أفران عدن الخيرية.. تخفيف لمعاناة الفقراء وأسر الشهداء

> تقرير/ سليم المعمري

> دفعت الحرب وما نتج عنها من تداعيات وأوضاع مأساوية في العاصمة عدن وفي مقدمتها توقف المرتبات وتردي المعيشية وتزايد رقعة الفقر في أوساط المجتمع، بالعديد من فاعلي الخير إلى إنشاء مشروع خيري من شأنه أن يخفف مما يعاني منه الكثيرون لاسيما أبناء شهداء وجرحى الحرب وغيرهم.
ويدعم مشروع “أفران عدن الخيرية”، والذي بات يقدم خدماته في محافظات: عدن، أبين، لحج، عبر نقاط توزيع (أكشاك) مرخصة، رجال أعمال ومغتربون ومواطنون عاديون.
أحد أكشاك توزيع الروتي
أحد أكشاك توزيع الروتي

وتتوزع الأكشاك في العاصمة عدن بعدد 15 كشكاً في كل من: البساتين، القاهرة، المنصورة، دارسعد، صيرة، وفي محافظة أبين 5 أكشاك، وفي محافظة لحج كذلك، توزع ثمان سيارات، فضلاً عن توفيرها فرص عمل لما يقارب 40 موظفاً ومرشحاً للزيادة، نتيجة للتوسع في محافظتي أبين ولحج، يستفد منها الفقراء والمحتاجون بشكل عام وبعض الأقسام الداخلية للطلاب الجامعيين.

مساعدة الأسر الفقيرة
وقال رئيس مجلس إدارة أفران عدن الخيرية فهد البري: “نستهدف الأسر الأقل فقرًا وأسر الشهداء والجرحى، وفي فترة ما بعد رمضان سيتم التوسع إلى مناطق الممدارة والبريقة، واعتمدنا في هذا على التمويل الذي يقدمه لنا بعض التجار والمغتربين وفردية خصوصاً من أبناء يافع، ولكن المشكلة في الدعم الذي نتحصل عليه أنه غير ثابت، وحتى الآن مع الأسف لم نتلقَ دعم من أي منظمة كبقية الجمعيات أو المؤسسات التي لها انتماء سياسي أو حزبي، ومع هذا نحن مستمرون في تحقيق الهدف الذي أسسنا من أجله هذا المشروع حتى يحقق هدفه بانتهاء الفقر، وقد قمنا في نهاية فبراير الماضي بافتتاح ثلاثة أكشاك في أبين لتوزيع الروتي والفاصوليا، وسوف ترتفع إلى عشرة أكشاك مع الثلاثة الأشهر القادمة بإذن الله، وبعد 6 أشهر سيكون في لحج، كون الأسر الفقيرة فيها كثيرة، غير أن من المعوقات التي تعترضنا في هذا المجال تتمثل بعدم التعامل معنا من قِبل شركة هائل سعيد أنعم، فمنذ أربعة أشهر نطالبهم باعتماد وكيل خاص بنا كبقية التجار، خصوصاً أننا في عمل خيري وندفع المبالغ المطلوبة مثل غيرنا بهذا الخصوص، ولكن حتى الآن لم نتحصل على أي تجاوب منهم، كما لم نجد دعماً من الجهات الحكومية، وقد كان رئيس الوزراء وجه بدعمنا لشهر ديسمبر من العام الماضي كما وعدنا بتزويدنا بـ 3500 لتر من مادة الديزل شهرياً، ولكن هذا الأمر توقف بدون سابق إنذار، كما نجد مشكلة أيضاً في مصافي عدن، وقد كانت هناك توجيهات من رئيس الوزراء السباق بن دغر  بصرف 3500 لتر من الديزل ومعتمدة أيضاً من وزير النفط، غير أننا لم نتحصل عليها، حيث بررت شركة النفط بأنها تشتري المادة من التجار، ومع هذا لا ننسى أن نشكر مدير فرع شركة النفط بعدن، إنتصار العراشة، التي استطاعت انتزاع ألف لتر بترول شهرياً ولا زالت مستمرة، ونتمنى أن يُفك القيد عن الـ 3500 لتر ديزل، كون جميع الأفران تعمل بمادة الديزل”.
توزيع الروتي للأكشاك
توزيع الروتي للأكشاك

وأضاف: “هناك أسر كثيرة تريد الانضمام إلينا ولكن لا نستطيع إضافتهم بسبب عدم توفر الإمكانيات، ونتمنى من الجميع الالتفاف حول هذا المشروع، كما نتمنى من الجميع المشاركة لمساعدة هذه الأسر العدنية، والتي أضحت بحاجة ماسة إلى الروتي والفاصوليا، كما نطالب الحكومة بإعفاء جمركي للفاصوليا التي تستوردها أفران عدن، وكذا نطالبها بتوفير أرضية خاصة للأفران”.

13 ألف مستفيد
سيف اليهري
سيف اليهري
من جهته، أوضح مدير عام “أفران عدن الخيرية” سيف عقيل اليهري، بأن الهدف الرئيس من تأسيس الأفران عام 2017م هو مساعدة الأسر الفقيرة بتوزيع وجبات مجانية يومية، وقد وصلنا إلى 2500 عائلة بمعدل إلى 13 ألف فرد، في بعض مديريات المنصورة ودارسعد وصيرة بعد أن كانت البداية في منطقتي القاهرة والبساتين.
ولفت في حديثه لـ “الأيام” إلى أن ما يتم إنتاجه من الروتي 17 ألف قرص يومياً يوزع عبر بطائق لكل شخص تم اختياره وتزكيته من قِبل أئمة المساجد بالأحياء، وتأكيد تلك التزكيات من عقال الحارات عبر بيانات لكل شخص كالمخالق وشهادات، وكلما زادت أعداد أفراد الأسرة زدنا من كمية الروتي، ونتمنى من رجال الخير فتح المزيد من الأفران لسد حاجات الناس”.
سيارات خاصة بأفران عدن الخيرية
سيارات خاصة بأفران عدن الخيرية

ونفى اليهري أن تكون أفران عدن تابعة لأي حزب، كما أُشيع عنها، أو يكون لها انتماء سياسي، مشيراً إلى أنه “ونتيجة للتحريض تجاههم تم الاعتداء على أكشاك في شارع “البلدية” كان يستفيد منها محتاجون وأسر شهداء وجرحى”.
إعداد الفاصوليا من قبل أفران عدن ليتم توزيعها بعد ذلك على المستفيدين
إعداد الفاصوليا من قبل أفران عدن ليتم توزيعها بعد ذلك على المستفيدين

وقال أبوبكر سالم ناصر باحديج، وهو مشرف نقاط التوزيع: “لقد بحثنا عن الأماكن الأشد فقرًا لوضع الأكشاك فيها، كما بحثنا عن الأسر المستحقة، ومن ثم أخذ بياناتهم وكذا الإشراف على الأكشاك وتقييمها ومتابعة سير العمل فيها لما فيه مصلح الفقراء”.

وأوضح فيصل محمد المخزومي، مشرف الأكشاك بمنطقة البساتين، أن المنطقة تحتوي على 4 أكشاك تستفد منها 175 أسرة فقط، أي بما يعادل 10 بالمائة، وهي نسبة ضئيلة جداً، في الوقت الذي نحتاج فيه على الأقل إلى 10 أكشاك إضافة إلى المتوفرة لتغطية هذه المنطقة.
لحظة استلام المستفيدين من روتي أفران عدن
لحظة استلام المستفيدين من روتي أفران عدن

تخفيف من المعاناة
وأضاف أبو عمر عبدالله بن سعيد العيسائي، إمام وخطيب مسجد بجولة السفينة: “لقد لامست أفران عدن الخيرية حاجة المحتاجين، ورفعت عناء الأسر العفيفة، وقدمت في فترة قصيرة عملاً جباراً وعظيماً، بدعم المخلصين ورجال البِر وإحسان من المغتربين الذين كانوا اليد الحانية والقلب الرحيم على الأسر الكريمة”.
وأشار المواطن، ناصر حسن، إلى أن عمل مثل هذا وفي وضعنا الحالي هو العمل الخيري الحقيقي والمستحق أن يشكر القائمون عليه”، وأخذ بأطراف الحديث المواطن محمد إبراهيم السعدي وقال: “لقد حضرت هذه الأفران الخيرية في الوقت الذي غابت فيه الحكومة ولم تصنع شيئاً تجاه مواطنيها الذين يعانون من الجوع والمرض جراء ما خلفته ميلشيات الحوثي في العاصمة عدن”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى