أيها المقبل.. يا كوكبا ما هوى

> علي عبد الكريم

>
أيها المقبل وجها بشوشا فجرا يزف التحايا السلام.. كنت التواصل همس الوصال وكنت الحروف التي تنطق إن صمتت قواميس الكلام، وكنت الجميع الانا والكل يهتف في ثنايا الكلام أتى مقبل دعوه يقول، وكنت اصالة الفعل وفعال الاصالة دون فصال وكنت الطريق الحلم، وكنت الذي كان بين من كانوا... كنت استثناء موقفا قولا وفعلا، وكنت كالطود عاليا لا ريح تجرؤ أن تلامس أطرافه، فالفرق شاسع بين الثرى والثريا، وكنت بين النجوم فرقدا لا ينام يحرس أزهار من زرعوا بسواعدهم حقول الكادحين، ودوما كنت الهلال المضيء المقبل حين يفر الصغار من معارك حسم السؤالات التي على إثرها يتقرر نوع وجوهر قلب المسار.. كالشهب كنت تأتي تنير الطريق سراجا تشعل قاموس مفردات من كلام جميل فيها حكمة من صاغ يوما كل الجميل من صراعات المواقف وصياغات الجمل، وكنت ركن المعامل وأطراف الحقول ومندرجات علم الفصول علما استقيته من معارف معارك علم الحياة، وكنت الإجابات التي قالت بصوت قوي بمنحدر اللحظات هنا اختيارات الوطن، هنا طريق اليمن ابعدوا أيها الضالعون بالقتل والنسف عن سكة العابرين إلى سدرة المنتهي طريق من تدثروا صيفا شتاء ربيعا دثار الوطن من ساحل البحر إلى قمة شمسان عيبان الجبل.

رحلت أيها الفعل الموقف حاملا كل التعابير وكل المواقف التي تفكك خبايا الطوالع خبايا الحروف..
ماذا نقول ومن نعزي؟! انعزي شعبا بلادا جموعا، فالكل ها هم يحملون بين الجوانح رصيدا من الذكريات عهودا من رصيد الوفاء للسير نحو آفاق بذرها المقبل دوما تاركا في جنباتها أريجا من ريحة الطيب تواريخ كل المراحل التي صاغت روحها أنامل مقبل حين صمت أو تلاعب البعض والبعض من تنكر أو للعهد باع وظلت روح مقبل طيلة كل المراحل مرفوعة لا تساوم حين رمى الدهر جوهرة الزمان أرض اليمن إلى موقد من لا يفقهون إلا علوم الحريق وسرقة ما في الجيوب قبل البطون، وكانت معالمك أيها المقبل دوما هي الجواهر الباقيات ومن جواهرها قد علمتهم أبجديات علوم إطفاء الحريق ولملمة أجزاء الشتات وغرس أغصان المودة في وديان أرض أتوا فقط لقطف محاصيلها ولجواهرها ينهبون.

فماذا نقول... وداعا أيها الرمز الفقيه الكبير البسيط الذي تعجز كبريات العقول العجول التي عشعش فيها الصدأ ويا ليتهم من فقهه من تجاربه قد نهلوا قد ادركوا مراميه وما كانت مقاصده للزمان وأهل الوطن... فماذا نقول والحزن يجتاح كل المدى والدمع يجري والمحاجر تراها ماذا تقول؟! تقول وداعا ولكن لنا موعد مع الذكريات مع القلب، ها هو مقبل كما قالت أبيات شعر زمان... مقبل مكر مفر مستطلع معا ينادي الجموع.. لا حزن إني معكم فكانوا خير من يحفظ للعهد إشراقة للصباح ووعدا بأن الصباح الجديد الذي يوما له قال المقبل فجرنا فجر الجموع التي حملتنا الأمانة، وما كان المقبل أبدا تاركا ولها مخادعا ولجماهيرها من المنكرين.. صونوا أقول لكم ما قد تركت وسيهدأ المقبل في قبره إن كنتم على عهده سائرون..
 أيها المقبل نم قرير العين.. يعاهدك المخلصون بأنهم عن طريق المقبل لن يحيدوا وعنه لن يبدلوا ما أتيت وما قد على الأرض بذرت وعلى اللوح كتبت... أبدا لن يحيدوا أبدا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى