لا نريد صحافة تهرف بما لا تعرف!!

> أحمد عبدربه علوي

>
نجاح الصحفي مشروط بأمانة الكلمة وشرف المهنة واحترام القلم، أما صحافة إثارة الخلافات والبلبلة والكلام الفارغ والادعاءات الحاقدة فإنها إساءة لكل القيم والمبادئ التي يحملها الصحفي أينما كان وحيثما حل.. وليعلم من لا يعلم أن الصحافة ليست مهنة للارتزاق وإنما هي عمل رسولي ذات مسئولية أولاً - وأخلاق ثانياً يجب أن تصون المسئولية الوطنية بالدرجة الأولى ولا ينبغي الانحراف بالرسالة الصحفية والانزلاق بها إلى منحدرات الابتزاز الذي يعقد للصحافة احترامها ويخل بدورها في خدمة المجتمع والارتقاء بوعيه، إن لكل صحيفة رسالة وهدفا بعيداً عن الإثارة والتهويل والتحريف والتجريح والقذف، وأن تكون القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية مهمتها لا يجوز التلاعب بها، كما أن من مهام الصحافة هو بحث أوجه القصور والعيوب والخلل عن الحكومة أثناء أداء مهامها وليس المديح أو التجريح للمسئولين الأبرياء وإنما النقد الموضوعي وكشف أخطاء السياسات والفساد والنواقص والاختلالات وعدم أداء الوظائف بكفاءة.

إن حرية الرأي ليست ضربا من الإثارة والتشهير، بل هي محكومة بمعايير العلم والمعرفة والدقة والصدق والقيم والأعراف السليمة والمصالح العامة يحكمها الضمير، لابد من وضع الضوابط للكلمة حتى لا تخرج عن مسارها السليم، فالكلمة أمانة لا يحملها إلا من هو أهل لها يراعي شرفها وقيمتها، وليعلم من لا يعلم أن الصحافة ليست مهنة للارتزاق، إن مهنة الصحافة أمانة وأخلاق يجب أن تكون رسالتها خدمة للصالح العام بكل صدق وإخلاص، واجب الصحافة نشر الحقائق على الناس وعدم إخفائها، وواجب الصحافة نشر الحقائق مجردة دون تحريف أو تلوين أو تدخل بشكل يؤدي إلى نشر نصف الحقيقة والتعتيم على النصف الآخر، وليس مطلوباً من الصحافة أن تتستر على الأخطاء والانحرافات والفضائح وإلا خرجت عن أداء واجبها ورسالتها، ولكن في نفس الوقت ليس من رسالة الصحافة أن تجعل من الأخطاء والفضائح، خاصة الفضائح الشخصية، قضايا عامة تشغل بها المجتمع وتصرف أنظاره عن قضاياه الحقيقية، وبلادنا لا نبالغ إذا قلنا إنها الآن تمر بمرحلة غاية في الأهمية، بل وأيضا بالغة الدقة والحساسية هي بالقطع مرحلة مفصلية في مسيرتها عبر الزمن، تفصل ما بين واقع نعيشه وأمل نتطلع إليه ومستقبل نهدف للوصول إليه عبر بوابة الزمن المثقل بالحروب والفساد والمحسوبية والاختلالات الأمنية والفوضى...

إنه عبور للمستقبل إذا استطعنا إنجازه وتحقيقه بأكبر قدر من الجدية والمسئولية والأمان كان لنا شأن آخر، شأن تختلف فيه أشياء كثيرة وتتغير فيه أحوال الناس وحال المجتمع وتحقق فيه آمالهم وطموحاتهم التي يحلمون بها ويعملون للوصول إليها وتحويلها إلى واقع ثابت يلمسونه بأيديهم ويعيشونه بوجدانهم.
لا نريد صحافة تهرف بما لا تعرف، للأسف إنه في بعض الأحيان نقرأ بعض صحفنا المحلية تنشر أخباراً لا تمت إلى الحقيقة بصلة بعيدة عن الحقيقة، ومثل هذا الهراء الكاذب (Nonsense) يثير في نفوس الكثير من الناس الاستغراب والحيرة، ربما كان الصحفيون وحدهم هم الذين يدفعون ثمن الدفاع عن حق الناس في معرفة ما يجري حولهم، وفي سبيل تأكيد هذا الحق يخوض الصحفيون الكثير من المعارك ويتعرضون لكل أشكال المخاطر من القتل إلى الضرب أو السجن، وحين تحول الظروف بين الصحفيين والوصول إلى الحقيقة فإن أحدا لا يلتمس لهم العذر وإنما تنهال عليهم الاتهامات بالتقصير، وإذا زادت معاناتهم في سبيل الحقيقة فإنهم لا يجدون الدعم الكافي ويدفعون وحدهم الثمن، ولذلك تظل الصحافة بحق مهنة الباحثين عن المتاعب في بلاط صاحبة الجلالة.. والصحفيون أنفسهم يعرفون أن أمنهم مرتبط كثيراً بالأمن والسلام العالمي..

الصحافة من أخطر وسائل الإعلام على مستوى العالم، وفي بلادنا وفي عصرنا الحالي يوجد عدة صحف وطنية وحزبية خاصة ملتزمة.. يختلفون.. يناقشون قضايا الوطن والمواطن..  وللموضوع بقية...

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى