منطقتا الجميعي والهميشي بردفان.. غياب الخدمات الحكومة أجبر بعض المواطنين على النزوح

> تقرير/ سليم المعمري

> تُعد منطقتا الجميعي والهميشي المعروفتان بـ “مركز الجبل” ذات التضاريس الجبلية من أكبر مناطق مديرية حبيل جبر ردفان بمحافظة لحج، ومن أكثر قرى المديرية حرماناً من الخدمات الأساسية، كالطرقات والمياه والصحة، وهو ما ولّد موجة نزوح كبيرة لدى المواطنين إلى مناطق أخرى.
وتبعد هاتان المنطقتان البالغ تعداد سكانهما قرابة ألفي نسمة عن عاصمة المديرية بنحو 20 كيلومتراً تقريباً، تحيط بها سلاسل جبلية من مختلف الجهات.
جبل قسحه من معالم منطقة الجميعي والهميشي
جبل قسحه من معالم منطقة الجميعي والهميشي

ثابت صالح
ثابت صالح
وقال الشيخ ثابت صالح ثابت بن عسكر: “نُعاني من نقص في كل متطلبات الحياة؛ أبرزها في الكادر التعليمي بسبب قلة التوظيف وخروج العديد من المعلمين للتقاعد، وعدم توفر الكادر الصحي والأدوية سوى التطعيم في المركز الصحي منذ عدة سنوات على الرغم مما يعاني منه المواطنون والكثير منهم مصابون بأمراض القلب والضغط والسكري والالتهابات، بالإضافة إلى وعورة الطريق، والتي شقت في سبعينات القرن الماضي بسواعد الآباء والأجداد، وأصبحت حالياً غير صالحة، ولم تحظَ بأي اهتمام من قِبل السلطة المحلية أو المنظمات، وقد تسببت هذه المشكلة بنزوح  عشرات الأسر من أبناء هذه المناطق، والتي يبلغ فيها نسبة الفقر 90 بالمائة، وما زاد من معاناتهم هو غياب لدور المنظمات المعنية كالغذاء العالمي وغيرها من المنظمات المعنية الموجودة بالمديرية والمديريات المجاورة، والمؤسف أن الجميع تناسوا الدور البطولي الذي قدمه أبناء هذه المناطق في الحرب، فمنهم الشهداء والجرحى الكثير، وما يزالون يقدون التضحيات في هذا الميداني البطولي”.
مظهر لايام الصيف في منطقة الجميعي والهميشي
مظهر لايام الصيف في منطقة الجميعي والهميشي


موجة نزوح
قائد الحجيلي
قائد الحجيلي
وأضاف قائد الحجيلي رئيس الإدارة الإعلامية للمجلس الانتقالي بالمديرية: “هناك موجة نزوح غير عادية من المنطقة إلى المدينة  بسبب وعورة الطرقات بحثاً عن الخدمات الأساسية وللحصول على سبل العيش وتحسين الأوضاع المعيشية لهم، بعد أن حرمتهم الحكومة من خدماتها الأساسية، وتجاهلتهم المنظمات من مساعداتها الإنسانية، ومن خلال “الأيام” نوجه رسالة عاجلة لكافة المنظمات الدولية الداعمة والجهات الرسمية بضرورة مساعدة المواطنين في كافة المجالات، ومنها الصحة، والإغاثة، والمياه، وكذا التعليم، والذي بات هو الآخر يعاني لأسباب كثيرة؛ أهمها نقص الكادر التعليمي بسبب توقف التوظيف وتقاعد الكثير من المعلمين، إضافة إلى نقص الكتاب المدرسي، ونزوح عدد كبير من الطلاب إلى المدينة بسبب ظروف المنطقة، بالإضافة إلى عدم تمكن الفتاة من مواصلة التعليم الثانوي لعدم توفر مدرسة ثانوية فيها وبُعد المنطقة، بحيث أقرب ثانوية للبنات تبعد عن المنطقة بنحو 4 كيلومترات”.

واقع مأساوي
أنور محمد
أنور محمد
فيما قال المواطن أنور محمد ثابت الجميعي: “منطقتنا تشكو من الإهمال المتعمد من قِبل السلطات المتعاقبة في المديرية والمحافظة منذ 1967م، ونتمنى عبر “الأيام” أن تصل مطالبنا إلى جهة القرار ممثلة بالمحافظ اللواء أحمد تركي والمدير العام الجدي بديع القطيبي، والذي بدأ نشاطه بخطوات جيدة، ونتمنى أن يستمر هذا النشاط ويصل إلى المناطق المحرومة وعلى وجه الخصوص منطقتنا، والتي تعد من أفقر المناطق في حبيل جبر”.

وأضاف المواطن منصور حسين ثابت: “نحن نعيش في منطقة ريفية ونائية وبعيدة عن مركز المديرية، ونتيجة لطبيعتها الجغرافية الصعبة حرمها من الحصول على الخدمات الأساسية ووصول المنظمات ذات العلاقة”.
حسين قاسم
حسين قاسم

وهي الأسباب التي عززها المواطن عبدالرزاق سالم حسان في حديثه لـ “الأيام”، مضيفاً: “هذه الأوضاع وغيرها دفعت بالعديد من المواطنين إلى مغادرة المنطقة إلى حيث تتوفر الخدمات ويسهل لهم العيش”.

وقال عمار الذيباني: “ما لمسناه في الماضي هو تقاعس الجهات المعنية في المديرية، ولكن حالياً هناك بصيص أمل من مدير العام الجديد، ونتمنى منه أن يولي هذه المنطقة الفقيرة الاهتمام بتزويدها بالخدمات الأساسية”.
عمار الذيباني
عمار الذيباني
رص الطريق على نفقة الاهالي بسبب غياب الدولة
رص الطريق على نفقة الاهالي بسبب غياب الدولة


صعوبات كبيرة
ولفت عضو مجلس الآباء العقيد حسين قاسم حسين إلى أن الأهالي بذلوا جهوداً كبيرة لترميم الطريق للتخفيف من صعوبتها خلال الفترات الماضية، ولكنها سرعان ما تتعرض للتخريب أثناء تساقط الأمطار.
وأشار في حديثه لـ “الأيام” إلى أن المواطنين يعانون أيضاً من غياب الخدمات الصحية جراء إغلاق العيادة الصحية، مع انعدام وضعف الخدمات الأخرى.
طريق ترابي وعر
طريق ترابي وعر


نقص في الكادر
عبدالرزاق سالم
عبدالرزاق سالم
من جهته، قال مدير المدرسة بالمنطقة، عبدالجليل سعيد هميش: “المنطقة تمر بظروف صعبة تزداد يوماً بعد يوم في المجال الخدمي لاسيما فيما يتعلق بالمواصلات، حيث أصبح المواطن يعاني كثيرًا جدًا من تردي الطرقات، والتي تسبب بقلة استخدام السيارات فيها إذ لا يتوفر منها في الوقت الحالي لنقل الركاب سوى سيارة واحدة فقط، وتستخدم في أيام محدودة في الأسبوع، وهناك معاناة أخرى فرضت على الأهالي خيارين أحلاهما مر؛ هما: إما البقاء وتحمّل الظروف القاسية، أو الرحيل وهذا ما حصل بدرجة كبيرة جدا”.
منصور حسين
منصور حسين

وعن الوضع التعليمي قال: “المدرسة مرت بعدد من التحديات في الفترة الأخيرة منها نقص المعلمين، حيث خسرت سبعة معلميها خلال الأربعة الأعوام الأخيرة بسبب التحويل والتقاعد والانقطاع، وهو ما أدى إلى توقف تدريس عدد من المواد أهمها مادة الرياضيات، وتكثيف تدريس الأخرى على المعلمين والإدارة، ولتجاوز هذه المشكلة يتطلب رفدنا بعدد من المعلمين لإكمال النقص والفراغ التعليمي في المدرسة”.
منطقة الجميعي والهميشي
منطقة الجميعي والهميشي


الخذلان
علاء سلمان
علاء سلمان
فيما قال رئيس الحركة الشبابية بالمنطقة علاء سلمان: “منطقتنا تُعاني الويلات والخذلان من السلطات المحلية السابقة، ومع هذا ثقتنا بالله كبيرة ثم بالمدير العام الجديد بديع القطيبي والمتسم بالنشاط، ونتمنى منه أن يعطي منطقتنا الاهتمام الذي يليق بها ويوصل معاناتنا إلى المحافظة، كما أدعو أبناء هذه المناطق المعروفة بمناطق “الجبل” إلى التعاون والعمل بروح الفريق الواحد لخدمة المنطقة وتعزيز الثقة فيما بينهم بما يصب في خدمتهم”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى