مختصون يحذرون من كارثة بيئية وصحية وشيكة في صنعاء

> تقرير /خاص

> حذّر مختصون بيئيون في صنعاء، الواقعة تحت تسيطر قوات الحوثي، من كارثة صحية وشيكة نتيجة طفح المجاري وانتشار النفايات والقمامة المسببة للأمراض والأوبئة.
وتعيش عاصمة الانقلابيين أوضاعًا مزرية؛ بسبب نهبهم المستمر لعائدات السلطات والمجالس المحلية، ووقف المشاريع الخدمية والعمليات الطارئة التي من شأنها إنقاذ المواطنين والتخفيف من معاناتهم.

واستنكرت مصادر محلية في أحاديث لـ «الأيام» تجاهل المليشيات وتعمد إهمال إصلاح طفح المجاري المتزايد الذي تشهده عدد من الشوارع والأحياء في العاصمة منذ أيام.
وباتت الروائح الكريهة لمياه الصرف الصحي بمناطق وشوارع هائل والستين والسائلة، بصنعاء القديمة، والسنينة تُزكم الأنوف.

وقال مواطنون: «أصبحنا لا نطيق تحمل الوضع، فكل يوم نشهد انفجار مجارٍ جديدة وفي أماكن متعددة، بل إن معظم الأسرة منعت أطفالها من الخروج للعلب في الأحياء والشوارع أو الذهاب للمدارس خوفًا من المستنقعات المليئة بمختلف الحشرات الناقلة للأمراض الخطيرة».
المجاري تلوث سائلة صنعاء القديمة
المجاري تلوث سائلة صنعاء القديمة

تهديدات بسد المجاري
وطبقاً لشهود عيان تحدثوا لـ «الأيام» في منطقتي سعوان وشيراتون: «فإن مندوبي الحوثي ومحصلي رسوم المياه والصرف الصحي وجهوا إنذارات وتهديدات للمواطنين بتسديد رسوم هذه الخدمة، والتي يضعونها بشكل تقديري في كل شهري، وفصل وسد المجاري لمن لا يلتزم».
وحذّر مختصون بيئيون من الإقدام على هذه الخطوة المتهورة والتي ستتسبب بحدوث كارثة بيئية سيروح ضحيتها المواطنون.

وأوضح أحد المواطنين لـ «الأيام» أنه «تلقى تهديدًا من عمال مؤسسة المياه بسد المجاري والصرف الصحي لرفضه تسديد فواتير استهلاك المياه على الرغم من انقطاع الخدمة منذ أكثر من ثلاثة أعوام».

عاصمة الأوبئة
وظهرت في الفترة الأخيرة عدد من الأوبئة في هذه المدينة، والتي يزيد ساكنوها عن «3,5» مليون شخص، ودعا في الصدد مسؤولون صحيون في أحاديثهم لـ «الأيام» سلطات الحوثي إلى إعلان حالة الطوارئ الصحية، والعمل على تصحيح هذا الخلل قبل أن تتفشى الأمراض نتيجة انفجارات «غرف التفتيش» الخاصة بالمجاري.
وشهد تقاطع شارع هائل مع الرقاص انفجارات لمياه الصرف، وما تزال شبكة الصرف الصحي تتدفق إلى الشوارع منذ الإثنين الماضي، في ظل تجاهل الجهات المتخصصة.

وأوضح مواطنون بصنعاء لـ «الأيام» أنهم قاموا بإبلاغ مؤسسة المياه والصرف الصحي وأمانة العاصمة بالمشكلة، إلا أنهم لم يتلقوا أي رد أو تفاعل من قِبلهم.
فيما احتشد عدد من عقال حي الزراعة والدائري أمام بوابة أمانة العاصمة؛ للمطالبة بإنقاذهم من الرائحة الكريهة والأمراض التي بدأت تتفشى في أوساطهم بسبب فطح المجاري المستمر دون أي حلول من الجهات ذات العلاقة.

طفح بشكل مخيف
وفي ذات الاتجاه، رفع عدد من سكان صنعاء القديمة، المدرجة في قائمة التراث الإنساني للأمم المتحدة، شكوى إلى أمانة العاصمة من طفح المجاري بسائلة صنعاء القديمة منذ يوم الجمعة، الأمر الذي بات يهدد السكان بانتشار الأمراض والأوبئة الخطيرة.
ولفت السكان في شكواهم إلى أنه للمرة الثانية في أقل من أسبوع تطفح المجاري بشكل مخيف في هذه المنطقة، والتي تُعد من التراث العالمي ومن عجائب الدنيا السبع في ظل تجاهل الجهات المختصة.

وطالبوا في مناشدة عاجلة توجهوا بها إلى أمين العاصمة في حكومة الانقلابيين حمود عباد، ووزير المياه والبيئة بسرعة إنقاذهم من الأمراض الناتجة عن تفشي مياه لصرف بإيجاد الحلول السريعة قبل وقوع كارثة إنسانية.
وتكرر ذات المشهد للمجاري في حي الرماح وشارع خولان ومناطق أخرى متفرقة في جنوب صنعاء.

كما تُعاني صنعاء أيضًا من تراكم النفايات، وهو ما جعلها مكاناً خصباً للميكروبات والأوبئة الخطيرة والقاتلة.
وقالت مصادر في أمانة صنعاء لـ «الأيام»: «إن قيادة المليشيا في أمانة العاصمة تتجاهل مشكلة طفح المجاري والتدهور الكارثي للوضع البيئي والصحي، وتفرغت لنهب إيرادات المجالس المحلية وتمويل المنظمات الدولية في بناء وتأسيس عدد من النوافير التي لا داعي لها في عدة شوارع رئيسة بمبالغ باهظة، والتفرغ لشراء الفلل والسيارات».

أعمال تخريبية
من جهته، عزا مدير المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بصنعاء في تصريح خاص لـ «الأيام» أسباب طفح المجاري إلى عناصر تخريبية قال إنها: «قامت بسد عدد من المناهل الخاصة بشبكة الصرف الصحي بأمانة العاصمة ما نتج عنها انسداد الشبكة في عدد من المواقع، لافتاً إلى أن «هذه العناصر سبق لها أن قامت بأعمال تخريبية مماثلة وبشكل متكرر».
وأكد أن الفرق التابعة للمؤسسة «تواصل أعمالها في الميدان لإصلاح ما تم تخريبه»، داعياً في السياق «عقال الحارات والحراسات الليلية إلى الاضطلاع بدورهم وإبلاغ الجهات المعنية عن أي أعمال تخريبية تستهدف شبكات المياه والصرف الصحي».

فيما قال مواطنون لـ «الأيام»: «إن أصواتهم بحّت وهم يطالبون المليشيات بوضع معالجات لمشكلة الصرف الصحي وتعبيد الطرقات العامة»، مضيفين «لم نلقَ آذاناً صاغية من قِبل الحوثيين حتى الآن لانشغالهم بزيادة الإيرادات ومصادرة الأموال وفرض الرسوم على السكان والتجار ورجال الأعمال تحت مسميات (مجهود حربي، ضرائب، واجبات زكوية، نظافة، إحياء فعالياتها الطائفية.. وغيرها)». وكانت منظمات دولية قد تحدثت عن سقوط آلاف الوفيات والمصابين من وباء الكوليرا بمحافظة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وتشكو منظمات محلية ومبادرات طوعية من عراقيل وصعوبات كبيرة تواجه أنشطتها في مجال النظافة والتعقيم، وكلورة المياه، من قِبل مليشيات الحوثي، بالتزامن مع رفض الانقلابيين إعطاءها التصاريح اللازمة لتنفيذ المشاريع للوقاية من الأوبئة والحد من تفشيها، إضافة إلى نهب مبالغ مالية كبيرة تصل إلى ملايين الدولارات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى