراث اللحجي، وفيه يتم تجميع كل الوثائق والصور والمخطوطات القديمة؛ حتى تتمكن الأجيال اللحجية المتعاقبة للاطلاع عليها ومعرفة تاريخها جيداً.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى