تأملات وأحلام بإستراتيجية أبين 2020 - 2030م

> جمال مسعود

>
 لست مناطقياً بل منطقياً، فكفاها أبين دورات الصراع الدامي الخاسر والتنوع الفكري المتنافر والتعدد السياسي المتناحر، فشرعية وانتقالي وأحزاب وتنظيمات قبائل وجماعات فئات ولهجات زمرة وطغمة ألوان وأجناس أبينية متنوعة، من بعد الآلام والأحزان والتضحيات دعونا نحلم ولنستغرق في الحلم لخاصرة الجنوب أبين الأبية دثينة السهل والوادي والبحر والجبل، ولنتخيل كيف ستظهر أبين بعد عشر سنوات إستراتيجية.. ما المعالم الحضارية التي ستزهو بها أبين وتتزين؟.. فهل فيها ما يصلح لاعتماده في إستراتيجية أبين 2020 - 2030م غير الصراع والنزاع؟ هل ستنهض فيها زراعة، صناعة، تجارة، سياحة، تعدين صيد سمك، تنمية، بشرية، سياسة، دبلوماسية، علاقات عامة؟ هل يمكن لأبين أن تعيش برفاهية ورخاء بعد الفقر والشقاء؟ فالزراعة في أبين سلة غذاء وتنوع زراعي للمحاصيل بين الحبوب والخضار والفواكه والقطن والأعلاف وتربية المواشي والدواجن، ولأجل الصناعة نصلح الماكينة المعطلة لمصانع الغذاء كتعليب الخضار والبقوليات والأسماك، ونعيد ماكينة محلج القطن وعصر الزيوت، ونفتح مصنع الأسمنت وصناعة الزجاج والسيراميك وصناعة الألياف والبتروكيماويات والنسيج.. وعن التجارة، فليس أعظم من القلب والرئة، فالترانزيت الأبيني بين شرق الجنوب وغربه، لا مرور للنقل البري والبحري والجوي وسكة الحديد ومترو الأنفاق إلا وسيتنفس المسافرون نسائم أبين ذهابا وإيابا، وتنقل البضائع عبر أبين الإستراتيجية.

أما السياحة والاستجمام، فكانت أفخم حديقة وساحة وملاهي وملعب ودار ضيافة، وجمال أبين  يبدأ من مستوى سطح البحر الذي يمتد من مدخلها الشرقي إلى مدخلها الغربي بارتفاع تدريجي عن مستوى سطح البحر، تحتضن معها عدن ولحج وشبوة بأجمل المناظر عبر الرمال البيضاء والسوداء والسهول والوديان إلى جبل العرقوب المغناطيسي وعقبة ثرة الافعوانية.. وكيف سيكون حال أبين في إستراتيجية التعدين؟ هل ستنزع قشرتها السمراء وتكشف عن بريق كنوزها الدفينة من المعادن النفيسة والرمال السحرية وتعدن الحديد وتنقب عن النفط والغاز والذهب واليورانيوم والفوسفات والماس؟ فأبين فسيسفاء أرض الجنوب وجوهرتها التي لم تمسها بعد أيدي النحاتين.

وصيد الأسماك في إستراتيجية أبين ستبحر سفن الاصطياد الآلية والعملاقة، ويرتقي الصياد الصغير في منطقة سواحل شقرة من صيد سمك الجذب والباغة صديقة المائدة في أبين إلى مطاردة الهامور والتونة والجمبري، وسيغوص صيادو أبين أعماق البحار بحثا عن اللؤلؤ والمرجان، واستزراع الأسماك النادرة، وستجمد المنتجات البحرية، وتصدر تصديراً أبينيا مباشرا دون الحاجة لابتزاز وإذلال الوكيل والمتنفذ الجائر، ولن ننسى الإستراتيجية الأهم في المرحلة القادمة وهي التنمية البشرية، فالأبيني متعدد المواهب والحرف والمهارات والخبرات في الزراعة والصناعة والتجارة والاستخراج، وليس فقط في الجوانب الأمنية والعسكرية والاستخباراتية والدبلوماسية والسياسية؛ بل للخبرات الشاملة لكل شئون الحياة مع القدرة الوافرة في اكتساب الخبرات والتدريب والتأهيل والجميع يشهد لأبين دورها السائد في الجوانب الأمنية والعسكرية والسياسية والدبلوماسية التي أفنت أبين ثرواتها البشرية في ذلك وحرمت نفسها من الخيرات لأكثر من 50 سنة وما قبلها.


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى