جمعية أطفال عدن للتوحد.. أول جمعية متخصصة بتأهيل وتعديل من سلوكيات واضطرابات طفل التوحد

> تقرير/ وئـام نجيب

> تأسست جمعية أطفال عدن للتوحد في عام 2011 وبدأت العمل حينها مع أربعة أطفال ليصل اليوم عدد الأطفال إلى 159 طفلا وطفلة، والعدد في تزايد مستمر.
في بادئ الأمر انضمت جمعية التوحد إلى جمعية الصم والبكم في مديرية المنصورة، وكانت حينها عبارة عن قسم واحد من أقسام جمعية الصم والبكم.. إلا أن الجمعية فيما بعد أصبح لها كيانها المستقل باسم «جمعية أطفال عدن للتوحد»، وتعد في وقتنا الحالي أول جمعية في العاصمة عدن تختص باضطرابات أطفال التوحد، حيث تعمل على تأهيل وتحسين وتعديل سلوكيات واضطرابات طفل التوحد، وإرشاد الأسرة إلى كيفية التعامل مع طفلها المصاب بالتوحد.

ونلاحظ في وقتنا الحالي للأسف أن البعض ينظرون لأطفال التوحد بنظرة دونية، واعتبارهم أشخاصا انطوائيين وغير مسموح لهم بالاندماج مع أفراد المجتمع، كما أن الجهات المعنية بالأمر لم تضع لهذه الفئة أي اهتمام يُذكر.
«الأيام» زارت جمعية أطفال عدن للتوحد في مديرية خورمكسر لمعرفة المزيد عن هذه الجمعية، وخرجت بالتقرير الآتي:

تأهيل
التقينا المدير التنفيذي لجمعية أطفال عدن للتوحد، خديجة العولقي، وافتتحت حديثها معنا بالقول: «انتقلنا إلى هذا الموقع في مطلع 2015 أي قبل الحرب، وذلك بعد أن قامت التربية وال تعليم بمنحنا إياه كمقر مؤقت للجمعية إلى أجلٍ غير مسمى، حيث كان هذا المبنى عبارة عن هيكل تقسيم مدرسة، وبعد الحرب عمل الهلال الأحمر الإماراتي على إعادة تأهيل وترميم المبنى كما دعمنا بالأدوات.
المدير التنفيذي للجمعية خديجة العولقي
المدير التنفيذي للجمعية خديجة العولقي

وأشارت إلى أن الجمعية عبارة عن ثمانية أقسام يمر الطفل من خلالها وهي: تنمية المهارات، الأكاديمي، والذي يحوي على منهج دراسي خاص بالجمعية لتأهيل الأطفال قبل الدخول للمدرسة، الكمبيوتر، برنامج البيكس، وهو استبدال الكلمات بالصور، قسم الاجتماعي وقاعة التلفاز، صعوبات التعلم، النطق والتخاطب، إضافة إلى قسم التكامل الحسي».

نبذة عن التوحد
وأردفت العولقي: «عالمياً لا تزال أسباب التوحد مجهولة، كما أن أعراضه لا تتشابه وتظهر من العمر الصفر وحتى الثلاث أعوام، ومن أعراضه الرئيسية عدم التواصل البصري وتأخر التواصل اللفظي أو انعدامه، وعدم المشاركة والتفاعل الاجتماعي، وكذا عدم القدرة على التخيل والإبداع.. والتوحد نوعان: ناطق وغير ناطق، ومن الخطأ اعتبار التوحد مرضا كونه يعد متلازمة واضطراب نمائي يصيب خلايا المخ ويظل مع الطفل، فمهما تحسن طفل التوحد تبقى لديه سمات من هذه المتلازمة».
قسم البيكس
قسم البيكس

خطوات الالتحاق بالجمعية وخدماتها
وأوضحت «ويشترط عند تسجيل طفل التوحد في الجمعية أن يكون لديه تشخيص طبي يقتضي خلوه من المشاكل الصحية والتخلف العقلي، لأننا متخصصون في استقبال حالات التوحد فقط، وبعد ذلك نقوم بفتح ملف خاص فيه، كما إننا نلتقي بأهالي الأطفال لأخذ جميع البيانات الخاصة بأطفالهم وأطباعهم، ناهيك على أن الخبرة والدراسة تساعدنا في معرفة العمر النمائي الحقيقي للطفل وذلك من خلال ملاحظتنا لحركاته، فقد يكون عمره الفعلي سبعة سنوات ولكن ما يتضح لنا من عقليته أن عمره ثلاث سنوات، وعلى ضوء ذلك نتعامل معه، ولدينا 37 اختصاصية ويشمل ذلك الإداريات في الجمعية وغالبيتهن من قسم علم النفس والتربية، إضافة إلى قسم آخر مستحدث وهو الصبر والثقة والأمانة، لاسيما وأطفال التوحد بحاجة إلى صبر ومعاملة خاصة جداً».

وقالت العولقي: «استوعبت الجمعية أطفالا من محافظات أخرى كشبوة ولحج وأبين والضالع ومن الراهدة بتعز، ونتواصل مع بعض الأسر عن بُعد من خلال إعداد خطة مدروسة ومشروحة وبرنامج التقييم والتشخيص الخاص بالطفل وتحديد العمر النهائي له ونسبة التوحد».
وعن الهدف العام للجمعية قالت مديرة جمعية أطفال عدن للتوحد: «الهدف العام للجمعية هو خلق مستقبل وتقبل وحياة لطفل التوحد تجاه المجتمع، والتدخل المبكر لتأهيل طفل التوحد، حيث وأن المركز شبيه بالمدرسة ويعمل على فترتين وذلك يكون إما بالحضور اليومي أو بنظام الجلسات (الساعات)، كما إننا نستقبل الأطفال من سن ثلاث أعوام وما دون ذلك، ومتى ما كان عمر الطفل عامين فإننا حينها نقوم بإعداد خطة توضح لأسرته كيفية التعامل معه، وكل طفل نعد له خطة خاصة به، فأطفال التوحد لهم عالمهم الخاص، والبعض منهم استجابته متأخرة فيما البعض الآخر منهم منعدم الاستجابة، كما تجدر الإشارة إلى أن غالبية أطفال التوحد من الذكور». وتابعت: «عند ملاحظتنا شيء غريب على طفل التوحد حينها نذهب إلى منزله ونلتقي  بأسرته للاستفسار عن ذلك، كما إننا نعمل على تقييم التوحد لسبع نسب وذلك من «شديد جداً» وحتى «منخفض جدا» وكل نسبة لها مهارات خاصة».

وفي السياق أوضحت خديجة العولقي مديرة الجمعية أن «من الخدمات الأساسية التي نقدمها في الجمعية استخدام المقاييس التشخيصية للكشف عن درجة التوحد والتعامل مع كل طفل بحسب قدراته في البرامج التأهيلية وتنمية المهارات، وتقديم الخدمات النوعية للطفل والإرشادية للأسرة، وكدا تأهيل الكادر الذي يعمل لدينا مع الأطفال في برامج إرشادية ودورات متخصصة، وتنفيذ برامج ومناهج أكاديمية تعتمد بصورة رئيسية على منهج منتسوري التعليمي، إضافة إلى تنفيذ برامج الدمج للجمعية في مرحلة الرياض والتعليم الأساسي للأطفال القادرين على التعلم، كما أن جميع جدران الجمعية مزودة بالصور التعبيرية والإرشادية».

توقف تحويل الأطفال إلى المدرسة
وتابعت حديثها: «في السابق كان لدينا 12 طفلا التحقوا بالجمعية وكانت نسب التوحد لديهم متدنية إلى أن تم تأهيلهم بالفعل وتحويلهم إلى مدرسة خالد بن الوليد القريبة منا والآن أصبح لديهم فصل خاص بهم، كما توجد لديهم ثلاث اختصاصيات من الجمعية، ولكن في العام الماضي عملنا على إيقاف تحويل الأطفال إلى المدارس بسبب كثرة عدد الطلاب في مدرسة خالد بن الوليد كونها المدرسة الوحيدة التي قبلت أطفالنا وفتحت أبوابها لهم، ولكننا لم نستطع طلب فصل في عدة مرات ما اضطرنا إلى أخذ منهج المدرسة وتدريسه للأطفال في الجمعية».

لا يوجد دعم حكومي
واستطردت العولقي: «لا يوجد لدينا أي دعم حكومي سوى الرسوم التي نأخذها من تسجيل الأطفال شهريا والتي تقدر بين 10 - 12 ألف ريال شهريا، وهناك إعفاءات للأطفال ذوي الظروف الصعبة، حيث إن الجمعية قائمة على هذه الرسوم ومنها يتم صرف رواتب الاختصاصيات، وأكثر راتب لا يتجاوز 20 ألف ريال، كما إنه تم افتتاح كشك صغير في الجمعية لتعليم الطفل طريقة الشراء وكيفية السيطرة على أعصابه عند رؤيته أطفالا آخرين يريدون شراء شيء ما، وعائد هذا الكشك يذهب إلى إدارة الجمعية، وعند تواصل فاعلي الخير معنا نطلب منهم أدوات، وبسبب كثرة أعداد الأطفال لدينا فقد طلبنا في السابق استغلال المساحة الفارغة في الموقع وقامت الهيئة الكويتية باستحداثه واستغلاله للتوسعة لاستيعاب أعداد الأطفال المتزايد باستمرار، كما إننا نحاول التخفيف على أهل طفل التوحد وعدم تكبدهم تكاليف إضافية، كونه طفلا انتقائيا في طعامه وفي شرابه وحتى في نومه».

وواصلت حديثها: «المشكلة الحالية هي وجود جمعيات غير متخصصة في تخصص واحد فقط، حيث إنها تعمل على دمج أكثر من حالة، لاسيما وأن أطفال التوحد لا يشبهون أحدا كون حالاتهم خاصة».

مطالب
وفي ختام حديثها طالبت مديرة جمعية أطفال عدن للتوحد، خديجة العولقي، الحكومة بـ «توسعة الجمعية وتخفيف العبء والضغط على أقسامها، وإعطاء الاهتمام لفئة أطفال التوحد.. وعلى الحكومة أن تعي بأن طفل التوحد فاعل في المجتمع»، كما تمنت توفير طبيب خاص بالجمعية.. ووجهت رسالة إلى أولياء الأمور أنه في حين ملاحظتهم سلوكيات غير طبيعية لأطفالهم بأن عليهم التوجه إلى الجمعية».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى