> عادل المدوري
عظيمة هي الحكمة الجنوبية حينما حولت ذكرى حزينة ومؤلمة على الشعب في الجنوب إلى احتفال ويوم وطني للتسامح والسلام لتوطيد أواصر المحبة والتعاون بين الجنوبيين وترسيخ ثقافة التسامح والتصالح وإزالة رواسب الماضي الموجودة في ضمائر البعض من حقد وكراهية، وإحلال محلها الحب والتسامح الاجتماعي والسياسي لضمان العيش في دولة مدنية فدرالية من المهرة إلى باب المندب بدون مشاكل، فمهما اختلفت الأفكار والممارسات لدى الأفراد إلا أننا نقبل بعضنا البعض وتبقى الحقوق والحريات مكفولة لكل مواطن جنوبي.
فعاليات عيد التسامح والتصالح في مختلف المحافظات الجنوبية التي يسهر في الإعداد والتحضير لها أناس بسطاء ويدفعون من قوت أولادهم، كلها تقام تحت شعار التسامح والتصالح ومكافحة التمييز والتهميش، وكذلك التطرف في الأفكار سواء كانت دينية أو سياسية أو اجتماعية، فكل مواطن يرى من يخالفه في الرأي أو من يقف على الحياد بأنه طابور خامس وخائن لا يمكن العيش معه على تراب الوطن، وهذا تطرف سياسي ويؤدي إلى تنامي الأحقاد والتحريض ضد الخصوم ويؤسس لصراعات تتسبب بمزيد من الصراعات الداخلية المستقبلية.
لو عدنا قليلا إلى الوراء لاكتشفنا أن أهم عامل من عوامل الصراعات لدى العرب يكمن في الصراع على السلطة وموضوع الشرعية التي تحكم وتتحكم بالدولة، فمعظم الأنظمة - إن لم تكن جميعها - لم تصل إلى الكرسي بطرق وأدوات ديمقراطية شفافة ونزيهة، لذلك فإن انتماء المواطنين للدولة ضعيف ومفقود وينحصر فقط في حاشية الحاكم والمنتفعين من السلطة، وبذلك تصبح سلطة غير شرعية، وعندما تفتقر السلطة للشرعية فيعني ذلك فقدان القاعدة والأساس الديمقراطي للسلطة السياسية الحاكمة، ومن هذا المنطلق تنشأ الصراعات الداخلية والحرب الأهلية.
- الحوار الجنوبي الجنوبي على قاعدة أن الجنوب يتسع للجميع، واتباع الأساليب الديمقراطية في بناء مؤسسات الدولة الجنوبية القادمة.
- اعتماد 13 يناير من كل عام مناسبة وطنية لتجسيد روح المحبة والتسامح في نفوس المواطنين.
- تغيير المناهج التعليمية ومراجعتها مراجعة شاملة لمحتوى المواد التي تقدم للأجيال، فقد أعدها من عمدوا إلى إلغاء الهوية الجنوبية وتغذية الصراعات الداخلية بين الجنوبيين.