رياض الرياض !

> وجدوا في " المنفى" بحبوحة من العيش. ينامون ملء جفونهم ،حتى ضاعفوا الكُلفة على الشعب برقدتهم الطويلة !
* كل يوم نفقد مقادير من طاقتنا بسبب هذا الصيف اللاهب، حتى العَرَق الذي يتصبّب بغزارة طيلة الليالي الساخنة هذه ربما ذكّر بيوم دنو الشمس على رؤوس الخلائق. إنها ليالي عذاب الكهرباء!

* بدت مروحة السقف واقفة وبيوتنا تحترق، وسلك الكهرباء لا يحرّك ساكناً، واقفٌ في الهواء كحبل الغسيل!
* قيل عن ولاة أمرنا أنهم يتنزهون، لا يلقون بالاً لمعاناة شعبهم. يتنزهون في رياض الرياض وحدائق جدّة. وبعضهم جعل من "اتفاق 5 نوفمبر" مناسبة للتراشق على الطاولات وأحياناً للتسلية وإطالة أمد الخصومة!

 * لقد فتحت المملكة قلبها للهاربين من جحيم الحوثي. هم القوم يعتاشون على حساب "الشقيقة". مدّت إليهم كفّها النديّة ومنحتهم الأمان وبَنَت لهم جيشاً يدفعون به عن أنفسهم التمرُّد والانقلاب فعجزوا، وما استطاعوا إلى ذلك سبيلا !
* ينسى السادة الذين يدلفون فنادق الفخامة، ويستريحون على الفُرُش المرفوعة في بَرود لا ينقطع أن بيوتنا تلتهب من حرارة الصيف، وأن حنفية الماء تلعب بها اليد العابثة التي شاخت في الفساد!

* هذه الحكومة عجزت عن أن توقف زحف الجنوب في مواكب البحث عن العدالة، كما عجزت من قبل أن توقف زحف الحوثي في شمال الشمال حتى وصل الآن قريباً من منابع النفط !
* ثم أطلّت حضرموت بعسلها الدوعني وتمرها الشحري بما لا يمنع الوزير الجنوبي القابع في ركن حكومة "معين" أن يذوق من العسل "لحسة" ومن العذق تمرة بمذاق عَلَم اليمن الديمقراطي ونكهة الدولة الرشيدة التي أحيَت شعباً وأقامت عدلاً!

* نحن الشعب نحس أن "الانتقالي" و"الشرعية" يتغازلان على الرغْم من حدّة الصراع بينهما، ولو خُفية، فعبد ربه لا يتردد أن يبشّ في وجه عيدروس، وربما ربت على كتفه، وقد يجمعهما فنجان قهوة ملكي في بلاط صاحب السمو، لكن ليتفضلا علينا بتسيير قافلة ديزل، نحن في عدن ضحايا حر الصيف ومن الحرِّ ما قتل!
* السلام لكم يا حكومة الشرعية، والحرب لنا، ست سنوات من الغُربة طفتم شوارع المملكة المضيئة ومتنزهات السعودية الأنيقة وحدائق الرياض الغنّاء، ونحن بلد "أبو شوارع محفّرة"، ومتنزهاتنا مقالب قمامة، وحدائقنا مخيمات لأبناء الحبشة ومجالس التفرطة !

* أصغ يا صاح لصوت الحضارم، كلنا نعرف المحافظات، لكن حضرموت بدت أصيلة كما هي في خُلُقها القديم، وهي المباركة التي لا يتغير حُسنها، جميلة الروح، مليحة الطباع، لا أحد يستطيع أن يُصعّر خدّهُ أمامها فقد قالت وأوجزت. هي البوصلة وشوكة الميزان. هتفت في دهاليز وأروقة الساسة والنُّخب: "وزنوا بالقسطاس المستقيم"، أعطونا حقنا، وكفّوا عن التحريش!

*ما زال الأمل معلّقاً على اتفاق الرياض باعتباره المخرج الآمن، فلا تتأخروا، فيسبق الحوثي فقد بدأ قوياً، ويؤسس لدولة، ولربما أن أبناء الشمال لا يرون الآن غضاضة من أن تحكمهم الجماعة، فقد بدت أوضاعهم الاقتصادية والأمنية أحسن مما نجده في محافظاتنا المحررة!
 *حتى لقد غرس تلفزيون الحوثي في نفوس اليمنيين الحنين الى الإمامة الزيدية، تحفزّهم إلى ذلك التراتيل الدينية من الزوامل والموشّحات التي كانوا يرددونها إلى وقت قريب من حقبة صالح، وتشحذهم تسابيح وابتهالات المآذن قبيل صلاة الفجر في أرجاء مدينة صنعاء القديمة!

*ولا يضرُّ السيد أن يهتف بالجمهورية، فقد منحته سني الحرب الطويلة دِربةً ومراناً ليس  في ميدان الحرب والقتال فحسب، بل وميدان السياسة والديبلوماسية!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى