اجتماعات حاسمة لرد الشرعية والحوثيين على خطة لوليسغارد في الحديدة

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
 وصل المبعوث الأممي مارتن جريفيثس، أمس الأحد، إلى مطار صنعاء قادماً من العاصمة السعودية الرياض في زيارة لم يعلن عنها، وهي ثاني زيارة لجريفيثس لصنعاء خلال أسبوع.

وتأتي هذه الزيارة للمبعوث الأممي بعد لقائه الرئيس عبد ربه منصور هادي في الرياض، حيث طرح عليه مقترح رئيس لجنة التنسيق وإعادة الانتشار الجنرال الدنماركي (مايكل لوليسغارد) لنشر قوات دولية في مدينة وميناء الحديدة، على خطوط طول الاشتباكات.

وتشهد مدينة الحديدة اجتماعات حاسمة للجنة التنسيق وإعادة الانتشار، بقيادة الجنرال الدنماركي، مايكل لوليسغارد، تناقش الرد الحاسم على الخطة التي تقدم بها الأخير لنشر قواتٍ دوليةٍ تعمل على تأمين ممرات للمساعدات الإنسانية في الحديدة.

وأفادت مصادر محلية بأن الاجتماعات استؤنفت، أمس وأمس الأول، في أحد فنادق مدينة الحديدة، وبحضور ممثلي الحكومة وجماعة الحوثي للنقاش في الرد على المقترح الأممي القاضي «بنشر قوات دولية بالمدينة».
وكان لوليسغارد أنهى اجتماعات الأسبوع الماضي بتقديم خطة تنفيذية لإعادة الانتشار في المدينة اليمنية الإستراتيجية، تتضمن نشر قوات دولية تشرف على ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية، بعد أن تعذر فتحها الفترة الماضية.

وأظهر الجانب الحكومي تحفظاً إزاء خطة لوليسغارد، ومع ذلك شهدت العاصمة البولندية (وارسو) منذ أيام، اجتماعاً للجنة الرباعية بشأن اليمن (تضم وزراء خارجية أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات).
وقال وزير الخارجية البريطاني، جيرمي هنت، في ختام الاجتماع إن: «الوضع ببساطة هو أنه من الممكن إخلاء الحديدة أخيراً من قوات الحوثيين في الأيام القليلة القادمة».

وأبرم الطرفان اتفاقاً بشأن الحديدة في الـ13 من ديسمبر الماضي، إلا أنه لم يجد طريقه إلى التنفيذ مع تقديم كلا الطرفين تفسيرات مختلفة للخطوات التنفيذية التي يقتضيها الاتفاق.

الجديد في عودة اجتماع اللجنة هو أنها عقدت اجتماعين في فندق تاج أوسان بمناطق سيطرة الحوثيين في مدينة الحديدة، وليس في عرض البحر، وذلك محاولة لإزالة الاعتقاد الذي ساد الوسط السياسي اليمني بما فيه الدولي، «أن نقل اجتماعات اللجنة إلى البحر مؤشر على التعقيد الذي يقف أمام تنفيذ اتفاق الحديدة». ولكن المعطيات على الأرض تقول: إن التعقيد حاضر ومتطور، بدليل أن كل الاجتماعات التي تمت في الحديدة حتى الآن لم تخرج بأي نتيجة واضحة وملموسة.

ووفقاً لما نقله موقع «العربي» عن مصادر سياسية وعسكرية مطلعة  فإن «الأطراف اليمنية تستمر في التعنت في تنفيذ الاتفاق بشكل واضح، وأن كل طرف يحاول حرف مسار الاتفاق ومسار النقاشات، خصوصاً من قبل طرف الشرعية، الذي يذهب ويعود بنفس الحديث، ويطرح مقترحات انسحاب كامل وما إلى ذلك»، إضافة إلى ممارسات الحوثيين في التحشيدات العسكرية وعسكرة المدينة وارتكاب مزيد من الخروقات للاتفاق.

ويتهم الحوثيون الشرعية بأنها تتلقى تعليمات من قِبل التحالف تعمل على إفشال الاتفاق، بأي طريقة وتحت أي أسلوب، لأن الاتفاق يعني إنهاء التواجد العسكري ومنعه من أي تقدم، في حين تتهم حكومة الشرعية جماعة الحوثي بالسعي إلى إفشال الاتفاق من خلال تفسير بنوده حسب مصالح الجماعة ومدى إبقاء سيطرتها العسكرية.

وبشأن ما الذي جاء به رئيس الفريق الدولي الجديد؟ وما الذي تغير حتى الآن؟ وما مصير الاجتماعات التي تتم بين الأطراف برئاسة وإشراف هذا الرجل؟ فإن «الاجتماعات تناقش ذات النقاط والأفكار والأطروحات التي كان يطرحها رئيس الفريق الدولي السابق باتريك كومارت»، وهي «بحث آليات الانسحاب، وإعادة انتشار من موانئ الحديدة الثلاثة أولاً، ثم الانسحاب المتبادل لقوات الطرفين من الأحياء الجنوبية والشرقية والشمالية لطريق صنعاء وفتح ممر آمن للمساعدات الإنسانية».

ويقول المحلل السياسي معاذ منصر: «إن الحرب لا زالت مطولة، وأن الفريق الدولي هذا لن يضيف شيئاً سوى أنه يعقد الأزمة والحل ويضع السلام أمام طريق طويل معقد وشائك، ويبدو أن أطرافاً دولية بدأت الحرب في اليمن بغرض تحقيق مصالح خاصة بها لا باليمنيين».

ويحاول رئيس الفريق الأممي في «اللجنة» مايكل لوليسغارد، تحقيق نتائج في الجلسات برغم أن اللقاءات لم تحقق أي نتائج إيجابية بين الطرفين.
ومن المتوقع أن يقدم المبعوث الأممي مارتن جريفيثس تقريره الثاني، الإثنين (اليوم)، بشأن اتفاق الحديدة، ومستوى تنفيذ قراري مجلس الأمن الأخيرين بشأن اتفاق السويد والحديدة تحديداً، ولكن ووفقاً لمؤشرات فإن «جريفيثس لن يقول شيئاً مهماً ولن يأتي بجديد».

سيكون حديثه طبقاً لمعطيات ومؤشرات سابقة، عن اتفاق أولي، بما يوحي عن انفراجه قريبة وملموسة، ولكن ذلك الحديث ظل ولا يزال مجرد عنوان مخادع، وصار الجميع يتعامل مع ذلك الحديث على أنه «انسداد». وهذا ما هو حاصل بالفعل، على مدى شهرين متتاليين، وكل الاجتماعات التي تجري تناقش المراحل الأولية بشأن خطة الانسحاب وإعادة الانتشار.

وفي نظر «الشرعية» يبدو المبعوث الأممي  غير جاد في وضع حد للفشل، وحظي موقفه الأخير بالكثير من الاستياء والانتقادات، واتهمته حكومة الشرعية بالانحياز الفاضح لجماعة الحوثي، حيث غرد وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني قائلاً: «لا يجب السكوت على هذا، وإن صبر الحكومة لن يطول».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى