دينامو الثورة الجنوبية يعاني الألم والإهمال

> حافظ الشجيفي

>
من منا لا يعرف المناضل الكبير فضل شائف المشرقي الذي لم يتغيب يوما قط عن مسيرات الحراك الجنوبي وفعالياته منذ انطلاقها؟!.. المناضل الأكتوبري فضل محمد شائف، ابن منطقة غول سبولة، مديرية الضالع، محافظة الضالع.. ذلك الشائب الصنديد الذي طاف وصال وجال في أرجاء الجنوب رافعا رايتها وعلمها الخفاق عاليا في كل المسيرات والفعاليات الوطنية للحراك الجنوبي.. إنه العمود الفقري لفعاليات الحراك الذي لم يثنه بُعد المسافات ولم يمنعه عناء الترحال سيرا على الأقدام من المشاركة في كل المسيرات الجماهرية التي أقيمت في الضالع والشعيب وردفان وعدن وزنجبار وجحاف والصبيحة.

ومن المؤسف والمحزن أن أسمع ما سمعته عنه من ابنه «ميثاق» الذي شكا لي والغصة تختنق في حنجرته من مرض والده الذي أقعده على الفراش منذ ما يقارب الثلاث سنوات في منزله المتواضع وسط القرية في ظل تجاهل غير متوقع ألبتة من قادة الجنوب الذين لم يحركوا ساكنا لإنقاذ حياته رغم معرفة البعض منهم بظروفه الصعبة التي تحول دون تمكنه من السفر للخارج لتلقي العلاج.. في وقت أصبح أولئك القادة قادرين على العطاء وتقديم العون له كأقل ما يستحقه هذا الصنديد لقاء ما قدمه لهم وللجنوب وللثورة الجنوبية والحراك الجنوبي منذ الشرارة الأولى، وهو لا يطلب أجرا مقابل ذلك، ولكن من العار على كل وطني شريف أن يظل ينظر إليه وهو في هذه الظروف الصحية والمادية التي يواجهها بمفرده ولا يحرك ساكنا حياله. 

إذ لا يليق بالقادة - إن كانوا فعلا قادة - أن يتجاهلوا هذا المناضل المخلص الذي واجه الاحتلال في كل ميادين المواجهة بصدر عارٍ مثله في ذلك مثل كل المناضلين الأحرار الذين لم يبخلوا بشيء في سبيل استعادة الدولة..
أين الوفاء تجاه هذا المناضل الكبير الذي ملأ الشوارع والساحات هتافات وأهازيجَ للحرية واستعادة الدولة؟!!.. ماذا قدمتم له بعد أن استهلك صحته وأفنى حياته في ميادين النضال؟! هذا الرجل الذي عاش حرا عزيزا شريفا كبيرا بنضاله وإخلاصه للجنوب ولقضية شعب الجنوب.. أفلا يستحق لفتة كريمة منكم ولو بنص عين، وهو يئن على فراش الألم ويصارع الموت بمفرده؟!!

التنكر لهؤلاء المناضلين وهم في هذه الظروف الإنسانية والصحية وإهمالهم أمر يسيء لكم كثيرا.. لأنه لا يليق بالقادة أن يتجاهلوا أمثال هؤلاء المناضلين.. إن كان لهم أن يتجاهلوا بقية المواطنين دونهم.
نكتب إليهم اليوم فلعلهم لا يعلمون عنه شيئا، إذ يرقد على فراش المرض، وألمه من تنكر القادة له بعد كل ما قدمه للجنوب حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه أشد بكثير من ألم المرض الذي أصابه وأقعده على الفراش.. نكتب إليهم اليوم ونحن على يقين تام بأنهم لن يتركوه ينتظرهم أكثر مما انتظرهم حتى الآن.


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى