الوحدة الوطنية.. وسيلة التماسك

>
 
أحمد عبدربه علوي
أحمد عبدربه علوي
في ظل هذه الظروف القاسية (المخربطة) علينا جميعاً، مؤيدين ومعارضين، فهم ومعرفة ما يجري في بلادنا مطلوب من كل مواطن مخلص لوطنه تغليب المصلحة الوطنية أولاً، واستيعاب الظرف الموضوعي والذاتي قبل العودة لاستعمال لغة الماضي وأسلحة الماضي وأساليبه، ولا ننسى أيضاً أسلحة اليوم وأساليبه وخرابه..

وإذا كنا بحاجة لشيء فنحن أحوج ما نكون مؤيدين ومعاضين للهدوء والوعي والحرص واليقظة وتمكين الأغلبية وقرارها من القدرة على ترجمة ما فعلت على الأرض الواقع، كلنا في وطن واحد، وعلى أرض واحدة، وفي سفينة واحدة، يواجهنا نفس الاستهداف رغم أننا في النهاية، إن كنا حُسنى الظن، نتطلع لهدف واحد، الشجاعة هي في الحفاظ على هذا الوطن أولاً قبل الدخول إلى أي تفاصيل، لأن بقاء بلادنا وسلامة استقرارها يعني رسم سياسة وطنية مستقبلية صادقة في سبيل النهوض بالوطن والمواطن الجنوبي نحو التقدم والنهوض الحضاري استعداداً لدخول العام الميلادي الجديد 2019م..

وما زلت اعتقد أن وعينا في موقع التأييد أو حتى المعارضة هو القادر على تفويت ما يستهدفنا، فما زلنا على وعي قيادات بعض المعارضة والقوى السياسية الأخرى القادرة على التكيف والاحتفاظ بقواعدها في دائرة المشاركة الوطنية العامة حتى لا يستعجل أحد افتعال الصراع في وقت أحوج ما نكون فيه جميعاً لالتقاط الأنفاس، وبعد أن اخترنا طريقة الديمقراطية والرأي والرأي الآخر، باعتبارهما مطلباً شعبياً وجماهيرياً، وباعتبار أن النهج الديمقراطي يقرر لنا التقدم والازدهار والأمن والاستقرار كما يقرر وصوله لنا تماسكنا ووعينا والالتفاف حول أهدافنا المشتركة وراء الشخصيات الوطنية الصادقة، المخلصة في البلاد، لتفوت كل الأطراف الحريصة على المصلحة الوطنية العليا مهما كان رأيها فيما يحدث في البلاد الآن من إرباكات واختلالات أمنية وغيرها، ولتفوت الدخول إلى مواصلة لعبة شد الحبل خارج الشروط الديمقراطية ومساحة الدستور وسقفه، فالحروب المعلنة في أكثر من بلد وموقع تحت مسميات مختلفة كانت تبحث عن ذرائع، وكان من السهل العثور عليها، ولذلك اشتعلت لأن النماذج كانت مصممة وجاهزة حين كان العالم يخلط في صورة الديمقراطيين والديكتاتوريين وبين (المدنيين المثقفين) و (المناطقيين القبليين)، وحين يخلط في صورة الإسلام والإسلاميين، ويقدم التبرير وراء الحالات التي تتغطى بالإسلام حين يخلطوا الحابل بالنابل، ويأخذ الطائع والمؤمن بجريرة العاصي.. فإننا ونحن نعي ذلك لابد من نفوت مثل ذلك الفهم لا أن نصب فوقه أو نوفر أسبابه، لا نرى مبرراً للتشنج من قبل البعض عند إعلان نجاح أي حزب أو منظمة أو مجموعة أياً كانت..

وشيء جميل أن يقرر أي حزب أو مجموعة، أياً كانت، الانتقال للمعارضة التي تعتبر أمامه تجربة جديدة ستجعله يكسب خبرة ودراية في مختلف المجالات خلال أية فترة قادمة.
أخيراً علينا جميعاً منح ائتلافنا الوطني التماسك، بغض النظر عن قناعاتنا السياسية، لنفوت المس بوحدتنا الوطنية التي تفكفكت خلال أزمات الحروب المتتالية على بلادنا باسم المزايدين والانتهازيين والوصوليين للسعي إلى المناصب من أجل مصالحهم ومنافعهم الشخصية. أو المزايدة أو المناقصة، فأمامنا طريق طويل من التحديات ما زلنا في بدايته، ويجب أن نتخطاها حتى ننجح، وليكن الانتماء للوطن فوق كل شيء..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى