السلام وحده يهزم تجار الحروب

>
أوشكت الحرب الإقليمية الدولية في اليمن على اكتمال عامها الرابع، مخلفة الكثير من المواجع.
أحمد
 عمر حسين
أحمد عمر حسين

اختيار بعض الأطراف الداخلية والإقليمية ساحة اليمن لتكون الموقع الذي يصفون فيه حساباتهم مع إيران بالطبع لم يكن قراراًصائباً للجميع، ورغم فداحة ما يكابده اليمن وأبناءه ومن الجهتين أكانوا ممن يسمون فيما مضى من الوقت انقلابيين أو من يسمون بالشرعيين.. وها هم اليوم قد أصبحوا يدعون بالأطراف المتحاربة، وهذا الوصف هو الأكثر صواباً وأقرب للواقع، كما أنه يقرب مسافات الخلاف ويسهم في إيجاد فرصة لوقف الحرب.

لقد كلفت الحرب شعب اليمن عشرات الآلاف من القتلى وأضعافهم من الجرحى، وأما تدمير البنية التحتية فقد أصبحت في خبر (كان). رغم أن لنا عتابا على مجلس الأمن حيث لم يعط التوصيف الدقيق لما يجري في الساحة اليمنية حقيقة، وكما وصفتها إحدى لجان الأزمات الدولية بأن هذه الحرب هي عبارة عن

حروب متداخلة وليست حرباً واحدة وتحمل هدفاً واحداً، وهذا أحد أسباب إطالتها.. الأصرار على حصرها بين طرفين فيه ظلم فادح تجاه طرف تم التعمد في تجاوزه رغم أنه طرف فاعل وحاسم وهو شعب الجنوب
ممثلا بمقاومته وحراكه.

 قد يقول قائل إن الحرب أتت تحت عنوان «استعادة الشرعية»، وهذا ليس صحيحا ألبتة، فلقد تم منع الرئيس هادي من العودة إلى الأرض المحررة، والتحالف ذاته من يقول إنه أتى لعودة الشرعية هو ذاته من يمنعها.
إن ما حصل ويحصل هو تداخل لحروب متعددة الأهداف ومن ضمنها هدف استعادة الدولة الجنوبية.

الحرب أظهرت حقيقة ضعف من تسمى الشرعية، حيث لم تكن سوى مجموعة موظفين مارسوا الفساد والإثراء غير المشروع، وأسهموا في تدهور العملة وضياع البلد وتفتتها وسيستمرون في تفتيتها أكثر إذا ظلت الحرب مستعرة وبقيوا هم ذاتهم كمتصدرين للمشهد وممثلين للشرعية.

 فيما في الجانب الآخر ظهر الانقلابي والمتمرد بجوهر ونظام الدولة وبكل أسف نقولها، والمجتمع الإقليمي والدولي قد أدرك ذلك باكراً، فيما من تسمي نفسها الشرعية لم تفطن لذلك. لذلك فإن السلام هو الخيار الأفضل  لهزيمة تجار الحروب، وبوقف الحرب بالإمكان الحفاظ على الشمال كما كان، والحفاظ على الجنوب كما كان.

أتمنى أن يكون لقاء السويد هو أول لبنة للسلام الحقيقي والشامل وكذلك لإرساء الحوار الحقيقي بحضور جميع
الأطراف الفاعلة على الأرض دون انتقاص من أحد. السلام هو المقبرة الحقيقية لتجار الحروب.. فبالسلام يبدأ جرد الحساب وتنكشف عورات وكلاء وسماسرة الإتجار بالبشر والحجر والشجر. فأهلا بتجارة الحياة ووداعا تجارة الموت.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى