قصة شهيد: د. راجح عامر عبدالله المصيعبي (الدكتور المحارب)

> تكتبها: خديجة بن بريك

>
​يقول العميد صالح علي بلال أمين عام جمعية شهداء وجرحى الثورة السلمية والمقاومة الجنوبية ومدوّن قصص الشهداء بمحافظة شبوة: «الشهيد البطل د. راجح عامر عبدالله المصيعبي، ولد في المملكة العربية السعودية، وعاد إلى الوطن مع أسرته عام 1990م، درس الشهيد المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية في محافظة مأرب ثم درس الطب في محافظة الحديدة وتخصص في مجال المختبرات الطبية، وعاد إلى مديريته «عسيلان»، محافظة شبوة، ليخدم أهله ومجتمعه في مستشفى عسيلان العام، وهو أب لأطفال..

كان الشهيد مغرما بحب الوطن حيث التحق بالثورة السلمية الجنوبية وشارك في كل المسيرات والمليونيات الجنوبية، وكان عضوا قياديا فاعلا في مجلس الحراك في عسيلان، ومن أنشط شباب المجلس في المديرية، وكان له دور ثقافي وتوعوي لشحن همم الشباب».
ويضيف: «وعندما اجتاحت قوات الحرس الجمهوري ومليشيات الحوثي مديريات بيحان كان الشهيد من أوائل الشباب الذين اندفعوا للتصدي لهذا العدوان.. قال لي شقيقه القيادي في الحراك الجنوبي والمقاومة الدكتور صالح عامر عبدالله: الشهيد راجح رفيق القائد الشهيد عبدالسلام الحارثي، وكان ضمن مجموعة من الشباب ممن التحقوا بالتشكيلات العسكرية الأولى للمقاومة.. وقد جهز الشهيد راجح عامر عبدالله المصيعبي السحاقي أكثر من أربع سيارات محملة برجال المقاومة الجنوبية من شباب قبيلته معززين بأسلحتهم الشخصية الخفيفة والمتوسطة وحشدهم في جاهزية قتالية وتأهب تام لمواجهة المليشيات في نقطة السليم على الخط العام المؤدي إلى النقوب».

وتابع العميد صالح: «وفي يوم 29/3/2015م بدأت معركة النقوب الأولى وتقدم الشهيد ومن معه باتجاه بيت دحنان والمدرسة الثانوية ووقعت اشتباكات عنيفة، وفي تلك المعركة استشهد عبدالسلام الحارثي رفيق درب الشهيد راجح عامر، فخسر فيها أحد أقرب المناضلين إليه والذي كان لا يفارقه أبدا في أي موقف. وبعد خسارة المقاومة لتلك المعركة يوم 29/3/2015م توجه الشهيد راجح المصيعبي إلى المستشفى ليلقي نظرة الوداع على رفيق دربه الشهيد عبدالسلام عوض الحارثي معاهدا إياه أن يسير على دربه في النضال حتى تحقيق التحرير والاستقلال ودحر الغزاة».

واختتم العميد صالح بلال بالقول: «بعد ذلك التحق الشهيد راجح عامر بمعسكرات أقامتها المقاومة وظل ضمن تشكيلات شباب المقاومة حتى بدأ تشكيل لواء 19 مشاة.. وفي يوم الثلاثاء 29/9/2015م انفجر لغم أرضي بإحدى السيارات بالقرب من العلم والتي زرعتها مليشيات الحوثي بالألغام لحمايتها من ضربات المقاومة، وأسرع الشهيد بصحبة أربعة من رفاقه إلى مكان الانفجار لإسعاف المصابين ومحاولة إنقاذ حياتهم، وأثناء نقل الجرحى للمستشفى تعرضت السيارة التي كان تقل الجرحى والمسعفين لحادث انقلاب مؤلم، حينها قال أحد المسعفين أنه وجد د.راجح المصيعبي متجها للقبلة ساجدا وهو يلفظ آخر أنفاسه الأخيرة بعد أن أدى واجبه وحاول إسعاف الجرحى ودفع حياته ثمنا لإنقاذ رفاق السلاح.. وقال: كنت أرى الابتسامة مرسومة على شفتيه عندما ودعته الوداع الأخير.

رحل الشهيد البطل راجح عامر عبدالله المصيعبي تاركا خلفه الكثير من الذكريات الجميلة ومحبة الناس له، فقد كان محبوبا ويحظى بشعبية كبيرة جدا.. فإلى جنة الخلد أيها الدكتور الوفي بالعهد، وعزاؤنا فيك أنك باقٍ حياً في ذاكرة رفاقك ومحبيك، ونؤكد أن الهدف الذي ضحيت أنت ورفاقك من أجله تلوح بشائره في أفق الجنوب الحبيب».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى