بين كومارت ولوليسغارد.. اتفاق إعادة الانتشار لايزال عالقا

> «الأيام» غرفة الأخبار

> رفضت حكومة الشرعية اليمنية طريقة تعامل المجتمع الدولي مع جماعة الحوثي بإعطائها مدى زمنيا مفتوحا بشأن تنفيذ مخرجات السويد وما إليه من اتفاقات ترعاها الأمم المتحدة.
ورحّبت الشرعية بأي جهود هادفة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم بما يضمن التوصل إلى حل شامل ومستدام مبني على المرجعيات الثلاث المتفق عليها، التي تمثل قاعدة صلبة لحل عادل وشامل ومستدام للصراع في اليمن.

جاء ذلك خلال اجتماع لمجلس الوزراء في العاصمة المؤقتة عدن، أوضح فيه أن «استماتة الحوثيين في محاولة تجزئة تنفيذ اتفاق ستوكهولم بشأن الحديدة، وتركيز الأمم المتحدة على تحقيق تقدم شكلي في هذا الجانب يعد تهديداً لمسار السلام المقترح».

في غضون ذلك، دعا وزير الإعلام في الحكومة اليمنية، معمر الإرياني، الولايات المتحدة الأميركية إلى تصنيف الجماعة الحوثية الموالية لإيران ضمن الجماعات الإرهابية، والتعامل معها على هذا الأساس بسبب الجرائم التي ارتكبتها في حق اليمنيين، التي تصل إلى مصاف الإبادة الجماعية بحق المدنيين الأبرياء.

وجاءت دعوة الإرياني - بحسب ما أفادت به مصادر يمنية رسمية - خلال لقائه في العاصمة السعودية الرياض سفير الولايات المتحدة لدى بلاده ماثيو تولر؛ لمناقشة مستجدات الساحة اليمنية في ظل تهرب ميليشيات الحوثي من التزامها تجاه عملية السلام وتنفيذ اتفاق السويد.

وفي معرض حديث الوزير اليمني عن الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها ميليشيات الحوثي بحق اليمنيين، قال: إنها «تعمل منذ انقلابها على السلطة الشرعية على تعبئة جيل بكامله في مناطق سيطرتها بالأفكار الجهادية والإرهابية والعدوانية»، وأضاف: «إن تلك التعبئة المشحونة بالكراهية تجاه الآخر بمثابة قنبلة موقوتة لن تنفجر في وجه اليمنيين وحدهم، بل في وجه العالم بأكمله».

وأوضح الإرياني، أن أخطر ما تقوم به ‫الميليشيات الحوثية الإيرانية في الوقت الراهن، هو سعيها لتنشئة جيل مشبع بثقافة الحقد والكراهية والقتل والتطرف والإرهاب؛ فهي لا تكتفي باغتيال الحاضر، بل تسعى إلى وأد المستقبل. على حد
قوله.

وحذر الوزير اليمني من تقاعس المجتمع الدولي وعدم قيامه بواجبه في دعم معركة استعادة الدولة في بلاده في القريب العاجل، وقال «على العالم انتظار نتائج كارثية ليس على المجتمع اليمني فحسب، بل المنطقة والعالم».

وأشار إلى أن ‫الجماعة الحوثية تسعى إلى خلق واقع جديد عبر تدمير العملية التعليمية بمراحلها المختلفة، والعبث بالمناهج الدراسية، وتحويل قاعات ومقاعد الدراسة إلى أوكار لتجنيد المقاتلين ومنابر لفرض أفكارها المتطرفة والدخيلة، وتغيير هوية الشعب اليمني، وتدمير النسيج الاجتماعي المتعايش منذ آلاف السنين. وكشف الإرياني عن وجود «أكثر من خمسين ألف طفل يتم تدريبهم من قبل الميليشيات الحوثية على مختلف أنواع الأسلحة وغسل عقولهم بالأفكار الجهادية»، مشيراً إلى أن «المدارس والجامعات أصبحت مرتعاً للتجنيد لهذه الميليشيات الإرهابية».
وأكد أن فكر الحوثية مشوه وقائم على الخرافة وأدلجة المجتمع، ومسخ هوية الشعب اليمني القائمة على التسامح والقبول بالآخر، وقال: «إن الشعب اليمني بطبيعته يتوق للحياة في حين ميليشيات الحوثي تقدس الموت، وتفرط في استخدام أدوات القتل والعنف وتغذي الأحقاد».

وبيّن وزير الإعلام اليمني، أن الحكومة الشرعية تعمل على إعادة تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة وتوفير الاحتياجات والخدمات، كما تعمل على إنجاح ودعم جهود السلام، وقال: «إن أي حلول خارج إطار استعادة الدولة بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي لن تصمد، وستكون نتائجها كارثية». ولفت الوزير الإرياني إلى تهرب ميليشيات الحوثي من تنفيذ اتفاقية السويد؛ وهو ما جعل آمال الشارع بنجاح الاتفاق تتضاءل، مؤكداً أن الحوثيين غير جادين وغير مقتنعين بعملية السلام.

وقال: «إن تأخر حسم معركة الحديدة منح الحوثي فرصة لتعزيز قوته وترتيب صفوفه»، مؤكداً أن استعادة الحديدة من قِبل «الشرعية» كفيل بجلب الحوثي إلى طاولة سلام حقيقية؛ إذ لا يفهم الحوثي سوى لغة السلاح.

وعلى الرغم من التقدم الذي أشار إليه المبعوث الأممي إلى اليمن خلال إحاطته أمام مجلس الأمن لجهة تنفيذ اتفاق السويد والاتفاق على المرحلة الأولى من إعادة تنسيق الانتشار في محافظة الحديدة، فإن العملية لاتزال عالقة بسبب عراقيل الحوثيين ومحاولة رئيس فريق المراقبين الدوليين الدنماركي مايكل لوليسغارد تجزئة الحل وعدم حسم مسائل ما بعد إعادة الانتشار.

وفي هذا السياق، أفادت مصادر حكومية يمنية بأن عملية البدء في إعادة الانتشار التي تحدث عنها المبعوث الأممي، لن يتم البدء فيها قبل حسم اتفاق شامل مع الجماعة الحوثية يتضمن جميع التفاصيل المتعلقة بالانسحاب من مدينة الحديدة والموانئ الثلاثة وعودة الموظفين وتسلم المؤسسات من قبل السلطات الشرعية.

وذكرت المصادر أن أعضاء الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار برئاسة اللواء الركن صغير بن عزيز يتمسكون بالاتفاق الشامل على جميع البنود الواردة في اتفاق السويد، بما فيها إعادة الانتشار والانسحاب وإدارة الموانئ والسلطة المحلية وتنفيذها بشكل شامل.

وأوضحت المصادر أن النقاشات لاتزال جارية مع الجنرال لوليسغارد الذي يريد أن يرضخ للحوثيين من أجل تنفيذ انسحاب صوري في المرحلة الأولى من ميناءي رأس عيسى والصليف، قبل ترتيب الأوضاع الأمنية والإدارية لما بعد الانسحاب، وهو ما يرفضه الجانب الحكومي.

من جهته، شدد وزير الخارجية اليمني خالد اليماني أمس على ضرورة وجود المزيد من الضغط الدولي على الميليشيات الحوثية لتنفيذ اتفاق ستوكهولم كاملا، وذلك خلال لقائه في الرياض أمس المبعوث السويدي الخاص لـ«الشرق الأوسط» وشمال أفريقيا السفير بيتر سيمابي.

وذكرت المصادر الرسمية أن اليماني ناقش مع المبعوث السويدي مستجدات تنفيذ اتفاقات السويد بشأن الحديدة والأسرى والمعتقلين وتفاهمات تعز، كما أطلعه على موقف الحكومة الشرعية ورؤية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لحل الأزمة اليمنية وتنفيذ اتفاقات ستوكهولم.

وبحسب ما أوردته وكالة «سبأ» الحكومية، شدد الوزير اليماني على ضرورة ممارسة المجتمع الدولي المزيد من الضغط على الميليشيات الحوثية لإنقاذ اتفاق ستوكهولم وتنفيذ مخرجاته.
وقال اليماني، إن «الحكومة اليمنية لا ترى فشل تنفيذ الاتفاق خياراً لما يشكله ذلك من تهديد لإجراءات بناء الثقة التي تتطلبها مرحلة بناء السلام في اليمن».

وكان المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن جريفيثس أكد خلال إحاطته أمام مجلس الأمن، الثلاثاء الماضي، أنه تم تحقيق تقدم كبير على مسار تطبيق اتفاق ستوكهولم، فيما يتعلق بملف الحديدة.
وأبلغ جريفيثس عبر دائرة تلفزيونية من مقر مكتبه في العاصمة الأردنية عمان، أن الطرفين، الحكومة الشرعية والحوثيين، أكدا اتفاقهما على المرحلة الأولى من خطة إعادة الانتشار في الحديدة.

وقال: «اتفق الطرفان على إعادة الانتشار من ميناءي الصليف ورأس عيسى كخطوة أولى تليها إعادة الانتشار من ميناء الحديدة والأجزاء الحيوية في المدينة المرتبطة بالمنشآت الإنسانية كخطوة ثانية».
وأضاف أن ذلك الاتفاق «سييسر الوصول الإنساني إلى مطاحن البحر الأحمر». داعيا الطرفين إلى البدء الفوري في تطبيق الاتفاق من دون مزيد من التأخير والاتفاق على تفاصيل المرحلة الثانية من إعادة الانتشار.

ويسعى الحوثيون - بحسب مصادر مطلعة في الحديدة - إلى تكرار ما صنعوه مع رئيس فريق المراقبين السابق الجنرال الهولندي باتريك كومارت، حين نفذوا انسحابا صوريا من ميناء الحديدة وقاموا بتسليمه لعناصرهم بعد أن ألبسوهم بزات قوات الأمن المحلية وخفر السواحل.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى