خريجو ردفان: الوساطة والمحسوبية حرمتنا من التوظيف

> تقرير/ رائد محمد الغزالي

> يُعاني معظم خريجي الجامعات والمعاهد من أوضاع غاية في الصعوبة نتيجة لتوقف التوظيف الحكومي منذ عدة سنوات، وندرة الفرص في سوق العمل، وزادت الأوضاع التي تمر بها البلاد بسبب الحرب من جحيم قسوة الحياة لدى هذه الشريحة المجتمعية ومن رقعة البطالة في صفوفهم.
ولجأ الكثيرون منهم إلى ممارسة وامتهان أعمال وأشغال بعيدة عن تخصصاتهم في سبيل توفير لقمة العيش لهم ولأفراد أسرهم التي يعيلونها، فيما أصبح آخرون أشبه ما يكونون بمسجونين في منازلهم بعد تعرضهم للإصابة بحالات نفسية، نتيجة لما واجهوه منذ تخرجهم حتى الوقت الحالي من فساد مستشر في البلاد، وتسيد للوساطة والمحسوبية في شتى المجالات، والتي حرمتهم من الحصول على الوظيفة الحكومية كحق طبيعي لهم.

عقدان من التخرج
ويكاد بعض الخريجين -إن لم يكن الكثير منهم- أن يتم عقده الثاني من التخرج ومن القعود على رصيف البطالة على أمل الظفر بوظيفة طال انتظارها وأصبحت في حكم المستحيل.
وأوضح العديد منهم في أحاديث لـ «الأيام» أن فساد التوظيف لم يقتصر على الجانب الحكومي؛ بل طال حتى التوظيف في المنظمات الدولية، والتي قالوا إنها غضت الطرف عن توظيف الخريجين العاطلين عن العمل واستقطبت موظفين حكوميين.

أسباب كثيرة
أكرم عقيل
أكرم عقيل
أكرم محسن عقيل خريج منذ 9 سنوات تخصص لغة إنجليزية، وحتى الآن لم يتحصل على وظيفة رسمية لأكثر من سبب كما يقول؛ منها توقف التوظيف الحكومي، في ظل غياب البدائل من قِبل الجهات المتخصصة، وهو ما زاد من معاناته وأثر على معيشته وصولاً إلى شعوره بحالة من التحطم والإحباط، والاكتئاب.
وأضاف: «كل عام يمر يتخرج فيه كم هائل من الطلاب، ولكن إلى مقاعد (البطالة)، ولا أمل بالانفراج والحصول على عمل في سوق العمل حتى من قِبل المنظمات الدولية العاملة، والتي أصبحت تنتهج سياسة الحكومة في التوظيف المبني على المحسوبية والوساطة وما إلى ذلك، والأمر ذاته أيضاً حاصل في المصانع لاسيما مصنع (أسمنت الوطنية) المتواجد في المنطقة».

وتمنى عقيل من الجهات المسؤولة في الحكومة سرعة فتح باب الوظائف للخريجين باعتباره حق من حقوقهم الأساسية والمكفولة لهم بالنظام والقانون، وإيجاد حل جذري لهذه المشكلة القائمة منذ عدة سنوات، وإعطائها أهمية خاصة للتخفيف من معاناة أفراد هذه الشريحة المجتمعية المغلوبة على أمرها».

تسيد المحسوبية
عماد صالح ناجي أحد ضحايا الدولة من الجامعين، أجبرته الحاجة نتيجة الحرمان من الوظيفة إلى النزول لسوق العمل والبيع في محال خاص ببيع الهواتف بمدينة الحبيلين بردفان.
يقول ناجي: «أنا من خريجي جامعة عدن قسم هندسة اتصالات، أعمل في هذا العمل لتجاوز الظروف المعيشية الصعبة التي أقاسيها ويكابدها معظم الخريجين منذ سنوات طويلة، ولا حلول من الدولة تبشر بقرب انفراجه لنا، نتيجة الفساد المستشري فيها وتسيد المحسوبية والوساطة في التوظيف، فضلاً عما تهدره من أموال طائلة تقدر بالمليارات، ولو استغلتها الحكومة بطريقة صحيحة بإنشاء صندوق لدعم خريجي الجامعات لخففت من معاناتهم.

ومن خلال «الأيام» نناشد الجهات ذات العلاقة بإيجاد حلول عاجلة لنا لاسيما أننا نعيش في ظل وضع صعب للغاية من كافة نواحيه، كما نتمنى من الحكومة العمل على تخفيف الفساد؛ وذلك بإنهاء مشكلة التوظيف المزدوج في السلكين المدني والعسكري، بل لو اتبعت آلية جادة لمكافحة الفساد لحصّل الجامعي على التوظيف أو على دعم شهري، ولكن الفساد بات متجذراً فيها، فأصبح هو من يصنع الشر والمحطم لآمال هذه الفئة المسحوقة».

الجبهة هي الوظيفة
رشاد حيدرة
رشاد حيدرة
فيما أوضح رشاد حيدرة الوحدي أن الغالبية من الجامعيين لجأوا إلى جبهات القتال بعد أن يئسوا من التوظيف الحكومي على مدى السنوات الكثيرة الماضية، والتي تصل لنحو عقدين من الزمن.
وأضاف الواحدي في حديثه لـ «الأيام»: «أنا خريج من معهد صحي منذ فترة ليست بالقصيرة، ولم أتحصل على وظيفة حتى اللحظة، في الوقت الذي يتحصل عليها بكل سهولة أبناء المسؤولين ومن دار في فلكهم، بل إن هذا الفساد طال حتى المنظمات العاملة في المديرية، فجميع المتعاقدين معها في العمل هم من الموظفين ولم تستوعب أي من العاطلين عن العمل، وأتمنى من جميع الخريجين إلى تشكيل لجان في كل المديريات والمحافظات للمطالبة بحقوقهم التوظيف».

لا أمل
مشتاق ياسين
مشتاق ياسين
ويضيف مشتاق ياسين، وهو خريج جامعي، بينما يشير بيده إلى قطع الحلويات في المحل الذي يعمل فيه بمدينة الحبيلين قائلاً: «قد أكون محظوظًا بهذا العمل، فغيري كُثر عاطلون عن العمل وقاعدون على رصيف البطالة القاتلة، ولكن هذا لا يعني أن الوضع بخير؛ بل إنه سيء للغاية بالنسبة لنا معشر الخريجين، فهناك من حرموا حتى من التوظيف في السلك العسكري أو الأمني، ولا انفراجة لهذه القضية إلا بالتحرك الجاد للضغط على السلطة حتى إيجاد الحل؛ لينعموا ولو بجزء من العيش الكريم لهم وللأفراد أسرهم التي حرموا منها منذ سنين طويلة».

التوظيف هو الحل
من جهته، طالب رئيس قسم شؤون الموظفين بإدارة التربية والتعليم بمديرية ردفان، سالم حيدرة صالح الحكومة بسرعة فتح باب التوظيف للتخفيف من معاناة البطالة، ولتغطية العجز الحاصل في الكادر الوظيفي.
وأوضح صالح في تصريحه لـ «الأيام» أن توقف التوظيف منذ عام 2011م، وإحالة معلمين للتقاعد تسبب بنقص في الكادر بالمدارس، هو ما يجعل الحكومة ملزمة أمامه بفتح التوظيف وسرعة إيجاد الحلول، والتي من ضمنها استيعاب الخريجين في السلك العسكري والأمني دام أن التوظيف العسكري سارٍ، ليتمكنوا من العمل في المدارس، مناشداً في الختام «المنظمات الدولية بدعم قطاع التربية والتعليم والتعاقد مع خريجين لتغطية النقص الحاصل في المدارس وللتخفيف من البطالة في أوساط الخريجين».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى