شهيد العند طماح

> سالم سلمان الوالي

> ها هي السنة لم تكد تكتمل فصولها إلا ويستشهد علينا أخي المبتسم (طماح) في لحظة غادرة تملأ العيون ضباب الألم وجلل الموقف..
إنه يبتسم للجنود والضباط السائرين نحو المستقبل بثقة القائد المحنك وابتسامة المنتصر، ونظرة الواثق بصواب الفكرة والمقصد، وأفكاره تقول لقد كنت هنا وصمدت هنا وقاتلت هنا، وحين اعتقد الجميع أننا انهزمنا عدنا للعند ثانية منتصرين رافعي الرأس لم نخف الموت، ولو كان اختطفنا، سوف تبقى أفعالنا شامخة شاهدة.. إنها مواقف بيضاء، جبال صامدة، الجميع يعيش لحظة المجد، برغم الشر القادم من (كهف مران) غدرا، ولكنها الحرب التي تفرض علينا قانونها المقيت، ولها ما طلبت ولنا ما سعينا.

إنها حكمة الله، اليوم يوارى الثرى قائد المتقاعدين من قالوا لا، من وقفوا في زمن الانبطاح، إنه الحراكي  (الطماح)، كان هدير البحر في جوف العند عندما صمتت المدافع، كان شهيدا كل يوم مبتسما واثقا، وعاش شهيدا بمواقفه، ومات شهيدا كما أراد.. وها هي أرض العند التي ارتوت بعرقه سابقا لم تشبع، وها هي ترتوي بدمائه الطاهرة على أرض مدرسة الشهداء والقادة التي تزهو.

إنها بأمثال طماح صارت فخر الأرض الجنوبية، ومجد الجيش الأبي، وليس مصادفة أن يستشهد (قائد العند) بيوم التصالح والتسامح الجنوبي، لقد عاشها حلما وفعلا، وجاهد جهاد الأبطال لحلم الرجال.. استشهاد القائد طماح يرسل رسالة لكل من له شرف ارتداء البدلة العسكرية بأنكم مشاريع وطن، فكونوا رجال الوطن.. ورسالة لكل المتصالحين والمتسامحين بأنكم ثقافة وطن، فكونوا لنا عنوانا.. يرحمك الله أيها القائد ويلهم أهلك ويلهمنا الصبر والسلوان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى