الشهيد صالح المزاحمي، رحمه الله، أب لطفلة اسمها «غالية»، ينحدر من أسرة قدمت الكثير للوطن في الماضي والحاضر، فوالده علي هيثم المزاحمي قيادي في الحراك الجنوبي، وشقيقه «نعيم» رئيس الحركة الشبابية والطلابية بالجامعات الجنوبية.

كان الشهيد البطل صالح علي هيثم المزاحمي أحد أبناء الجنوب الأحرار الذين لبوا النداء حين نادى المنادي بحي على الجهاد حينما أعلنت المليشيات الحوثية الحرب على المحافظات الجنوبية في مارس 2015، حيث انضم البطل صالح المزاحمي آنذاك للمقاومة الجنوبية التي تشكلت لصد عدوان تلك المليشيات الغازية، فرتب الرجال صفوفهم ووقفوا وقفة رجل واحد في وجه العدو الحوثي الغاشم، وواجهوا ترسانة العدوان الوحشي بكل حماس وعزيمة وقدموا أروع الملاحم البطولية أثناء مواجهتهم للعدو الحوثي، مقدمين قوافل من الشهداء والجرحى في سبيل عزة الدين وكرامة الأرض، وكان الشهيد البطل صالح المزاحمي أحد أبناء الجنوب الأحرار الذين ضحوا بحياتهم قربانا من أجل الدين والأرض والعرض.

وكتب عم الشهيد (والد زوجته) المستشار التربوي في محافظة لحج الأستاذ القدير سلام أحمد علي حسين، مذكرات عنه، قال فيها: «عندما شنت المليشيات الحوثية الحرب على المحافظات الجنوبية في نهاية مارس 2015م، لم يتردد الشهيد عن خوض القتال وذهب إلى جبهة بلة ردفان - العند، وقاتل إلى جانب زملائه، واستبسل في قتاله حتى تحررت قاعدة العند والمحافظات الجنوبية بأكملها.. وبعدها لم يقف الشهيد عند ترتيب وضع معين، فقد انتقل إلى جبهة كهبوب في الصبيحة مع زميله الشهيد القائد عمر سعيد الصبيحي، ولحنكته وخبرته ومواقفه الشجاعة كلف قيادياً في تلك الجبهة، وبقي هناك حتى سقط شهيداً مدافعاً عن وطنه في 27/4/2017م، ولم يمضِ على زواجه سوى عام واحد».

ويضيف الأستاذ سلام، وهو والد شهيد «عبدالعزيز» بالقول: «كان الشهيد البطل صالح المزاحمي، رحمه الله، متميزاً بالأخلاق والتواضع والمواقف الطيبة، وكان مثالاً ونموذجا يحتذى به في التواضع وحسن الخلق والبر بوالديه، شخصيته قل ما يتسم بها آخرون، رحمة الله عليه».