علي سعيد الخنبشي.. الخطّاط الذي أعاد تقديم الأغنية الهندية بشعر المحضار

> كتب/ أ. محمد أحمد باعباد

> يالها من صدفة جميلة، لم أكن أتوقع أن أجدها في مقر جمعية.. فهل أنا في خيال أم حلم منام أو في يقظة؟
سبحان الله.. مهما تفرق الأحباب لظروف الحياة، إلا أن الحب يجمعهم، وكيف وأين؟! في موقع نشأ حبهم فيه، وتعارفوا أحبابا، عجبا.. هل تصدق أخي القارئ؟ّ! المسافة اليوم تبعد بينهم، بين المكلا وغيل باوزير، هاتفت الأخ رئيس جمعية فناني حضرموت، الابن البار بوالديه محمد أنور عبدالعزيز، في موضوع نتناقش فيه حول الجمعية، ففاجأني بوجود الجوهرة الفنية التي غابت سنين عن ناظري، وبقيت أسال عنها، فإذا هي اليوم متواجدة في مقر الجمعية، صدفة ويا محلا الصدف.. من هي يا ترى؟

الفنان الموهوب بمختلف المواهب، أطال الله في عمره وعمرنا جميع، الأخ علي سعيد الخنبشي، فتبادلت معه الحديث عن أجمل الذكريات، في كيان واحد جمعنا إخوة وأحبابا، مواهب موسيقية في السبعينات بالمكلا اتحاد الفنانين ومن ثم في عام 1995م في جمعية فناني حضرموت للغناء والموسيقي، عشنا حياة فنية بمواهبنا المختلفة تحت راية اوكسترا واحدة، في حياة رومانسية وكلاسيكية عشنا الفن الحضرمي البديع في مدرسة الفنان العبقري الكبير محمد جمعة خان، ومن عاصره من الرعيل الأول من فنانين مبدعين وملحنين وشعراء وأدباء وعازفين موسيقيين، في بحر من الإيقاع لا ينقطع هديره، حياة تزخر بالعطاء الأدبي والثقافي والفن الغنائي الحضرمي الأصيل، بتاريخه القديم والحديث المتجدد، بلغت شهرته والتأثر به إلى دول العالم العربي والغربي، بفضل من حملوا الرسالة سفراء في العالم العربي، في الأوساط الفنية، وبرزوا فنانين من كبار فناني العالم العربي، حضارمة بلغوا إلى القمة بفضل مدرستهم الفنية الموسيقية الغنائية من أمثال ملاك الحنجرة الذهبية أبوبكر سالم بلفقيه، والمطرب الفنان والموسيقار الدكتور عبدالرب إدريس، وظلت المدرسة الحضرمية مستمرة بكوكبة أخرى، فمنهم من جاء أجلهم والحمد لله، ومن لازال على قيد الحياة، وظلت مرجعية للأجيال من المواهب الصاعدة في كيان جمعية فناني حضرموت، ومن بين الفنانين المخضرمين أخونا الفنان مختلف المواهب المتميز، الجندي المجهول.

علي سعيد الخنبشي من أبناء الحضارمة المغتربين بشرق أفريقيا، ومن مواليدها يجمل الجنسية الحضرمية، فنشأ مغتربا حتى بلغ سن الشباب، دفعه الشوق والحنين إلى بلاده حضرموت وقصد المكلا مع أسرته وتوظف جنديا قي الشرطة قسم المرور خطاطا مبدعا في لوحات المرور، ورساما يقوم بدوره الميداني العسكري، أسوة بزملائه في خطوط المرور، وتمتع بأخلاق عالية في وظيفته، مؤدبا محترما في خدمته العسكرية، فأحبه الناس، وإضافة إلى هذا الحب والمعرفة الحسنة ظهر بموهبته الموسيقية والغنائية فكان من أحد مؤسسي فرقة الشرطة الموسيقية، منافسة بقية الفرق الموسيقية بحضرموت.

وقد زاول الفنان علي الخنبشي نشاطه الخاص المنفرد، بتخت موسيقي، يحيي المخادر وحفلات الزواج بساحل حضرموت، وقد تميز بغنائه للأغاني الهندية من الأفلام الهندية بدار السينما في المكلا.  ويتهافت ويتزاحم لها الناس لمشاهدتها إعجابا، فاستغل الفنان علي الخنبشي إعجاب الجمهور وإعجابه بها إلى درجة تأثر الشباب بها والتغني بها، فكان الخنبشي ذكيا وذا حافظية وذاكرة قوية، فالتقط من هذه الأغاني ما يطيب له منها وحفظ ألحانها وترجم كلماتها وأخرجها أغنية من إعداده، وأحيانا يستعين بالشاعر الكبير حسين المحضار مثل أغنية (غاب القمر والليل مر * وحبيب قلبي ما ظهر)، وغيرها مما تغنى الجمهور معه أعجابا في حفلات الزواج، فزادته شهرة، إضافة إلى غنائه الأغاني الحضرمية الأصيلة، وكان مبدعا في عزفه بالعود، والغناء عازفا على آلة الناي، وشارك مع الفرق الموسيقية الحضرمية في المهرجانات الوطنية بالمكلا وعدن.

هكذا عرفنا زميلنا الفنان والموسيقي الأخ علي سعيد الخنبشي، خلال السنين الجميلة في حضرموت.
هذه الشخصية الفنية المبدعة مختلفة المواهب، وجندي مجهول بإبداعاته وخدمته الوطنية جنديا في المرور، احترم وظيفته وخدم وطنه حاميا ومدافعا عن وطنه، حتى أحيل إلى التقاعد، كان ولا يزال فنانا مرموقا خلال وبعد مشواره الطويل، في خدمة الوطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى