حينما أعلنت المليشيات الحوثية الحرب على المحافظات الجنوبية في مارس 2015 انتفض أبناء الجنوب عن بكرة أبيهم وتداعوا من حدب وصوب وشدوا الهمة والعزيمة لمواجهة ذلك العدوان الغاشم الذي أراد اجتياح الجنوب وطمس هويته وإخضاع شعبه وتدمير مكتسباته.. وشكل أبناء الجنوب حينها مقاومة شعبية بشكل عفوي لمواجهة والتصدي لهجوم المليشيات وكبح جماحهم البربري.. ولم يكن لدى شباب المقاومة حينها سوى السلاح الشخصي الخفيف إلا أنهم كانوا يمتلكون معنويات عالية وحماسا متقدا.. رص الجنوبيون الأحرار صفوفهم واستحضروا حماسهم وعنفوانهم وعزيمتهم واستلوا سيف الحق لمواجهة عرابدة الباطل الحوثيين ونزلوا إلى ميادين الشرف والإباء والكرامة.. وعلى الرغم من الفرق الشاسع بين الجمعين من حيث العدد والعدة إلا أن الجنوبيين الأشاوس لم يكونوا يعتدون بالعدد ولا بالعتاد بل كانوا يدركون أنهم أصحاب حق وأن الحق منتصر ولو بعد حين وما النصر إلا صبر ساعة..

قارع الجنوبيون العدو الحوثي ووقفوا له حجر عثرة في طريق تحقيق أهدافه الدنيئة، وبعد صبر وجلد مكنهم الله عز وجل من عدوهم بهزيمته وتكبيده الخسائر الكبيرة في الأرواح والعتاد فولى هاربا من الجنوب ولن يعقب، فطاردوه إلى أقاصي البلاد لقطع دابره واجتثاث جذوره واقتلاعها من الأرض، وما يزال الجنوبيون يتربصون بالمليشيات الحوثية الإيرانية في جبهات الشمال والغرب (الساحل الغربي) لشوكتهم واستئصالهم.. فقدم الجنوبيون في تلك الحرب ملاحم بطولية أسطورية وقدموا قوافل من الشهداء والجرحى قربانا لعزة الدين وكرامة الأرض.

الشهيد مزيد محسن ناصر سعيد المئن البدوي الردفاني، هو أحد أبناء الجنوب الأبطال والأحرار الذين انتفضوا في وجه العدو الحوثي الوحشي، من مواليد بلدة حبيل جبر بردفان محافظة لحج.. قدم البطل مزيد محسن حياته فداء للدين والأرض والعرض.. انضم البطل مزيد إلى المقاومة الجنوبية في تلك الحرب وقاتل مع رفاقه تلك العصابات الكهنوتية، وشارك في العديد من الجبهات ونفذ مع زملائه العديد من الهجمات المباغتة على مواقع تمركز المليشيات الحوثية واستطاع وزملاؤه تكبيد العدو الحوثي خسائر فادحة في الأرواح والعدة والعتاد والآليات العسكرية والحربية، إلى جانب تصديه مع رفاقه الكثير من الهجمات التي كانت تشنها المليشيات المتمردة.