في قرية «الصرداح» بمديرية تبن في الوادي الأعظم أغلب الناس يعملون بالزراعة، حيث تعد أراضي «الصرداح» والمناطق المجاورة لها من أفضل الأراضي الزراعية، فيما آخرون ممن تبسم لهم الحظ يعملون مع الحكومة برواتب شهرية بعضها بالكاد تغطي متطلبات الحياة وبعضها الآخر لا تكفي.

مأساة إنسانية دفعها الفقر والمرض والعوز إلى المطالبة بنشرها.. فالمواطن وليد حازم حيدرة مقداد، من ساكني منطقة الصرداح بمديرية تبن في محافظة لحج، موظف حكومي في مكتب الصحة براتب يصل حاليا إلى 40 ألف ريال يمني، من موظفي العام 2011م، له سبعة من الأطفال: 5 ذكور و2 إناث.

يقول المواطن وليد»: «إن ثلاثة من أطفاله فقدوا النظر بسبب إصابتهم منذ الولادة بمرض الجلوكوما (المياه الزرقاء).

يعيش المواطن وليد في قرية الصرداح كحال أي مواطن يكافح من أجل لقمة العيش لأسرته وتوفير الأدوية لأطفاله المصابين، إذ يقول إن «الله ساتر على عبده».

متابعات مستمرة تمكن خلالها وبدعم الخيرين من تسفير أحد أطفاله، وهو البكر، إلى الأردن للعلاج منذ سنوات، لكن لم يتمكن من إعادته بحسب نصح الأطباء له لاستكمال العلاج، ما أدى إلى فقدان الابن الأكبر لبصره بالكامل وفشل العملية، فيما ابنتاه يهددهما العمى بالكامل بسبب عدم مقدرته على علاجهما نظرا للتكلفة الباهظة.

يقول وليد: «إن راتبه وصل هذا الشهر مع الزيادة إلى 40 ألف ريال، فيما كان راتبه السابق 31 ألف ريال، ويذهب ثلثاه في شراء العلاج لأطفاله، فيما الثلث الآخر لتوفير الغذاء لأسرته الكبيرة في المنزل المتواضع المبني من (اللبْن)».

تقارير طبية ومراسلات كثيرة من مكان لآخر لإيجاد الأمل من أجل إنقاذ أطفاله فتمكن المرض من رب الأسرة وليد الذي أصيب بمرض القلب والسكر وتعرض لذبحة صدرية، وهو يحتسب ذلك عند الله تعالى.

منذ أكثر من شهرين والمواطن وليد يتابع في مبنى المحافظة مع ملفاته وتقاريره الطبية ليتمكن من عرضها على قيادة المحافظة لتقديم المساعدة له، حيث يضيف المواطن وليد «التقارير الطبية طالبت بضرورة سفر الأطفال للعلاج لإنقاذ أبصارهم من الاختفاء نهائيا».