أسباب عدة وراء عزوف وانقطاع الطلاب عن التعليم الأساسي

> تقرير/ رائد محمد الغزالي

>
الفقر من أبرز دوافع ترك التعليم
أجبر الفقر الكثير من طلاب مديرية الحبيلين على الانقطاع من المدارس ومواصلة التعليم واللجوء إلى سوق العمل، بهدف مساعدة أسرهم على توفير ما يستطيعون من القوت الضروري لمواجهة شظف العيش الذي تعاني منه.
فضلاً عن أسباب كثيرة ساهمت في توسع هذه المشكلة وتحولها إلى ظاهرة ليست في هذه المديرية فقط بل على مستوى البلاد بشكل عام.

ومنذ سنوات انقطع العديد من الطلاب عن مدارسهم لأسباب مختلفة أو مجتمعة بعضها تتعلق بظروف ومشاكل أسرية، وأخرى ترتبط بتعقيدات المنهج الدراسي أو التقصير من الكادر التعليمي، بالإضافة إلى غياب التوعية المجتمعية بأهمية التعليم من قبل الأهالي والجهات المعنية ومنظمات المجتمع المدني على حدٍ سواء، ولكن يظل السبب الأبرز هو “الفقر”.

الذهاب لجبهات القتال
وفي الوقت الذي اضطر فيه البعض للبحث عن لقمة العيش في سوق العمل اتجه البعض الآخر إلى جبهات القتال لضمان الحصول على وظيفة حكومية ومصدر دخل بعد أن فقدوا الأمل في نتائج التعليم.
علي الشعيبي
علي الشعيبي
الطالب علي صالح الشعيبي أجبر على ترك فصله الدراسي من سنة خامس ابتدائي لعدة أسباب، منها الظروف المادية الصعبة لأسرته، حيث يقول: “أبلغ من العمر 16 عاماً، وأعتاش حالياً من بيع الخضار والفواكه على بسطة صغيرة في سوق مدينة الحبيلين، بعد أن تركت دراستي بمعية شقيقي مثنى، ولدينا الاستعداد للعودة لمواصلة التعليم في حال تحسنت ظروفنا أو وجدنا من ينفق علينا”.


الظروف الصعبة
فيما قال بلال محمد أحمد: “بالكاد واصلت تعليمي حتى الصف الثامن، واضطررت للتوقف بسبب الظروف المعيشية الصعبة، بالإضافة إلى تعقيدات المنهج الدراسي، وغياب التشجيع من قِبل المعلمين والإدارة، ولهذا فضلنا التوجه للعمل في السوق لنتمكن من تحسين مستوانا المعيشي الصعب”.
موسى الحميدي
موسى الحميدي
موسى محمد الحيمدي (15 عاما)، هو الآخر انقطع عن المدرسة، ويعمل حالياً على دراجة نارية كمصدر رزق له، وقال في حديثه لـ “الأيام”: “لم تكن لدي رغبة في مواصلة التعليم، على الرغم من إصرار والدي على الاستمرار في التعليم، ولكن الصعوبات التي واجهتني حالت دون تمكني من الإذعان لتلك النصائح وفضلت البحث عن عمل أستطيع من خلاله المشاركة في توفير لقمة العيش لي ولأسرتي”.

فيما وجد عبدالكريم فضل صالح نفسه مضطراً للبحث عن مصدر رزق، بسبب الظروف المادية الصعبة التي تمر بها أسرته، ويعمل حالياً في بيع “الثوم” على عربية صغيرة بمدينة الحبيلين.
وأوضح بأن من الأسباب التي دفعته لترك التعليم “الفقر وغياب التشجيع والتحفيز من قبل المعلمين في المدرسة”، مؤكداً “استعداده للعودة للمدرسة إذا توفرت الإمكانيات والبيئة المناسبة”.

فيما لجأ الطالبان عبدالله صالح ثابت، ويوسف أحمد عبدالله للعمل على الدراجات النارية وسط المدينة لمواجهة أعباء الحياة بعد أن اضطرا للانقطاع عن الدراسة”.
ولذات الأسباب وجد عادل فضل الفتاحي -الذي كان في الصف التاسع عندما انقطع عن الدراسة منذ خمس سنوات- نفسه يعمل مباشراً في إحدى كافتيريا المدينة.

أسباب كثيرة
أ. وهيب الذيباني
أ. وهيب الذيباني
من جهته قال رئيس مؤسسة رواد التنمية وحقوق الإنسان في محافظة لحج وهيب الذيباني: “إن دور المؤسسة التي نرأسها يقتصر على عمل مسح ميداني لعدد من المدارس لتحديد نسبة المتسربين والمنقطعين عن التعليم لمعرفة الأسباب والدوافع التي أدت إلى ذلك، ومن ثم تنظيم برامج توعوية وتشجيعية عبر برنامج العودة للمدارس، وبالنسبة إلى عزوف الطلاب والانقطاع عن التعليم في مدارس ردفان، فليست لدينا أرقام وإحصائيات في الوقت الحالي، ولكن سنقوم بالتنسيق المباشر مع إدارة التربية والتعليم لمعرفة أعداد المتسربين وأسبابه”.

وأضاف في تصريحه لـ “الأيام”: “من خلال عملنا الميداني وجدنا أن هناك أسبابا أسرية ومعيشية وأخرى ذهنية، ولنساهم بحلها كمؤسسة مجتمعية نقلنا هذه الأسباب إلى المنظمات الداعمة والمهتمة بهذا الشأن، كما لاحظنا أن نسبة التسريب والانقطاع كبيرة أيضاً في المديريات الأخرى خاصة بعد أحداث الحرب الأخيرة 2015م، ومن أبرز أسبابها هو التجنيد الذي ظل مفتوحاً بعد الحرب، ودفع بالعديد من الطلاب إلى الالتحاق بالمعسكرات”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى