عودة هدى مثنى ومحاكمتها في أمريكا دعم للقيم والدستور

> لندن «الأيام» "القدس العربي"

>

كتب محامي الجهادية الأمريكية هدى مثنى مقالا في مجلة "نيوزويك" دعا فيه لعودتها ومحاكمتها في الولايات المتحدة.
وجاء مقال حسن شبلي الناشط في مجال الحريات المدنية وممثل عائلة مثنى في ضوء تصريحات وزير الخارجية مايك بومبيو الذي أكد على ان مثنى التي غادرت الولايات المتحدة للعيش في ظل الخلافة بالرقة لم تعد مواطنة أمريكية ولا تملك الحق بالعودة. وكرر الرئيس دونالد ترامب كلام بومبيو.
وقال شبلي إن قضية الأمريكية التي انضمت إلى تنظيم "الدولة" وتريد العودة إلى بلادها " ليست عن حجم كرهنا لتنظيم "الدولة"، فهذا أمر مفروغ منه ولكنها عن كوننا أفضل من تنظيم "الدولة" وعن حكم القانون والإجراءات المتعلقة بالعدالة”. وقبل أن يتحدث عن القضية أشار إلى ما تلقاه من ردود فعل من أصدقائه الذين ينتمون لنفس الثقافة والدين ورأوه يتحدث قائلا إن الرئيس دونالد ترامب لا يحق له تجريد هدى مثنى من مواطنتها. وحاول البعض تذكيره بأصوله كأمريكي - سوري وقالوا إن تنظيم "الدولة" دمر أرض أجداده وجعل الكثيرين يعتقدون أنك كل مسلم يتصرف مثل أتباعه.

وتساءلوا والحالة هذه عن السبب الذي يجعل محاميا أمريكيا مسلما يساعد عائلة انضمت ابنتها للتنظيم بشكل يجعل الناس يظنون أنه مرتبط بهؤلاء الوحوش؟ فيما طالبه أخرون بترك الأمر لمحام من دين مختلف ليمثل العائلة. فالعمة التي يلبسها ولحيته سيجعل الناس يعتقدون أنه واحد منهم، أي تنظيم “الدولة”، بدلا من النظر إليه كمحام يقوم بالدفاع عن القانون والدستور. ولم يتلق هذه الدعوات المثبطة من أبناء مجتمعه مثلما تلقاه الآن وهذا ليس مفاجئا. لأن غالبية المسلمين يمقتون تنظيم “الدولة” الذي ارتكب أسوأ الجرائم ضد الإنسانية وشوه صورة الدين الذين نعزه ونحبه. و “لهذا السبب وقعت على رسالة من العلماء المسلمين والمشرعين وقادة المجتمع أرسلت إلى زعيم تنظيم "الدولة" عام 2014. وتضمنت الرسالة دحضا لمواقف التنظيم المشوهة للإسلام وأنه وحلفاؤه الأيديولوجيين ارتكبوا: أكبر خطأ وهجوم على الإسلام والمسلمين والعالم أكمل".

وأضاف شبلي قائلا إن الكثير من الناس ينسون إن معظم ضحايا تنظيم “الدولة” هم من المسلمين. ومع ذلك “فنحن نكرههم لأن 100% من ضحايا هم مخلوقات الله المحرم قتلهم والتسبب بضرر لأي منهم مهما كان الدين أو عدمه يعد من الكبائر”. وفي المقابل يكره تنظيم الدولة المنظمات التي تمثل الإسلام في العالم، وهو يمقت إيمانها بالمجتمع المدني وحكم القانون وقبولها للمؤمنين من الأديان الأخرى. وهدد التنظيم في تغريداته وأشرطة فيديو ومجلاته كبرى المنظمات الإسلامية في أمريكا 3 مرات. وأصدر في عام 2016 قائمة لقتل قادة المسلمين في الغرب. كل هذا يعطي صورة أن جهود محاربة التنظيم وجهود مكافحته في الولايات المتحدة كانت ناجحة. ولهذا "فآخر ما يريده المسلمون الأمريكيون محام أمريكي مسلم معروف يمثل عائلة لها علاقة بتنظيم الدولة”. ويقول إنه أصبح ممثل عائلة مثنى بعدما ألقى محاضرة في أكبر مساجد ألاباما عن أهمية التمسك والدفاع عن الحرية كأمريكيين. وبعد المحاضرة تقدم مني والد هدى وطلب مني مساعدته حيث أخبرني أن ابنته هربت إلى سوريا للانضمام إلى التنظيم. وقام بالاتصال بوزارة الأمن الداخلي ومكتب التحقيقات الفدرالية (أف بي أي) على أمل المساعدة ووقفها قبل التمكن من وصول سوريا. وساعد على تنظيم مؤتمر صحافي شجب فيه فعلها وقال إنها ستقف أمام الله وتسأل عن سبب هجرها عائلتها من أجل عصابة وحوش. وألقى محاضرة في المسجد المحلي شرح فيها إن أفراد التنظيم هم هراطقة وأعداء الإسلام. ويعلق شبلي قائلا إن مساعدته للعائلة أصبح أكثر من مجرد تمثيلها ومحاولة إعادة ابنتها بل وللدفاع عن المبادئ الرئيسية وحكم القانون والحقوق التي جسدها الدستور الأمريكي. و"هذا بالضبط ولأنني محام أحمل مسؤولية مهنية وأخلاقية والتأكد من عودة هدى إلى الوطن ومواجهة المحكمة-بالطريقة الأمريكية”. فقد كان الآباء المؤسسون واضحين على حق كل متهم مجرم بأن يمثله محام مهما كانت شناعة جريمته.

هدى مثنى تريد العودة إلى الولايات المتحدة ويجب أن تواجه محكمة أمريكية حيث تواجه سجنا طويلا

وكان جون أدامز، الذي وقع على إعلان الاستقلال، محام وأصبح الرئيس الثاني للولايات المتحدة ومثل عددا من الجنود البريطانيين الذين اشتركوا في مذبحة بوسطن. وكانت هذه الحادثة الأهم التي أدت بالثورة على إنكلترا، إلا أن أدامز اعتبر تمثيله للجنود البريطانيين "واحدا من أفضل الخدمات التي قدمتها لوطني" وهذا لأن حكم القانون والإجراءات القانونية هي قيمة جوهرية للأمريكيين. وهذه القيم تجعل أمريكا أفضل من تنظيم الدولة. وتأكد الآباء المؤسسون من أن الحقوق التي جسدها القانون تنطبق على كل الأمريكيين. وقد تم فحص القيم هذه طوال التاريخ الأمريكي عندما وجد الأمريكيون أنفسهم أمام خيارات صعبة. ومن هنا فالتخلي عنها لأنها لا تخدم المصلحة تعطي فكرة للعالم أن التجربة الأمريكية ليست جدية. ولكن الرئيس ترامب انتهز فرصة كون هدى لا تستحق التعاطف وقام بتجريدها من مواطنتها بدون العودة للإجراءات القانونية. ويعلق شبلي إن هذا تحول عن حكم القانون وإساءة استخدام السلطة الذي حاول الآباء المؤسسون منعه. فقرار ترامب يعد سابقة رهيبة، فلو جردت شخصا من جنسيته على أساس كراهيتك له، فخليفته قد يجرد غدا شخصا تحبه. فاستخدام الفرع التنفيذي للحالات التي لا يتعاطف معها الرأي العام كوسيلة لاستغلال السلطة. ومحاولة تحدي الحكومة في هذه الحالات وإن كان لا يحظى بشعبية ولكنه ضروري لنجاة الأمة على المدى البعيد “فأعداؤنا لن يدمرونا ولكننا سندمر أنفسنا لو سمحنا للخوف والحقد تجاهل قيمنا ودستورنا”. ولو تجاوزنا موضوع هوية القضية التي يجري عليها النقاش وركزنا على ماذا فإنها تصبح سهلة كما يرى شبلي. فهدى مثنى تريد العودة إلى الولايات المتحدة ويجب أن تواجه محكمة أمريكية حيث تواجه سجنا طويلا. وعليها تحمل مسؤولية أعمالها. وكأمريكية فمن حقها. وكأمريكيين فلدينا مصلحة في حصولها على هذا الحق. ولا يمكن لأي محام أمريكي الوقوف متفرجا على تجريد مواطنا من حقوقه كل الحقوق بناء على الدستور.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى