السودان الشقيق مسكون في ذاكرة عدن، وبالعودة إلى مخزون ذاكرة عدن نرى ونقرأ عدداً كبيراً من أبناء عدن من خريجي السودان ولا يتسع الحيز للتذكير بهم، وكم أرسل السودان الشقيق من قضاة ومدرسين، وعدن مسكونة في ذاكر ة أشقائها السودانيين، ومن ينسى المباريات التي خاضها فريق الموردة السوداني في عدن.
د. مبارك حسن الخليفة من مواليد 3 مارس 1931م في أم درمان (الموردة).. من محاسن صدف عدن أن تعاقد الدكتور مبارك الخليفة مع جامعة عن في الفاتح من سبتمبر 1977م وأقام الدكتور الخلفية في عدن وفي قلوب أبنائها وسكن مدينة خور مكسر وعرض فقيدنا الغالي محمد أحمد سلمان، وزير الإسكان حينها على الدكتور الخليفة عقداً بتمليكه مسكنه إلا أنه اعتذر لظرف خاص متعلق بعضويته الحزبية (الحزب الشيوعي السوداني) الذي وجه أعضاءه بعدم تحقيق أي مكاسب خاصة.
نشرت للدكتور الخليفة عشرات وعشرات الأبحاث والمقالات والقصائد في دوريات ومجلات وصحف منها «الأيام»، بل وكان من أسرة تحرير «الأيام».. ومن أعماله الشعرية:
1 - أغنيات سودانية 1960، 2 - ألحان قلبي 1964، 3 - الرحيل النبيل 1982.
(إلى الصديق العزيز
الأستاذ نجيب يابلي
مع أطيب الأماني
د. مبارك
عدن في 2009/1/29م)
يحمل الديوان لوحات فنية من الشعر الجميل والملتزم، عالج فيها مواقف وقضايا من هنا وهناك، وشكلت في مجملها تاريخاً أدبياً وسياسياً ووقفت أمام الصفحة (28) من الديوان أمام قصيدة «عدن الجميلة» التي أنشدها في الخرطوم في أغسطس 1985م وورد في مطلعها:
(صافحتها
وأنا أرنو إلى عينين صافيتين
أرسم فيهما وعداً
وأنقش فيهما عهداً
رصد الدكتور الخليفة دمعاً تدفق من شفاه القادمين إلى عدن
إلى المطار
لما رأت ضوءاً تسلل من عيون لم تزل
تعشو إلى ضوء النهار
عدن الجميلة صافحتهم
عدن الجميلة قبلتهم
عرفوا وسامتها
وقامتها
بكوا فبكت.. وتبسمت
فتبسموا..
هذا الدكتور الخليفة الحبيب الوفي لعدن.. الحبيب العاشق لعدن الذي أعطاها وأعطته.. أين أنت يا حبيب من الذين عاثوا فساداً في عدن ودمروها ونهبوا أرضها يا أشرف الرجال..