قصة شهيد: صالح أحمد حسن القيفي (الشهيد المهضوم)

> تكتبها: خديجة بن بريك

>
الشهيد صالح أحمد حسن علي القيفي الحسني أحد أبناء محافظة الضالع مديرية الأزارق قرية الحقل.. كان أحد الأبطال الذين قاتلوا تلك المليشيات الحوثية الغاشمة التي هرولت نحو الجنوب لاجتياح محافظاته في 2015، حيث انتفض البطل صالح القيفي الحسني في تلك الحرب ملبيا نداء الواجب للدفاع عن الدين والأرض والعرض، وسقط شهيدا مقبلا غير مدبر مقدما روحه قربانا للعزة والكرامة والإباء.

يقول ابنه: «في حرب صيف 94 الغاشمة كان لشهيدنا دور فعال للتصدي لهجمات تلك الجحافل الآتية من الشمال، فظل ثابتا ثبوت الجبال الرواسي، لم يتزحزح قيد أنملة إلا بعد أن أثخنته الجروح في فخذه الأيمن وشظايا في نواحٍ متفرقة من بدنه، وبعد أن انطفأت شعلة الحرب المتقدة أحيل إلى التقاعد القسري ليعيش بعيدا عن العمل والخدمة الوطنية بجسده دون فكره النير الذي يرفض الخنوع والانكسار».

وأضاف: «وما أن انشطر عيدروس الزبيدي في 97م بحركة (موج) ضد الحكم العفاشي الاستبدادي إلا وبادر شهيدنا للقتال في ثكنات الجبال ولم يتقهقر حتى أصيب في مقدمة رأسه لينقل على إثرها إلى العلاج».
وتابع: «لما انطوى بساط الزمان وخرج المتقاعدون يطالبون بحقهم المسلوب كان مشاركا لهم في الجلسات الحوارية وفي مظاهراتهم السلمية، فجاء الحل ليعالج جزءا من مشكلتهم لكن الحل لم يعمه معهم بل استمر راتبه المتدني ولم يعالج مع ما يملكه من رتبة فبقي راتبه 29 ألف ريال لا غير.. ولازم المسيرات السلمية والاعتصامات في ساحة العروض في عدن (خورمكسر) منذ أول وهلة للاعتصام، ورابط في الساحة حتى أعلن كهنوت مران حرب الظلم والفساد بصورة أخرى وبحجة أخرى على وطننا الحبيب».

وأردف ابن الشهيد قائلا: «كان لشهيدنا الباسل أوج صور المغامرة والفدائية، فمن ساحة العروض السلمية المتجردة من أدنى الأسلحة إلى رحى المعارك من غير سلاح، فقد جعل يقاتل بسلاح استعاره من فرسان الحرب فكلما استراح أحدهم أخذ سلاحه يقاتل به حتى يعود ثم يستعير من آخر وهكذا دواليك».
واستطرد نجل الشهيد: «بعد أن تحررت عدن انطلق الشهيد يزحف مع كتائب البسالة والإقدام والتحق بمعسكر القائد فضل حسن ليقاتل تحت رايته في جعولة والعند.. ومنذ بدايةً الحرب لم يعرف للبيت والأهل مسلكا ولم تكتحل عيناه برؤية أولاده وأهله.. وبعد أن تحررت منطقة العند بلحج وأصبح الطريق مفتوحا من عدن الحبيبة إلى مسقط رأسه في ضالع النشامة والشموخ ذهب الشهيد لرؤية أهله في منطقة الحقل بمديرية الأزارق محافظة الضالع كزيارة محارب لأيام معدودة ليعود بعدها إلى العند ليكون جندي الأمان في إحدى بوابات الجنوب (العند)».

واختتم حديثه بالقول: «ولكنه ما أن سمع بطلب مقاتلين للمشاركة في قتال المليشيات الحوثية في منطقة الشريجة إلا ووثب يزأر «أنا لها»، فرابط على عربة قتالية يذيق فلول الفرس ألوانا من العذاب والتنكيل..
 وفي رباطه ذلك يلقي شهيدنا اللحظات الأخيرة لهذه الدنيا، مشيرا بأن (أكملت دوري، وعليكم إتمام عملية التطهير) بعد عمر 57 عاما، إذ سقط شهيدا إثر قذيفة هاون من يد آثمة جائرة رجسة، لينقل على إثرها إلى مستشفى الوالي لتصعد روحه الطاهرة إلى بارئها وذلك بتاريخ 20 /12/ 2015 تاركا حقوقه التي لم ينلها من سلاح وراتب وحق دفن ومكرمات سلمان لمن يعرف للنضال قيمته وللشهيد كرامته لتصل إلى أهله وبنيه. فرحمة الله تغشاه ومغفرته ويتقبله في عليين».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى