منتدبو جامعة عدن للمعنيين: لا تذرونا كالمعلّقة

> تقرير/ سليم المعمري

> يوشك مُعينون ومنتدبون بجامعة عدن إتمام عقدهم الثاني في العمل الأكاديمي بالعديد من كليات الجامعة ولم يتحصلوا بعد على حقوقهم الأساسية وفي مقدمتها المالية.
ويبلغ إجمالي عدد المنتدبين فيها 927 شخصاً، منهم 98 أستاذاً مساعداً و267 مدرساً و562 معيداً، تسلم قرار التعيين الأكاديمي من الجامعة منهم 627 فيما 300 لم يستلموا القرار بعد.
إهمال وتهميش من الجهات المعنية اضطرهم منذ ثلاث سنوات على تنفيذ الوقفات الاحتجاجية بشكل مستمر للمطالبة بالحصول على حقوقهم غير أن المعنيين وحكومتي بحاح وبن دغر لم تستجب لهم بحسب تعبيرهم لـ«الأيام»، مؤكدين مواصلة وقفاتهم المطلبية حتى إيجاد حلول جذرية ونهائية لقضيتهم.

معاناة طويلة
ويقول د.ياسر فضل صالح العامري، وهو أستاذ مساعد في كلية التربية عدن، أنا أحد الأكاديميين من حملة المؤهلات العليا دكتوراه وماجستير وبكالوريوس ممّن قضوا سنوات طويلة في خدمة العلم وطلابه بالتدريس ضمن الهيئة التدريسية بنظام الانتداب دون أي مقابل في سبيل تثبيتنا ماليًا وإداريًا، وبعد طول معاناة وجهود مضنية تحقق للبعض منّا التعيين الإداري وتم تأجيل بقية المنتدبين،
د. ياسر العامري
د. ياسر العامري
وحتى الآن لم يتم اعتمادنا مالياً، ونظراً للإهمال الذي لاقيناه وجدنا أنفسنا مضطرين لرفع صوتنا أمام الحكومة آملين من سيادة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء أن ينصفونا من خلال اعتمادنا مالياً ضمن موازنة 2019م، خصوصاً أن الغالبية العظمى من الزملاء موظفون في مرافق أخرى، وإتمام إجراءات الخفض والإضافة لن يكلّف الدولة كثيراً.


مشكلة مالية وإدارية
وقال رئيس اللجنة التنسيقية للمُعينين أكاديمياً والمنتدبين جامعة عدن د.علي القحطاني لـ «الأيام»: «مشكلتنا إدارية ومالية في ذات الوقت، فالمعينون والمنتدبون الموظفون في المرافق الحكومية الأخرى يعانون إدارياً من ازدواجية التحكم الإداري بين الجامعة ومرافق عملهم السابقة، ولهذا اضطروا أن يداوموا في المرفقين في آن واحد
علي القحطاني
علي القحطاني
».
وأكد القحطاني لـ «الأيام» أن كل الخيارات التصعيدية لمطالبهم مفتوحة أمامهم ولن تتوقف إلا بإيجاد حل جذري ودائم لهذه المشكلة التي يعاني منها المنتدبون والمعنيون منذ سنين طويلة، مطالباً في السياق رئيس الوزراء بإصدار توجيهاته الواضحة والصريحة بشكل عاجل واستثنائي لوزارتي الخدمة والمالية للقيام عكس (بنقل) مرتبات المعينين أكاديمياً في جامعة عدن من الموظفين في مرافق حكومية أخرى إلى قوائم الهيئة التدريسية بالجامعة والتوجيه أيضاً باستكمال إجراءات النقل للجامعة للذين لديهم فتاوى من وزارة الخدمة المدنية بتوجيه المالية بنقلهم مالياً إلى الجامعة واعتمادهم ضمن الموازنة المالية المخصصة لجامعة عدن للعام الحالي 2019م ومنحهم التسويات المالية المستحقة وفقاً للمؤهلات والألقاب العلمية الحاصلين عليها.

العمل دون مقابل مالي
فيما تشير أميمة أمين عبد الغني طه المقطري، ماجستير كيمياء، إلى أنها من المعينين أكاديميًا بقرار أكاديمي من الجامعة قبل عامين، بعد تسعة أعوام من العمل فيها دون أي مقابل.
ولفتت المقطري إلى أن الجامعة ألزمتها خلال هذه الفترة بالقيام بكل الواجبات التدريسية التي تقع على عاتق أي مدرس يستلم راتب أساسي، ولكن دون أي مقابل مادي، الأمر الذي اضطر بسببه البعض من المنتدبين بالانخراط في عمل آخر خارج الجامعة ليتمكنوا من توفير أجرة المواصلات للكلية أو اللوازم التدريسية الأخرى، مضيفة «هناك أيضاً معوقات كثيرة ومتطلبات الحياة أكثر وأغلب هؤلاء يحملون مؤهلات عالية دكتوراه وماجستير وبكالوريوس، ولديهم طموح في تطوير حياتهم ومعيشتهم وكذا مواصلة دراستهم، ومنهم من هو مسؤول عن أسرة ويقع على عاتقه تحمل أعمال إضافية لتلبية مطالب هذه الأسرة، وهذا بدوره يخلق لديهم مزيداً من المعاناة.

وقفات احتجاجية
وأضاف داود صالح قائد، وهو منتدب في كلية التربية الضالع، تم انتدابي للتدريس في الكلية منذ سبع عشرة سنة، وحتى الآن أدرس في هذه الصرح العلمي دون أي مقابل مالي، ولهذا السبب توجهت بمعية الزملاء الآخرين بمناشدات الجهات الرسمية، ونفذنا بهذا الصدد احتجاجات مطلبية أثناء حكومتي بحاح وبن دغر ولم نتحصل على أية حلول منها، ولكن هناك قرارات أكاديمية أصدرها
داؤود صالح قائد
داؤود صالح قائد
رئيس الجامعة بالخصوص، ونتمنى من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء استكمال الإجراءات والنظر بعين الاهتمام لهذه الشريحة الهامة في المجتمع.
 
عقدان من دون حقوق
وأوضح رئيس الرقابة باللجنة التنسيقية، د.فهمي الهبوب، لـ «الأيام» أن جامعة عدن اعتمدت على المنتدبين لتغطية النقص في تدريس المساقات المختلفة في جميع كلياتها الموزعة على محافظات: عدن، لحج، أبين، شبوة، الضالع، لافتاً إلى أن فترة انتداب بعضهم وصلت لعقدين اثنين من الزمن دون أي مقابل عدا الكليات ذات المردود المالي، ومع هذا ما زالوا مستمرين في تأدية دورهم
فهمي الهبوب
فهمي الهبوب
على أمل التثبيت ضمن أعضاء هيئة التدريس والذي طال انتظاره.

ويضيف: «بعد مطالبات مستمرة، على مدى ثلاث سنوات، تكرمت الجامعة بإصدار قرارات تعيين أكاديمية لنا كمرحلة أولى والآن بدأت بالمرحلة الثانية لإصدار قرارات التعيين لمن تبقى لكن هذه القرارات لن ترفع المعاناة ما لم يتم اعتماد التعزيز المالي ضمن موازنة الجامعة للعام الجاري، وقد مر عام ونحن نناشد الحكومة باستكمال إجراءات التعزيز المالي إذ أن أغلب المنتدبين موظفين في مرافق أخرى والبقية دون وظائف، ولكن للأسف الحكومة لم تُبالِ بمناشدتنا، الأمر الذي اضطرنا للبدء بحركة القبعات البيضاء السلمية للمطالبة بحقوقنا».

تهميش
صوفيا الكثيري
صوفيا الكثيري

فيما تقول صوفيا سليمان سعيد الكثيري المعينة في العام 2018م، دكتوراه مناهج وطرق تدريس في كلية التربية صبر، معاناتنا تتمثل بأننا ما زلنا مهمشين على الرغم من الوعود التي أُعطيت لنا، وهناك قرارات صدرت لمصلحة بعض الزملاء ولكنها لم تغير شيئاً، ولم نرَ جميعنا النور بعد، بل إن أكبر معوق نواجهه هو تهميشنا من قِبل الجماعة؛ حيث لم تهتم بقضيتنا ولم توصلها إلى رئاسة الجمهورية والحكومة على الرغم من أن مطالبنا واضحة وهي قبل كل شيء حق من حقوقنا، ومن خلال «الأيام» نطالب بالإسراع في تخليص معاملاتنا سواء للخفض والإضافة، وكذا أصحاب الفتوى وغير الموظفين.
حسين محمد أحمد
حسين محمد أحمد

وأضاف حسين محمد أحمد، وهو معيد بكلية الآداب، بالقول: «وضعنا الحالي بائس للغاية فلا نحن منتسبين بالكامل إلى الجامعة ولا نحن خارجها، إننا أصبحنا فيها كالمعلقين بين السماء والأرض، فلا نلنا بلح الشام ولا عنب اليمن».



> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى