أبناء ماوية بتعز.. العيش بين حصار الحوثي وألغامه المزروعة

> المدير العام: الألغام أعاقت تحرك المواطنين وحرمت الطلاب من الذهاب لمدارسهم

> تقرير/ عبد الرب الفتاحي
ظنين الحوشبي

 حوّلت قوات الحوثي أراضي مديرية ماوية بمحافظة تعز إلى مناطق ملغومة، فلم تدع طريقاً رئيسياً وفرعياً أو منطقة سكنية أو مزرعة فيها إلا حشت باطنها بالألغام الفردية أو المضادة للدروع، كوسيلة لمنع تقدم قوات الشرعية، غير أبهة بالخطورة التي تشكلها على أهالي المنطقة والمارين فيها على حدٍ سواء.
وتسببت الألغام المزروعة خلال الفترة القليلة الماضية بسقوط العديد من المدنيين بين قتيل وجريح، الأمر الذي خلق حالة من الهلع والخوف في أوساطهم خصوصاً أنها منتشرة في أراضيهم بكثرة وبطرق عشوائية.

زراعة عشوائية للألغام
وأكد المواطن جميل علي محمد بأن «استخراج الألغام والتخلص منها لن يكون بالأمر السهل خلال هذه الفترة أو الفترات القادمة، وهو ما يعني مزيداً من الضحايا والإعاقات في صفوف المواطنين خصوصاً أن معظمها زُرعت في المناطق السكنية والطرقات الرئيسة والفرعية».
فيما أوضح صالح عبد الله أحمد في حديثه لـ «الأيام» أن «خطورة هذه الألغام تأتي من كونها توضع من قبل بعض المتحوثين من أبناء المنطقة ضد خصوهم في ذات القرى».
 


ضحايا مدنيون
ولقي ثلاثة مواطنين مصرعهم الشهر الماضي إثر انفجار لغم أثناء مرور الدراجة النارية التي كانت تقلهم في منطقة ذابة، ووفقاً لشهود عيان فإن قاسم أحمد فارع الحنكاسي، وابنه عرفات، ومعين محمد صالح الحوماري، سقطوا ضحايا لغم بمنطقة الخداد بذابة بينما كانوا عائدين من زيارة أحد أقربائهم بمنطقة السويداء.
ولفت المواطن محمد عبد الله إلى أن هذه الحادثة خلقت حالة من الرعب والخوف لدى الأهالي من التنقل بين القرى خاصة المرشحة للصراع نتيجة قربها من المعارك الدائرة بين قوات الشرعية والحوثيين.
وبحسب روايات الأهالي لـ «الأيام» فقد تسبب لغم آخر بأضرار كبيرة في (دينا) كانت في طريقها لمنطقة «جحال» ونجا سائقها بأعجوبة، وهو ما يُنذر بمزيد من الضحايا والخسائر المادية مستقبلاً لأبناء هذه المديرية.

تعمد للقتل
ويشير عادل عبده علي إلى أن الحوثيين لم يزرعوا ألغامهم في منطقة واحدة بل في كلها، لاسيما القريبة من خطوط التماس مع قوات الشرعية مثل حبيل عرابي، والمناطق القريبة من حبيل حنش، وجحال، والواقعة بمحاذاة مناطق أشجور، بهدف إعاقة تقدم الجيش.
وعزز هذا الرأي ماجد فارع محمد، وأضاف: «زرع الحوثيين الألغام على قارعة الطرق وليس في المناطق البعيدة يدل على أنهم يتعمدون قتل المواطنين بطريقة فجة وبدم بارد».


خوف وحذر
فيما قال أمين سعيد جازم: «بات الناس في قرى: ذابة، وأشجور، والشميرة وبعض المناطق المحيطة بها يحسبون ألف حساب قبل القيام بعملية التنقل فيما بين قراهم أو الخروج منها، بل إنهم تجنبوا المرور على الطرقات التي اعتادوا عليها خلال الفترات السابقة بشكل نهائي».
وأضاف في حديثه لـ «الأيام»: «توزع الألغام في كل مكان هو ما جعل المواطنين متخوفين وغير مطمئنين من التحرك بحرية في هذه المناطق التي سقط الكثير من أبنائها بين قتيل وجريح في وقت قصير من الآن».
وأكد ماجد فارع بأن «كثيرا من الألغام تم زراعتها من قبل المتحوثين من أبناء المنطقة ذاتها، لتصفية خصومهم بالقتل أو بالاعتقال بعد إلصاق تهم كيدية بحقهم.


ضعف الحوثيين
واعتبر عبد العزيز فيصل بأن ما يقوم به الحوثيون في مناطق سيطرتهم بالمديرية من زرع للألغام بطرق عشوائية يعطي انطباعا لدى الجميع بضعف هؤلاء أمام قوات الجيش.
فيما أشار جميل علي محمد إلى أن ما يُمارسه الانقلابيون بحق أبناء المنطقة من قتل وتهديد وبطش يندرج ضمن محاولاتهم لفرض الهيمنة وإذلال أهلها.
ويضيف عبد الله صالح أحمد: «إن المتحوثين ومن خلفهم الحوثة يضعون الناس تحت حالة من الخوف من وجود الألغام في كل مكان، والهدف الرئيس من هذا هو جعل حركة المواطنين محدودة ليتمكنوا من مراقبتهم وفرض شروطهم عليهم، بل إنهم بهذا الأسلوب يجعلونهم كمعتقلين في مناطقهم».


إعاقة لحركة المواطنين
من جهته أكد مدير عام ماوية عبد الجبار الصراري أن «زراعة الألغام بطريقة عشوائية صفة ترتبط بالحوثيين، لمحارية المواطنين والتضييق عليهم ومحاصرتهم ومنع تحركاتهم وسفرهم».
وأوضح في تصريحه لـ «الأيام» أن «الجماعة توسعت خلال الشهور الماضية بزراعة الألغام في مناطق جديدة منها دابة والقرى المحيطة بها كجحال وحبيل عرابي وغيرها، الأمر الذي أعاق من تحرك الناس فيها ومنع الطلاب من الذهاب إلى مدارسهم».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى